الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أمل القبيسي: الإمارات تستشرف المستقبل بنهضة حضارية شاملة ومستدامة

أمل القبيسي: الإمارات تستشرف المستقبل بنهضة حضارية شاملة ومستدامة
5 مايو 2016 01:41
عمان (وام) أكدت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي أن دولة الإمارات العربية المتحدة مثال استثنائي على التطور الطبيعي للنهضة النموذجية، وهي تستشرف المستقبل بنهضة حضارية شاملة متوازنة ومستدامة، تتشارك فيها المرأة مع أخيها الرجل، وفق عقيدة التكامل والعمل المتعاضد بروح الفريق الواحد، وفق نسيج من التلاحم المجتمعي لإرساء مقومات التقدم في شتى القطاعات والمجالات، وبما يتوافق مع قيمنا وتقاليدنا الحضارية والدينية، ويحافظ على هويتنا الوطنية التي لن نفرط فيها مهما كان انفتاحنا على العالم. جاء ذلك في كلمة رئيسة لمعاليها، خلال مشاركتها في أعمال قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات لعام 2016 التي بدأت أمس في العاصمة الأردنية عمان، وتستمر يومين تحت عنوان «المرأة في السياسة: التقدم بخطى حثيثة» بمشاركة 260 برلمانية من 89 دولة لمناقشة أفضل الممارسات والخبرات لتعزيز دور النساء في البرلمانات وصناعة السياسات. ويضم وفد الدولة المشارك في القمة عضوات المجلس عفراء راشد البسطي، وعزا سليمان بن سليمان، وعائشة سالم أحمد بن سمنوه، وناعمة عبدالله الشرهان، وعلياء سليمان الجاسم. وقالت معاليها: «لقد استشرفت قيادة الإمارات منذ البدء الدور الكبير للمرأة في إحداث تأثير اجتماعي مستدام، وأن تشارك في صناعة التغيير الإيجابي، كما تنظر إلى تمكين المرأة، باعتباره أمراً حاسماً في تفعيل المشاركة السياسية في الدولة». وأضافت معاليها أن الهوة بين المرأة والرجل قد تم تحديدها من باني اتحاد دولة الإمارات المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، الذي رسخ في ذهن أبناء شعبه أن «الرجل أخ للمرأة والمرأة أخت للرجل، ليس هناك فرق بينهما إلا في العمل، العمل الطيب والعمل السيئ، هنا يكمن الفرق»، تلك هي الهوة الوحيدة التي تفرق بين الجنسين في الإمارات جودة العمل، مؤكدة أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، واصل مسيرة تمكين المرأة الإماراتية. ونبهت معاليها إلى أنه ومنذ أكثر من عشرين عاماً، مهدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة لمبدأ المشاركة السياسية وانضمام المرأة للمجلس الوطني الاتحادي بقولها «إن صاحب السمو رئيس الدولة يسبق بأفكاره أحلامنا جميعاً، وهو حين يؤكد عدم وجود عوائق تحول دون مشاركة المرأة في العمل السياسي، إنما يعبر عن حلم مستحق لابنة الإمارات». حلم مستحق وأضافت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي أن هذا الحلم المستحق تحقق في المشاركة السياسية عبر انضمام المرأة للحكومة كوزيرة عام 2005 وعبر انضمامها عبر صناديق الانتخاب لعضوية المجلس الوطني الاتحادي في ديسمبر 2006 من أول تجربة انتخابية في الدولة، لتشهد بعدها الإمارات الانطلاقة الحقيقية لبرنامج التمكين السياسي واليوم، وبعد فصلين تشريعيين فقط من انضمام المرأة لأول مرة للبرلمان الإماراتي، تتبوأ المرأة رئاسة هذا الصرح السياسي التشريعي، أحد السلطات الدستورية الخمس في الدولة، ولتشكل نسبة تمثيل المرأة فيه الآن نسبة أعلى من 20 في المائة، والتي تعتبر