الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«شباب 12».. يواجه الحياة بتجربة الصوم

«شباب 12».. يواجه الحياة بتجربة الصوم
26 يونيو 2016 18:59
لكبيرة التونسي (أبوظبي) هاجر لم يبلغ عمرها 12 سنة بعد، لكنها أصبحت ملزمة شرعاً بصوم رمضان كاملاً، مما يتطلب الكثير من الاهتمام من أهلها لإعدادها إعداداً صحيحاً من دون أن تتأثر صحتها ويختل نظام نومها، بحيث تتطلب متابعة ونصحاً وإرشاداً يقوي من عزيمتها، ويعلي من ثقتها بنفسها. ولا يواجه أهل هاجر هذا التحدي لوحدهم، بل تجد العديد من الأسر المسلمة خلال شهر رمضان نفسها أمام مهمة غير سهلة مع الأطفال حديثي البلوغ، الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و14 سنة، نظراً لصغر سنهم وعدم تعودهم على صوم الشهر كاملاً، حيث لا يخشى الأهالي من عدم التزام الطفل من الناحية الشرعية، فحسب، بل تجد الأسرة نفسها أمام التزام الطفل بنمط حياة يختلف عن سابقيه من الأيام، مما يتوجب عليها دعم الطفل من الناحية النفسية وتنظيم نظامه الغذائي، حتى لا يصاب بالجفاف وسوء تغذية فما هي التحديات التي تواجه أهل الصائم؟ وما النصائح المختصة التي تدعم الأسر؟ هبة سماحة أم لأربعة أبناء منهم «جنات» بلغت من العمر 13 سنة، وأصبحت هذا العام ملزمة بصوم الشهر الكريم، وجدت في البداية صعوبة في إيقاظ ابنتها لتناول وجبة السحور، كما واجهت تحدياً كبيراً في إلزامها بنظام غذائي متوازن مع الحفاظ على شرب الماء وعدم تناول الكثير من السكاكر والحلويات التي قد تنعكس على صحتها، لكن استطاعت سماحة بمهارة الأم أن تتجاوز بعض المشاكل، واليوم تلتزم ابنتها «جنات» بالصوم وهي سعيدة بذلك. وتضيف: كان الخجل يدثرها في البداية، ولم ترغب في الاستيقاظ لتناول وجبة السحور، ونظراً لعدم شربها للقدر الكافي من المياه وعدم تناول الفواكه الكافية، فإنها كانت تشتكي من العطش، لكن مع مرور الوقت استطعنا تنظيم نظامها الغذائي، وتعزيز ثقتها بنفسها من خلال الحديث عن أهمية الصيام وثوابه، وشجعنا إخوانها الأطفال على الصوم وذلك مساندة لها. أما نعيمة فكري أم لطفلتين توأم، فتقول: أصبحت إحداهما ملزمة بالصوم، بعد أن واجهت صعوبة كبيرة في البداية في إقناع ابنتها «ليال» البالغة 12 خاصة أنها لم تتعود في السابق على صوم شهر رمضان كاملاً، لكنها استطاعت في النهاية رفع هذا التحدي تدريجياً، وذلك عن طريق التواصل والحديث معها عن فضائل شهر الصوم وعن ثوابه، ولكنها توضح أن تزامن الشهر الكريم مع استمرار الدراسة يرفع مشقة الصيام شيئا ما، لكن يتم تجاوز ذلك تدريجياً لتتعود «ليال» وتتجاوز تحديات التجربة الأولى «ومن الطرائف التي سردتها نعيمة فكري عن تجربتها مع صوم» ليال «أنها أيقظت ابنتها لتناول وجبة السحور، وبعد أكثر من ساعة استيقظت مرة أخرى لتجد ابنتها تشرب الماء، وكانت الساعة الخامسة فجرا وعندما سألتها أنها لم تسمع أذان الفجر». تعزيز الوازع الديني موزة الشامسي واعظة بالهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، تلقي بالمسؤولية الكبيرة على الأهل في تعزيز الوازع الديني وتقوية عزيمة الطفل حديث البلوغ مؤكدة أن شهر رمضان فرصة للتغيير إلى الأفضل، وعن آليات تعزيز الوازع الديني عند الطفل وحثه على الالتزام بالصيام تقول الشامسي: «يأتي تعزيز الوازع الديني في المقدمة، كما يجب توفير الأجواء المناسبة لدعم الطفل حديث البلوغ فهو يتأثّر بمحيطه، وفي الوقت نفسه يحتاج إلى أن يتهيأ شيئاً فشيئاً للصيام قبل السن المناسبة، ويجب أن نبدأ التواصل مع الطفل انطلاقا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاثَةٍ: عَن النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَن الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَن الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ»، (رواه أبو داود). بحيث نؤكد أن صيامهم أصبح على وجه التكليف والوجوب، وليس على وجه التحبيب والترغيب، بحيث يجب الاستجابة والتزام الشريعة، وذلك حتى يجد في نفسه الطواعية الكاملة للتقرب إلى الله سبحانه، وابتغاء الأجر والمثوبة». وتضيف: «وتقع المسؤولية على الوالدين بالدرجة الأولى، في تحبيب الصوم للطفل حتى قبل البلوغ، وذلك باستعمال وسائل الترغيب، وتعظيم المشاعر الرمضانية لديهم، ليستقبلوا الشهر الفضيل بحب ويقبلون عليه بشغف، كما يجب أن نعلم الأبناء أن الله عز وجل يريد بنا اليسر ولا يريد بنا العسر، ونحثهم على قيمة الصيام، ونوضح لهم أنه ليس هو الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل أخلاق حسنة، ومعاملة كريمة، وذلك ليتحقق المقصد الشرعي من الصيام لدى حديثي البلوغ ويصوموا الشهر على أفضل وجه، وبالإضافة لتعزيز الوازع الديني، ويجب أن تكون للأهالي القدرة على برمجة عقل الطفل لتقبل الصيام دون الإخلال بهذا الواجب». عادات غذائية سليمة ويعتبر الدكتور نادر داوود، أخصائي الطب الباطني أن شهر رمضان فرصة ثمينة لإعادة التوازن والنظام الصحي لحياة الإنسان، مشيراً إلى أن شهر رمضان بالنسبة لحديثي البلوغ فرصة لتعليمهم كيفية إدارة عاداتهم الغذائية وتحسين التزامهم وسيطرتهم على أنفسهم، ومن تم تعليمهم أن للصوم فوائد عظيمة، فإلى جانب المردود الروحي فإن للصوم عوائد صحية على الجسم، بحيث ينظفه من السموم كما يعمل على تشجيع الأداء العقلي، وزيادة مستوى الطاقة وتشجيع السكون الداخلي، وتعزيز الاتصال الروحي. ويضيف في ذات السياق: «لتحقيق الاستفادة القصوى من الصوم يتوجب الاهتمام بكمية الطعام الذي يتناوله حديث البلوغ في فترات الإفطار خلال هذا الشهر الفضيل. وإن تناول الكثير من الطعام لن يؤثر فقط في صحته، بل إن التأثير السلبي لذلك يمتد لالتزامه الروحي في رمضان، ويجب أن تحتوي على الأطعمة من جميع المجموعات الغذائية المعروفة. وجبة السحور من جهتها تشدد الدكتورة ميادة إمام، أخصائية طب أطفال على أهمية الانتباه للنظام الغذائي للطفل حديث البلوغ، وأكدت أهمية تناول وجبة السحور، مشيرة أنها يجب أن تكون وجبة متكاملة ومعتدلة تمد الجسد بالطاقة المطلوبة لساعات عدة وتضيف: «لذلك، من المهم أن يحتوي السحور على مواد يتم هضمها بشكل بطيء، كما يجب التركيز على تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات المعقدة كالشعير، القمح الكامل، الشوفان، طحين الحنطة، الأرز البني، الكينوا، العدس، والأطعمة الغنية بالألياف كالبطاطس مع القشر، الفاصولياء الخضراء وجميع أنواع الفواكه وبالخصوص المشمش، الخوخ والتين، كما يجب التأكد من شرب كوب من الحليب أثناء السحور، حيث إن الحليب مصدر كبير للكالسيوم لتقوية العظام. وتنصح بضرورة الاقتداء برسولنا الكريم خاصة في تناول وجبة الإفطار وما يليها من وجبات وتضيف: «يجب تجنب التهام الطعام مباشرة عند الإفطار، فلا بد من اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الجانب، بحيث نجعل الطفل يبدأ فطوره بالتمر مع الحليب أو الماء أو عصير الفواكه، وبعد صلاة المغرب، يمكنك تناول الوجبة الرئيسية ابتداءً بالشوربة والمقبلات، ويجب أن يحصل الجسم على السوائل ورفع مستوى السكر في الدم، دون مبالغة، ومن المهم تناول الخضراوات والفاكهة، والبروتينات والحبوب الكاملة، لضمان حصول جسم حديث البلوغ على كافة العناصر الغذائية. التجمع العائلي تؤكد دراسة نفسية، أهمية التجمع العائلي لما له من أثر إيجابي على الصحة النفسية لحديث البلوغ، خاصة أن حديث البلوغ يجد نفسه وسط بيئة تشجعه على الصوم، وتوضح: «كما تساعد التجمعات العائلية في انخفاض مشاكل تقدير الذات ومعدلات الاكتئاب أيضاً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©