الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الخلعة».. فزع مرضي

«الخلعة».. فزع مرضي
19 ابريل 2018 19:54
خورشيد حرفوش (القاهرة) قد تشكو الأم من فزع طفلها من دون سبب واضح أو مبرر، حيث تنتابه فزعة مفاجئة تشبه «الخلعة» من أي صوت أو حركة قريبة منه. وقد تمتد هذه الحالة إلى سنوات الطفولة المتوسطة أو المتأخرة أو إلى ما بعد ذلك فتصيب كل الفئات والأعمار. وتعرف الدكتورة غادة الطويل، اختصاصية الطب النفسي وسيكولوجية النمو، الفزع المرَضي أو «الخلعة» المرضية، بأنها من الاضطرابات النفسية المعروفة والمنتشرة بين الناس. وعادة ما تظهر في سن الطفولة المبكرة والمتوسطة، مشيرة إلى أنها تأخذ أشكالاً مختلفة، وتتعدد أسبابها وصورها وأعراضها حسب الحالة، ولكن نتيجتها واحدة وهي فقدان الشخص القدرة والسيطرة والتحكم في مشاعره وانفعالاته واتزانه، إلى جانب الإحساس بالخوف المرَضي من المجهول أو من شيء معلوم. وتضيف «هي نوع من الشعور الذي يختزنه كل إنسان في نفسيته ومكنوناته، ويعبر عنه في حالة إحساسه بالخوف أو القلق، وهو ناتج عن أي موقف معين، أو خبرة ذاتية معينة يعيشها الإنسان»، لافتة إلى أن الفزع يتحول إلى حالة مرضية معطلة، وتختلف درجة التعبير عنه بحسب حالة كل شخص على حدة، وأحيانا قد تتجاوز الحدود المعقولة، آنذاك تتحول إلى حالة مرضية نفسية وعضوية، أو حالة مرضية عضوية سببها نفسي. أو ما يطلق عليها الاضطرابات الجسدية الناشئة عن اضطرابات نفسية، والتي يحدث فيها تلف لأحد أعضاء الجسم أو خلل في وظائفه نتيجة اضطرابات انفعالية مزمنة ترجع إلى عدم اتزان بيئة المريض والتي لا ينجح العلاج الجسدي في شفاء الحالة منها حتى وإن استمر على المدى الطويل، وإنما يكون ذلك بعلاج أسباب هذه الاضطرابات. وتشرح «تصبح الخلعة أو الفزعة حالة مرضية عند الشخص، وهي حالة مزعجة تؤدي إلى إحساس المريض بالخوف الشديد بشكل غير طبيعي، من أمر عادي لا يشكل خطراً على الإنسان السليم، بحيث يصاب بنوبات من الفزع، تؤثر على نفسيته وعلى سلوكاته وتعطله عن ممارسة حياته الاجتماعية، وهي قد تصيب كل الفئات والشرائح بمختلف الأعمار». وعن أعراض الحالة، توضح الطويل أنها كثيراً ما تسبب التبول اللاإرادي، والكوابيس واضطراب النوم والاستيقاظ من النوم فجأة، وضعف الشهية، ومن ثم الإحساس بالصداع أو الدوخة أو آلام في البطن، مشيرة إلى أنه لتجنب ذلك يجب على الآباء إدراك أن التربية تُبنى على المودة والحب والإحساس بالأمان، وليس على الصراخ والترهيب الذي يمكن أن يسبب مشاكل نفسية للطفل، منها حالة الخلعة، التي تسبب في النهاية نمو شخصية الطفل نمواً مضطرباً، وتنتج شخصية ضعيفة ومهزوزة. وحول طرق العلاج، تقول الدكتورة غادة الطويل إنّ المصابين بهذا المرض يحتاجون متابعة اختصاصي ملم بهذا المجال، وتعديل مناخ التربية بالتدخل المهني المتخصص، فالطفل أكثر عُرضة للإصابة بالفزع المرضي ومن السهولة أن يتكون لديه شعور بالخوف تجاه الغريب والعالم الخارجي، ولا يحس بالأمان إلا مع والديه وعائلته، ولكن في مراحل تكوينه يتأثر بالعوامل المحيطة به، فمثلاً إذا كانت والدته تعاني حالات الخوف الشديد، فالاحتمال الكبير أن يصاب بالعدوى، أو في حالة وجود تحرش جنسي أو سوء معاملة أو إحساسه بالخطر أو نتيجة تفكك أسري.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©