الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الوطني» يستذكر جهود الشيخ زايد في ترســـــــيخ الشورى والمشاركة السياسية

«الوطني» يستذكر جهود الشيخ زايد في ترســـــــيخ الشورى والمشاركة السياسية
25 يونيو 2016 00:09
أبوظبي (وام) حظي المجلس الوطني الاتحادي، إحدى السلطات الدستورية الخمس، منذ عقد أولى جلساته بعد فترة وجيزة من انطلاق دولة الاتحاد بتاريخ 12 فبراير 1972 باهتمام ودعم لا محدودين من قبل المغفور له القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وذلك تجسيداً لنهج الشورى وبلورة لقناعته بأهمية مشاركة المواطنين في قيادة العمل الوطني وتحمل مسؤولياتهم، وكان يعتبر المجلس إحدى المؤسسات الدستورية التي من خلالها تترسخ وتتجسد الممارسة السياسية والمشاركة في عملية البناء والتنمية. ويواصل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هذا النهج منذ تسلمه سلطاته الدستورية الاتحادية رئيساً للدولة خلفاً لوالده المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وشهد المجلس الوطني الاتحادي في عهد سموه نقلة نوعية، تفعيلاً لدوره لتمكينه من ممارسة اختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية. ومنذ اللحظات الأولى التي تسلم فيها المغفور له الشيخ زايد مقاليد الحكم، أدرك قيمة المشورة وتبادل الرأي فيما يخص قضايا الوطن والمواطنين، فالشورى من أهم ما ترسخ في عقله وقلبه، وهو نهج ارتضاه في الحكم، وأسلوب طبقه في إدارة البلاد، ووضع نصب عينيه قضية تلمس احتياجات المواطنين، وكانت إحدى أهم الركائز الأساسية التي اهتم بها، وكان يتابع باهتمام أعمال المجلس الوطني الاتحادي الذي كان يرى فيه وجه الأمة، ويسمع من خلاله نبضها، ويتعرف إلى فكر ورأي أبناء وطنه، ويقف على وجهات نظرهم والآراء التي تدور في فكرهم وعلى لسانهم. ويستذكر المجلس الوطني الاتحادي في الذكرى الثانية عشرة لرحيل المغفور له الشيخ زايد التي تصادف في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك، دعمه، رحمه الله، وتوجيهاته وحرصه على افتتاح أدوار الانعقاد العادية للمجلس، والالتقاء بأعضاء المجلس مستمعاً وموجهاً، ومن خلال مشاركته في بعض جلسات المجلس، وفي النقاش والتحاور مع الأعضاء، علاوة على استقباله لجان المجلس والوفود البرلمانية الزائرة. وواكب المجلس الوطني الاتحادي مسيرة البناء والتقدم والتطور في دولة الإمارات منذ تأسيسه في 12 فبراير 1972م، مع انطلاق دولة الاتحاد، وحرص المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على أن تأخذ الدولة مكانتها المرموقة بين الأمم من خلال بناء جميع مؤسساتها، تعزيزاً لمسيرة الاتحاد وترسيخاً لشعور الوحدة والانتماء لوطن واحد معطاء، يتفانى أبناؤه في خدمته لتبقى مكانته الراسخة بين الشعوب، وتحقيقاً لهذا الحلم آمن المغفور له الشيخ زايد أن بناء الدولة لا يتحقق إلا بمشاركة المواطنين في صنع القرار، فتم إعلان الدستور المؤقت للدولة الذي نص في مادته «45» على أن المجلس الوطني الاتحادي هو السلطة الاتحادية الرابعة من حيث الترتيب في سلم السلطات الاتحادية الخمس المنصوص عليها في الدستور، وهي: «المجلس الأعلى للاتحاد ورئيس الاتحاد ونائبه ومجلس وزراء الاتحاد والمجلس الوطني الاتحادي والقضاء الاتحادي». وحدد المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، في الجلسة الافتتاحية لدور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس الوطني الاتحادي مهام المجلس ودوره بقوله «في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر، فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها ووطنها وترابها تتطلع إليكم، واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية». وشكل هذا الخطاب في يوم مشهود من تاريخ الإمارات محطة بارزة في مسيرة عمل المجلس، وفي طبيعة الدور والمهام والنشاط الذي سيقوم به لتحقيق المشاركة الأساسية في عملية البناء، وفي بناء مستقبل مشرق وزاهر من خلال تحقيق آمال شعب الإمارات نحو بناء مجتمع الكرامة والرفاهية. وكانت أولى مظاهر التأكيد على اهتمام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بالمجلس وما يقوم به هو حرصه على حضور المناقشات التي تتناول قضايا وهموم الوطن والمواطنين، وتعد الجلسة الثالثة عشرة من دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الثاني التي عقدها المجلس يوم 29 أبريل عام 1975 جلسة تاريخية، شهدت مشاركته في مناقشات المجلس حول دور وواجبات الأعضاء في التعامل مع قضايا المواطنين، وقال، رحمه الله: «يطيب لي أن أكون بينكم وأتكلم معكم بكل صراحة، وأناشدكم الصراحة الكاملة كما يصارح الواحد منا نفسه في خلوته، فيجب على كل فرد منا في دولة الإمارات أن يكون صريحاً من دون تردد مع إخوانه من الرئيس إلى أعضاء المجلس الوطني إلى أفراد الشعب، الإخلاص لا يمكن أن يتحقق من دون صراحة، فكيف أن يقول إنسان أنا مخلص ومن جهة أخرى يكون مجاملاً، هذا غير ممكن، والصراحة مطلوبة بين الأهل والإخوان والأبناء، لأن الصراحة هي الإخلاص، وصراحة كل واحد منكم ومن أفراد الشعب هي واجب، وتأتي قبل كل واجب، لأننا ككل في هذه الدولة نعتبر ركاب سفينة واحدة، إذا نجت السفينة نجونا، أما إذا غرقت فمن يضمن لنا السلامة». وكان، رحمه الله، يحرص على الاجتماع مع رئيس وأعضاء المجلس بعد كل جلسة يحضرها، ويتحدث إليهم ويستمع إلى قضاياهم بروح شفافة، يلفها دفء المشاعر وأبوة القائد، بالإضافة إلى استقباله لجان الرد على خطاب الافتتاح في كل دور انعقاد جديد. وكان يستمع لما يبديه الأعضاء من ملاحظات ونقل هموم المواطنين، ويصدر القرارات المناسبة في حينها أو يحيل المواضيع للجهات المختصة لمتابعتها، ومن أبرزها الأمر السامي بإنشاء جامعة الإمارات وصندوق الزواج، ليجسد حرص القائد وتفاعله مع هموم واحتياجات المواطنين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©