من أعلى المعدلات العالمية، من خلال التمثيل الفاعل لثماني عضوات يشغلن رئاسة اللجان ومقرريها، ويشاركن بكفاءة وفاعلية في دراسة التشريعات والقوانين، وطرح الموضوعات العامة والأسئلة والتمثيل المشرف للدولة في شتى المحافل الوطنية والإقليمية والدولية يداً بيد مع إخواننا أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الذين نفتخر بالعمل معهم وبكل ما يقدمونه من دعم وتكامل واحترام وثقة لأخواتهم العضوات. وقالت معالي الدكتورة القبيسي: «إنه لشرف لي أن أقف اليوم أمام هذه النخبة المتميزة من الأخوات والإخوة الرواد في العمل البرلماني والسياسي ممن لهم إسهامات كبيرة في خدمة احتياجات وتطلعات شعوبهم وأوطانهم وأمام هذه الكوكبة من الخبراء والمختصين الذين نتطلع جميعاً للتعلم من خبراتهم وآرائهم في دعم وتوحيد الجهود واستشراف مستقبل أفضل لجميع المجتمعات في هذا المنتدى العالمي للنساء في البرلمان والمتميز من حيث الموضوعات المطروحة والمحاور النوعية التي يتناولها المشاركون». مكاسب وإنجازات وأضافت معالي القبيسي: «إننا إذ نجتمع اليوم في هذا المنتدى العالمي للبرلمانات، فلا بد أن نستذكر ذلك التاريخ الطويل الذي خاضته المرأة بالعزيمة والإصرار حتى تحقق لها اليوم هذه الإنجازات والمكاسب، وما كان لنا اليوم ما تحقق لنا من إنجازات كنساء وقياديات لولا جهد وسياسات حكيمة لمؤسسي نهضة وتنمية أوطاننا.. فحاضر المرأة هو امتداد طبيعي لماضٍ تراكمت فيه المكتسبات». وقالت: «إن الإماراتيات يشاركن في صياغة وتشكيل وتنفيذ السياسة العامة للدولة ورؤاها الاستراتيجية، وصنع واتخاذ القرار عبر دورهن الفاعل كوزيرات في مجلس الوزراء، والآن في حكومة المستقبل التي شكلها مؤخراً صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، تمثل النساء فيها نسبة 27.5 في المائة في نسبة تعتبر من أعلى النسب في العالم في مجال تمثيل المرأة الوزاري في السلطة التنفيذية وليس من قبيل المصادفة أن يكون لدينا ثماني وزيرات منهن وزيرة دولة للشباب ووزيرة دولة للتسامح ووزيرة دولة للسعادة وأن تكون رئيسة مجلس شباب الإمارات شابة إماراتية، وأن تكون رئيسة مجلس علماء الإمارات عالمة إماراتية». وأكدت أن حكومة دولة الإمارات أسست مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين الذي يعمل على تقليص الفجوة بين الجنسين في العمل في قطاعات الدولة كافة، والعمل على تحقيق التوازن بين الجنسين في مراكز صنع القرار، وهو يؤكد أهمية دور المرأة في صنع السياسات وليس فقط تنفيذها، مشيرة إلى أن نتائج ذلك واضحة جلية، فالمرأة في الإمارات تسهم حالياً بأكثر من 50 في المائة من القوى العاملة في الإمارات بعد أن كانت نسبتها لا تتعدى 6?2 في المائة في أوائل الثمانينيات من القرن العشرين، حيث تشغل المرأة الإماراتية 66 في المائة من الوظائف الحكومية العامة، كما تشغل 33 في المائة من المراكز القيادية في الدولة. وأوضحت معاليها أن عدد الدبلوماسيات العاملات في مقر وزارة الخارجية يبلغ نحو 153 دبلوماسية، ومنذ تأسيس مجلس سيدات الأعمال وصل عددهن إلى نحو 23 ألف سيدة أعمال يدرن استثمارات يتجاوز حجمها 42 مليار درهم، كما أن نسبة التحاق المرأة في التعليم العالي تفوق 90 في المائة في الدولة، مما وضع الإمارات في مقام أكثر دول العالم تطوراً في مجال تعليم المرأة، حسب تقارير الأمم