الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«بيروت مدينتي».. حملة مدنية تتحدى الطبقـة السياسية

«بيروت مدينتي».. حملة مدنية تتحدى الطبقـة السياسية
6 مايو 2016 02:58
بيروت (أ ف ب) يحمل مواطنون لبنانيون، بينهم فنانون وصيادون ومهندسون، شعار «بيروت مدينتي» وبرنامجاً طموحاً من عشر نقاط يخوضون بهما الإنتخابات البلديةج بعد غد في حملة نادرة في لبنان بعيداً عن الاصطفافات السياسية . وتضم لائحة «بيروت مدينتي» 24 مرشحاً مناصفة بين النساء والرجال والمسيحيين والمسلمين، وما يميزها أنها غير مدعومة من أي جهة سياسية، وهو أمر يجسد حلم شريحة واسعة من الناخبين في لبنان، الذين يريدون اختيار مسؤوليهم بعيداً عن الانقسامات السياسية والطائفية التي تنهش البلاد. ويقول رئيس لائحة «بيروت مدينتي» المهندس إبراهيم منيمنة لوكالة فرانس برس «ليس لدينا تاريخ في العمل السياسي، ولكننا استطعنا الوصول بسرعة إلى قلوب الناس بسبب استقلاليتنا». ويضيف: «نحن جاهزون يوم الانتخاب لنربح»، معرباً عن أمله في الحصول على غالبية أصوات 470 ألف ناخب مسجلين في بيروت. وتجري الانتخابات البلدية في لبنان كل ست سنوات، ويطغى عليها في المدن الكبيرة نفوذ الأحزاب وزعماء الطوائف، وفي البلدات والقرى الصغيرة، يتداخل هذا النفوذ مع الصراعات العائلية. وهي عملية الاقتراع الأولى التي تجري في لبنان منذ العام 2010، إذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009، وتم التمديد مرتين للبرلمان الحالي نتيجة الانقسامات الحادة في البلاد. ولم ينتخب البرلمان رئيساً جديداً للجمهورية، رغم مرور سنتين على شغور منصبه بسبب الأزمة السياسية. وبعد مرور 40 عاماً على الحرب الأهلية في لبنان خلال الفترة من 1975 إلى 1990، لا تزال التوترات الطائفية والانقسامات الداخلية تطغى على المشهد السياسي الذي يقوده «زعماء الحرب» أنفسهم. ولذلك تعتبر «بيروت مدينتي» نموذجاً جديداً من نوعه في لبنان يتحدى الاصطفافات السياسية والطائفية بهدف الفوز بـ24 مقعداً في المجلس البلدي للعاصمة بيروت. وقبل أن تكون لائحة مرشحة إلى الانتخابات، كانت «بيروت مدينتي» حملة انطلقت من ناشطين في المجتمع المدني العام 2015، بعدما شهد لبنان أزمة نفايات أغرقت بيروت ومناطق أخرى في القمامة. وخرج آلاف المتظاهرين من هذه الحملة وغيرها إلى الشوارع احتجاجاً على الأزمة، وعلى شلل المؤسسات الحكومية في لبنان بالكامل وطغيان الفساد عليها. وتخوض لائحة «بيروت مدينتي» الانتخابات البلدية على أساس برنامج مستوحى من حركة الاحتجاج تلك يتضمن عشر نقاط «لتحسين أحوال المدينة وجعلها صالحة للعيش الكريم». ومن هذه النقاط وضع استراتيجية متكاملة لإدارة النفايات الصلبة، وتحسين النقل والحركة «من خلال استراتيجية متكاملة تجعل الخيارات السهلة، مثل المشي وركوب الدراجة الهوائية، أكثر قابلية للتطبيق، وتعزّز وتنظّم وسائل النقل المشترك»، وتحسين المساحات الخضراء والأماكن العامة. ووضع البرنامج بعد اجتماعات مفتوحة وزيارات إلى أحياء بيروت تم خلالها التواصل مع السكان. وتقول المرشحة عن «بيروت مدينتي» رنا خوري إن البرنامج يركز على الحياة اليومية للمواطن. وتضيف: «أسسنا هذه الحملة في سبتمبر الماضي، لأننا شعرنا بأنه لم يعد في إمكاننا أن نطلب شيئاً من الموجودين في السلطة». وتتابع: «لم يخطر على بالنا ولو مرة واحدة أن الأمر غير ممكن، بل كنا نفكر دائماً في أن هناك ضرورة، وليس هناك أي خيار ثان». ونجحت حملة «بيروت مدينتي» في الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي، وشاهد الآلاف أشرطة فيديو على حسابها على موقع «فيسبوك»، معتمدة وسيلة ترويجية مختلفة عن الطريقة التقليدية السائدة في بيروت بتعليق صور المرشحين على جدران الأبنية وفي الشوارع. ويبقى يوم الأحد التحدي الأكبر أمام الحملة التي تواجه منافسين بارزين على رأسهم مرشحو «لائحة البيارتة» المدعومة من رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري. وسيكون من الصعب على هذه اللائحة المؤلفة من ناشطين ومثقفين التغلب على طبقة سياسية نجحت على مدى عقود في إرساء قواعد شعبية لها في كل حي وكل قرية وكل مدينة، لا سيما بين الطبقات المتوسطة والفقيرة. ويرى متطوع سابق في حملة «بيروت مدينتي» أن المرشحين أظهروا «سذاجة» حين ظنوا أن بإمكانهم النجاح عبر برنامج متطور، ولكن من دون دعم الطبقة العاملة. وأضاف: «لسنا في أرض الخيال، نحن هنا في لبنان».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©