الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«انسايد ذي جيمز»: ظروف العمال في قطر أسوأ مما يمكن تصوره

18 مارس 2018 01:20
شادي صلاح الدين (لندن) لاتزال الانتقادات تنهال على الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» بسبب إقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في دولة تمارس أقسى أنواع الانتهاكات بحقوق العمال. ووجه الكاتب جيمي فولير في مقاله على موقع «انسايد ذي جيمز» انتقادات حادة للفيفا، قائلاً إنه زار الدوحة منذ ثلاث سنوات، للنظر في الضجة التي أثيرت حول ظروف العمال في قطر، مشيراً إلى أن الوضع أسوأ بكثير مما يمكن تصوره. وقال الكاتب في مقاله، إنه شعر بالصدمة وبالخجل من وجود بشر يهينون إخوتهم في البشرية إلى هذه الدرجة، لافتاً إلى أنه عاد إلى أوروبا وبدأ حملة «نفاق كأس العالم»، بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للنقابات، وحملة «لعب نظيف في قطر»، ومؤتمر اتحاد نقابات العمال في المملكة المتحدة، والحملة الجديدة «فيفا جديدة الآن». وكانت ست منظمات حقوقية على مستوى العالم قد طالبت بتدخل الأمم المتحدة في ملف استضافة قطر كأس العالم وإيقاف التجاوزات التي قامت بها قطر لتنظيم البطولة، وما حدث عقب ذلك من مخالفات جسيمة وانتهاكات تصل إلى حد الجرائم بحق العمال القائمين على تنظيم البطولة. وأشارت بعض التقارير الصادرة من شركات مقاولات تعمل في منشآت المونديال بقطر، إلى أنها تزيد عدد ساعات العمل على حدها الأقصى بـ90 ساعة ما يشكل ضغطاً وعبئاً على العمال الذين يتقاضون ما يقارب 1250 دولاراً، وهو معدل قليل للغاية مقارنة بما يقدمه العمال الذين يعملون في بعض الأوقات 14 ساعة متواصلة من دون راحة مما يجعل حياتهم «جحيماً». وأشار الكاتب جيمي فولير إلى أن الحملة تم اطلاقها قبل تسعة أيام من الاعتقالات الشهيرة التي تمت لقيادات المكتب التنفيذي للفيفا بسبب تلقيهم رشاوى وثبوت قضايا فساد ضدهم. وشنت السلطات السويسرية حملة اعتقالات في صفوف مسؤولين حاليين وسابقين في الاتحاد الدولي لكرة القدم، بطلب من وزارة العدل الأميركية بتهم فساد. وقال الكاتب «حدث الكثير منذ ذلك الحين، ولن أعيد رواية كل ما حدث مجدداً. يكفي القول، إنه بعد سنوات من ذلك يوجد العديد من الأشخاص الطيبين الذين يضغطون على الحكومة القطرية من أجل تحسين أوضاع العمال». مضيفاً أنه مع نهاية العام الماضي أعلن رئيس الوزراء القطري، وضع خطط لتحسين معيشة العمال والظروف التي يعملون بها. وأكد الكاتب في مقاله استمرار مراقبة أوضاع العمال بالاشتراك مع العديد من المنظمات الحقوقية الأخرى، للتأكد من التزام النظام القطري بالوعود التي قطعها بشأن تحسين حقوق العمال وظروفهم المعيشية. وتوفي العديد من العمال في قطر أثناء مشاركتهم في بناء الاستادات التي تستضيف مباريات البطولة، حيث أشارت العديد من التقارير إلى أن أعداد الوفيات تقترب من 1200 حالة. وأشار الكاتب إلى إنتاج فيلم وثائقي من قبل أحد أصدقائه المدافعين عن حقوق العمال «روزي جارثويت»، والتي رتبت زيارته للدوحة عام 2015 يحمل اسم «كأس العمال». وأوضح جيمي فولير أن الفيلم الوثائقي يقوم برحلة داخل معسكرات العمل للعمال الآسيويين والأفارقة الذين يقومون ببناء المرافق والبنية التحتية لكأس العالم 2022 ويعرض بطولة، ولكن من نوع آخر خاصة بهم تحمل اسم «كأس العمال.» وتم تصوير الفيلم الوثائقي داخل مخيم أم صلال في منطقة نائية في الصحراء، بعيداً عن الأنظار، حيث يعيش أربعة آلاف عامل معظمهم من الهند ونيبال وبنجلاديش والفلبين. كما نظمت نفس اللجنة المنظمة لكأس العالم في عام 2022 بطولة «كأس العمال»، حيث تم دعوة 24 شركة إنشاءات - ألمانية وإنجليزية وأميركية وفرنسية وأسترالية وغيرها – لتشكيل الفرق الخاصة بهم للمشاركة في البطولة. ويتتبع الفيلم الرجال المشاركون في «كأس العمال» وينحدرون من طائفتين شديدي التناقض – الأبطال في ملاعب كرة القدم، والأفراد الأقل شأناً في المجتمع القطري البعيد عنه. وأكد الكاتب أن الفيلم مؤثر جداً «لأننا نرى كيف يمكن لحفنة من اللاعبين يتعاملون مع تحديات الحياة اليومية في قطر». وطالب الكاتب الجميع بمشاهدة الفيلم اذا كانت هناك فرصة للقيام بذلك، مشدداً على ضرورة إلزام قطر بالوفاء بوعودها التي قطعتها العام الماضي بتحسين الظروف اللاإنسانية عندها، وتحسين ظروف وحياة الناس الذين يعملون على إنشاء ملاعب كأس العالم. يأتي تقرير الكاتب بعد صدور تقرير في وقت سابق هذا الشهر حول أوضاع العمال الذين يشاركون في بناء الملاعب في قطر استعداداً للبطولة، مشيراً إلى أن بعض العمال عملوا على مدار 148 يوماً من دون انقطاع. وذكرت شركة «إمباكت» للاستشارات ومقرها لندن، أن ساعات العمل الطويلة لا تزال تمثل مشكلة للعديد من العمال – نحو 18500 عامل - في المشاريع التي تشرف عليها اللجنة العليا للمشاريع والإرث القطرية المشرفة على تنظيم كأس العالم. وأوضحت الشركة التي تعاقدت معها اللجنة لإجراء مراجعة سنوية لظروف العمال، أن 13 من بين 19 من المتعاقدين في كأس العالم لكرة القدم يطلبون من العمال ساعات عمل كثيرة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©