المتحدة. مساهمة حضارية وبينت معالي الدكتورة القبيسي أن تلك الأرقام مؤشرات مهمة، لكنها ليست هدفنا فهدفنا أن يكون مجتمع الإمارات منتجا وقادراً على المنافسة دولياً، وأن يكون لشعبه مساهمة في الإنتاج الحضاري والمعرفي للإنسانية ولا نستطيع أن نبلغ ذلك إذا لم يعمل المجتمع بكل طاقته ذكوراً وإناثاً كباراً وصغاراً مواطنين ومقيمين، موضحة أنه كان للإمارات السبق في المنطقة، فيما يتعلق بتمكين المرأة سياسياً خلال الأعوام القليلة الماضية، وبدأت النساء في الظهور بشكل أكبر على ساحة المشاركة السياسية، وفي مراكز صنع واتخاذ القرار حتى أصبحت الإمارات في المرتبة الأولى عربياً في تمكين المرأة و المركز الأول عالمياً في احترام المرأة. وشددت معاليها على أن دور المرأة في التنمية والذي جعل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الشريك الأساسي في هذا المؤتمر يشير بوضوح إلى مدى الجدوى التنموية لسياسات تمكين المرأة على المجتمع عموماً، وعلى اقتصاديات الدول ودرجة نجاحها خصوصاً، كما أن هناك العديد من التجارب في دولنا العربية، استطاعت أن تثبت أننا بدأنا في تجاوز منعطف تمكين المرأة، وأنها بدأت تشارك في تحمل مسؤولية القرار ومسؤولية الإنتاج وقطف ثمار النجاح. تمكين المرأة وأشارت معالي القبيسي إلى أن «معادلة التمكين» للمرأة في مجالات المجتمع كافة تتطلب وجود مؤشرات مهمة عدة تبدأ بالاحترام المتبادل ثم الثقة وتكافؤ الفرص ودعم الكفاءات التي تتوج بالتقدير ونصل لريادة المرأة والرجل على السواء بل المجتمع. ونبهت إلى أن أحد أكبر التحديات التي نواجهها اليوم، أفراداً ودولاً ومجتمعات، هي التطرف، فالتطرف، بغض النظر عن الفكر الذي يغذيه، هو أحد آفات هذا العصر.. فالتطرف الذي يأخذ الطابع العنصري والتطرف الذي يأخذ الطابع الديني وحتى التطرف في المطالبة بحقوق الإنسان أو حقوق المرأة هو جزء من مقاربة إقصائية للآخر تستبيح الدم والروح من أجل معتقد فكري أو ديني أو سياسي، مؤكدة أن ذلك التطرف لا فرق فيه بين المنظمات الإرهابية وبين مؤسسات الحكم، فالتطرف ليس له دين أو لغة أو لون بشرة، وإن كان أحياناً له علم، وأضافت أنه لا يمكننا أن نكافح هذه المقاربة دون تطوير مجتمع قادر على إعلاء قيمة الإنسان فوق كل الاعتبارات ولا يمكن أن نعلي قيمة الإنسان إذا كنا نبخس قيمة جنس أو جنسية. وحذرت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي من أن الإرهاب البغيض أصبح سرطاناً مستشرياً في قارات العالم كافة، يهدد الحضارات والإنسانية، ويدمر التنمية العالمية، ويقوض جهود الأمن والاستقرار، وكذلك تدني مستويات النمو والإنجاز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في أكثر من نصف دول العالم، مما أدى إلى زيادة الفقر والجوع والبطالة والتصحر وتدني الخدمات الإنسانية، وجعل أكثر من ثلثي سكان العالم يعيشون في اقتصاديات مهددة بخطر الانهيار. التزام وتنسيق أكدت معالي أمل القبيسي مبدأ احترام سيادة واستقلال الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية فمبدأ حسن الجوار هو الكفيل بتحقيق التعاون بين الأمم، معتبرة أن الأزمات الدائرة في بعض دول الشرق الأوسط تتطلب الالتزام بمبادئ حسن الجوار وضرورة التعايش السلمي واحترام مبدأ السيادة الوطنية وأضافت أن تلك الأزمات والتحديات العالمية تتطلب منا جميعا إعادة النظر في دورنا