تامر عبد الحميد (أبوظبي)
يواصل مهرجان «أبوظبي 2017» في دورته الرابعة عشرة الذي يقام برعاية معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، نجاحاته المتتالية من خلال فعالياته الفنية المتنوعة التي تجمع بين الفنون الكلاسيكية والتشكيلية، وأجمل فنون الأداء العالمية، مستقطباً كوكبة من كبار الفنانين على المستوى الإقليمي والعالمي. وشهد حفل أوركسترا مركز الصين الوطني لفنون الأداء، حضوراً جماهيرياً كبيراً في المسرح الكبير في قصر الإمارات، مقدمةً ضمن أول عروضها في العالم العربي وبقيادة المايسترو «دجانغ يي» أروع المقطوعات الموسيقية.
«روميو وجولييت»
بدأت فرقة أوركسترا مركز الصين الوطني فقرتها الموسيقية، بتقديم مقطوعة «سلافونك مارش» من أعمال تشايكوفسكي، وانضم إليها عازف البيانو «دجانغ هاوتشن» ليقدم «كونشيرتو البيانو رقم 2» لرحمانينوف والسيمفونية رقم 9 على مقام «إي ماينور» من أعمال دفورجاك.
وأحيت الأوركسترا حفلات كبرى في كل من أوروبا والولايات المتحدة، وآسيا، وتزور أبوظبي بعد مشاركتها في مهرجان كيسينجن للموسيقى الصيفي، ومهرجان شوليسويغ-هولستن للموسيقى، وفي حفلها في «أبوظبي 2017»، تألقت الفرقة بأداء مقطوعات مشهورة لأبرز الموسيقيين العالميين، حيث قدمت مقطوعة «شاكون» من أعمال باخ على مقام «دي ماينور»، ومقطوعة باليه «روميو وجولييت» لبروكوفييف.
وفي نهاية أمسيتها، انضم عازف الكمان المبدع «سيتشينغ لو» إلى الأوركسترا التي تعد إحدى أفضل الفرق في آسيا، والتي تنطلق في عملها من شعار مبدأ «للناس.. للفن.. للعالم»، ليعزف رائعة المؤلفين الموسيقيين هي دجانها ووتشين غانغ «عشاق الفراشة».
لغة عالمية
ويعتبر المايسترو «دجانغ يي»، أحد أكثر قادة الأوركسترا الشباب تأثيراً على مستوى الصين، وقدم المئات من الحفلات، والأوبرا، وعروض الباليه خلال مسيرته المهنية. وعلى مدى العقدين الماضيين، تعاون دجانغ مع العديد من فرق الأوركسترا في الصين وخارجها، ومن بينها أوركسترا الصين الوطنية السيمفونية، وأوركسترا لندن الفلهارمونية، والأوركسترا الماليزية الفلهارمونية، وأوركسترا راديو ساربروكين السيمفونية، وأوركسترا كولون، وباريس، وعن تجربته بالمشاركة في إحدى حفلات مهرجان «أبوظبي 2017» خصوصاً أنه يقدم للمرة الأولى أمسية موسيقية في العالم العربي، قال دجانغ يي في حواره مع «الاتحاد»: «نحن نريد أن نشارك جانباً من الموسيقى الكلاسيكية مع الجمهور العربي، تماماً مثل أي دولة في العالم، فنحن نستخدم الموسيقى لنتواصل مع الجمهور محاولين أن نصل إليهم عبر ثقافتنا وفكرتنا عن الموسيقى الكلاسيكية».
وتابع: «أعتقد أن لغة الموسيقى عالمية، فهي متاحة في كل دولة وكل بلد، فالناس قد لا يفهمون بعضهم بعضاً عن طريق اللغة، ولكن يمكن أن يحدث ذلك من خلال الموسيقى».
بهجة الموسيقى العربية
ولفت دجانغ إلى أنه على دراية كبيرة بثقافة الموسيقى العربية، حيث عمل في السابق في السفارة الصينية في دمشق مدة عامين، وكانت بالنسبة إليه تجربة حياة لن ينساها أبداً، حيث أتيحت له الفرصة لتذوق الطعام العربي وطريقة الاندماج اجتماعياً في بلد عربي، والأهم من ذلك تعلمه للثقافة والموسيقى العربية، وقال: «الموسيقى العربية معبرة جداً وتوحي بالبهجة دائماً».?
عدد اليوم
