السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

طرد تيلرسون يفشل السياسة القطرية الداعمة لخطط إيران التوسعية

16 مارس 2018 23:39
شادي صلاح الدين (لندن) وصف عدد من المحللين السياسيين في لندن قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإطاحة بوزير خارجيته ريكس تيلرسون بالضربة القوية للنظام القطري، الذي اعتمد على الوزير المقال كثيراً في تحسين صورته لدى الإدارة الأميركية. وأنهى قرار ترامب بعزل ريكس تيلرسون فترة من الخلافات الجوهرية بين ترامب ووزير خارجيته، حول عدد من القضايا أهمها الملف الإيراني وقضية كوريا الشمالية، إضافة إلى الأزمة الخليجية وعلاقة تيلرسون بقطر. وقال المحلل السياسي المقيم في بريطانيا المعتصم الحارث الضوي إن النظام القطري فقد الكثير بالإطاحة بتيلرسون، مشيرا إلى أن حجم الألم الذي يشعر به نظام الحمدين يظهر في الانتقادات المنتشرة عبر وسائل الإعلام الممولة من قطر والتي تنتقد بشدة قرار ترامب. وأضاف الضوي أن القطريين تعمدوا في الفترة الماضية استغلال تيلرسون لتحسين صورتهم أمام الرئيس الأميركي، الذي يمتلك اقتناعا كاملا بأن الدوحة ترعى الإرهاب والإرهابيين، وهو ما ظهر جليا في بداية الأزمة الخليجية واتخاذه موقفا مؤيدا لدول المقاطعة. وأشار إلى أن الخلاف بين دونالد ترامب وتيلرسون كان واضحا منذ بداية الأزمة حيث كان ترامب يسعى إلى التأكيد على موقفه الداعم لدول المقاطعة بتغريدات مناهضة لقطر، بينما كان ريكس تيلرسون يسعى لاتخاذ موقف مؤيد للدوحة. وقال الباحث والمحلل السياسي إن الأوساط السياسية في واشنطن وصل لها الانطباع بأن الطريقة التي تعامل بها تيلرسون في إدارة الأزمة أظهرت أنه منحاز للدوحة، وهو موقف يختلف عن موقف ترامب. وأضاف أنه في الوقت الذي لم يتردد فيه دونالد ترامب بوصف قطر أنها ضالعة في تمويل الإرهاب ورعاية التطرف، حرص تيلرسون على الدفاع عن الدوحة ونفي الاتهامات الموجهة ضدها. كان وزير الخارجية الأميركي المطاح به قد صرح أن واشنطن ملتزمة بسيادة قطر وأمنها، مشيرا إلى أن أي تهديد لسيادة قطر فإن الدوحة تعلم أنه يمكنها الاعتماد على الولايات المتحدة لحماية سيادتها. وتعود علاقة تيلرسون بالنظام القطري إلى الفترة التي عمل فيها كرئيس تنفيذي لشركة «إكسون موبيل»، التي يصفها البعض بأنها من قامت ببناء قطر من خلال مشاريعها. وقال المحلل السياسي معتصم الباحث الضوي إن إقالة ريكس تيلرسون ستكون لها انعكاساتها، على طريقة تعامل إدارة ترامب مع منطقة الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة القطرية، مشددا على أن إقالته ضربة قاصمة وهزيمة لنظام الحمدين القطري، الذي اعتمد على تيلرسون في الترويج لأفكاره الخاصة في التعامل مع أزمة الخليج، وتصوير الأمر على أن دول المقاطعة تسعى لفرض رأيها وإملاء شروطها على الدوحة، وهو أمر لا أساس له من الصحة. ومن جانبه قال المحلل السياسي، الدكتور أسامة مهدي، إن قطر أرادت استخدام الولايات المتحدة في فرض تصور لعلاقتها المستقبلية مع دول الخليج، مشيرا إلى أن الوضع سيتغير كثيرا مع خروج تيلرسون من المعادلة. وأوضح مهدي أن وزير دفاع قطر خالد العطية صرح في أكثر من مناسبة بأن الرئيس ترامب قادر على حل الأزمة الخليجية «بمكالمة هاتفية»، وهو في هذا الإطار يشير بطريقة غير مباشرة إلى سياسة قطر التي تدور حول دفع الولايات المتحدة إلى التدخل وإنهاء هذه الأزمة ولكن بطريقة تبدو الدوحة فيها هي الطرف المنتصر. وقال المحلل السياسي المقيم في لندن إن تيلرسون جزء مهم من الاستراتيجية القطرية القائمة على استغلال الدبلوماسية الأميركية لصالحها، لافتا إلى أن جميع دوائر صنع القرار لاحظت التغيير في طريقة تعامل الولايات المتحدة مع قطر منذ تدخل تيلرسون. وأكد مهدي أن «القوة الناعمة» للنظام القطري، وهي المال تحديدا أثبتت عدم جدواها على المدى البعيد، مشددا على أنه ان آجلا أم عاجلا كان الجميع سيكتشف علاقة الدوحة بالإرهاب وكيف يتم استخدامه لخدمة السياسة الخارجية القطرية. وأضاف أن خسارة قطر لم تتوقف عند ذلك فحسب، ولكن طرد تيلرسون الذي يتبنى مواقف مخالفة لترامب فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران، يفشل السياسة القطرية الحالية الداعمة والمنفذة لخطط إيران التوسعية في المنطقة. وتابع أن اختيار ترامب لمدير وكالة المخابرات المركزية مايك بومبيو، ليحل مكان تيلرسلون، يؤكد أن ترامب عازم على المضي قدما في موقفه تجاه الاتفاق النووي. وذكر الرئيس الأميركي الملف النووي الإيراني بين الأسباب التي دفعته إلى إقالة تيلرسون. وقال «بالنسبة إلى الاتفاق الإيراني، كنت أقول إنه رهيب، بينما كان هو يعتبره مقبولا». ويهدد ترامب بالانسحاب من الاتفاق الدولي حول الملف النووي الذي تم التوصل إليه في 2015، في مايو، بينما كان تيلرسون يدعو إلى البقاء ضمن الاتفاق. ولم تفلح محاولات تيلرسون مؤخرا في التوصل إلى اتفاق مع حلفاء واشنطن الأوروبيين لمعالجة مخاوف ترامب بشأن عيوب الاتفاق. واختتم الدكتور أسامة مهدي بالتأكيد على أن إقالة تيلرسون تعتبر ضربة موجعة للنظام القطري، كما هو بالنسبة للنظام الإيراني، وهو ما يؤكد تلاقي المصالح الإيرانية القطرية المهددة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©