كبرلمانيين ودور البرلمانات حيث يتوجب علينا مسؤولية التنسيق مع بعضنا البعض بما يكفل الوصول إلى فهم أعمق يضمن معالجة التحديات الاستراتيجية المشتركة التي تواجه العالم أجمع وإشراك المجتمعات والشعوب في التصدي لها.. وعلينا كذلك العمل على تلبية آمال شعوبنا وتطلعاتنا المشتركة فنحن لا نمثل الشعوب فقط بل إن دورنا يتضمن كذلك تعزيز العلاقات التي تربط الشعوب وتمتن الروابط الإنسانية التي تجردنا من الاختلافات وتجمعنا في المصير وتوظف طاقات العالم أجمع لضمان مستقبل أفضل للبشرية. وعلينا أن نجعل برلماناتنا منصة حقيقية للمستقبل. هذا المستقبل الذي يتمثل في الشباب.. فالشباب هم جزء أساسي من حاضرنا وكل مستقبلنا وهم الرافعة الاستراتيجية التي لا غنى عنها لبناء أوطاننا التي نصبو إليها ونحلم بها. واختتمت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي كلمتها بالقول إن تمكين المرأة سيسمح لنا بتمكين المجتمع فهو مفتاح أحد أكبر التحديات التي نواجهها ألا وهو مفتاح التنمية وإننا لم نعد نتحدث عن دور المجتمع في تمكين المرأة بل عن دور المرأة في تمكين المجتمع والمجتمع هو أرضية كل جهود التنمية. شكر وتقدير أعربت معالي الدكتورة أمل القبيسي باسم المجلس الوطني الاتحادي، عن جزيل الشكر والتقدير للمملكة الأردنية الهاشمية، قيادة وشعباً، وقالت: «أود أن أتقدم بفائق العرفان والامتنان لجلالة الملك عبدالله الثاني على رعاية جلالته الكريمة لقمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمان في العاصمة عمان كأول انعقاد للمنتدى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتحت قبة البرلمان الأردني الذي يمثل شعب الأردن بأطيافه كافة، ما يعد مؤشراً قوياً على مدى الالتزام السياسي والشعبي في العالم العربي بدعم تمكين المرأة كأداة أساسية لتحقيق النماء والرخاء للأمم»، معتبرة أن ذلك ترجمة حقيقية وتأكيد لجهود جلالته وجلالة الملكة رانيا العبدالله عقيلة العاهل الأردني في تمكين المرأة، وتبوء المملكة الأردنية الهاشمية مراكز الريادة في التوازن بين الجنسين، واحترام المرأة وتنمية قدراتها ورفع مكانتها. وأعربت معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي عن شكرها لمجلسي الأعيان والنواب الأردنيين، ومنظمة نساء في البرلمان، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، على دعوتهم الكريمة والإعداد والتنظيم المتميز، والتحضير الفعال لأعمال هذه القمة. أجندة المؤتمر يناقش المنتدى الذي يعقد تحت رعاية الملك عبدالله الثاني ملك الأردن مجموعة من القضايا الملحة عالمياً من أبرزها دور وأهمية وجود المرأة في مراكز صنع القرار والمرأة والقيادة السياسية والمرأة وريادة الأعمال والمشاركة الاقتصادية وتمكين المرأة الاقتصادي والصحي والتعليمي والهجرة والسلام والأمن والتعاون بين السيدات البرلمانيات ومنظمات المجتمع المدني والعنف ضد المرأة. جدير بالذكر أن المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات الذي يتخذ من زيوريخ مقراً له يهدف إلى المساهمة في تطوير المجتمعات من خلال توفير قنوات اتصال بين البرلمانيات لمناقشة العديد من القضايا الرئيسية من أهمها المساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركات المرأة في عمليات صنع القرار ونشر السلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©