الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الزغللة» جرس إنذار.. واعتلال الشبكية خطر يهدد الإبصار

«الزغللة» جرس إنذار.. واعتلال الشبكية خطر يهدد الإبصار
2 مايو 2016 10:43
يواجه مرضى السكري زيادة في مخاطر الإصابة بأمراض العيون التي تبدأ من عدم وضوح الرؤية، وتصل في حالات متقدمة إلى العمى، وتبقى الوقاية هي أفضل علاج لعيون مرضى السكري، وتأتي السيطرة على مستويات الجلوكوز في الدم على رأس طرق الوقاية، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة بانتظام، واتباع نظام غذائي سليم وصحي، والامتناع عن التدخين بأنواعه كافة، مع المحافظة على مستويات ملائمة لضغط الدم لمنع وقوع مشاكل أو أمراض في عيون مرضى السكري، كما تعد الفحوص السنوية المنتظمة لدى طبيب العيون عاملاً أساسياً في مرحلة الوقاية، وذلك للتعرف وتشخيص المشكلات مبكراً من خلال الفحص الطبي الشامل للعين أو ما يعرف بفحص حدقة العين. أوضح الدكتور ساف ناقفي من مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري، أن اعتلال الشبكية السكري أحد أكثر أمراض العيون التي تسجل ارتفاعاً ملحوظاً لدى مرضى السكري، ويرجع ذلك إلى أن أغلب المصابين بالسكري لا يقومون بالفحوص الدورية، ولا يراجعون أطباء العيون حتى يصلوا إلى مراحل متقدمة من اختلال الشبكية، ما يجعل العلاج صعباً. فقد يكون نظر مريض السكري سليماً، ولكن في الوقت نفسه قد تحدث تغيرات بالشبكية لن يستطيع اكتشافها إلا بالكشف لدى طبيب العيون، ومن المهم أن يعلم مريض السكري بأنه يمكن منع فقدان النظر نتيجة السكري في حالة تلقي العلاج في الوقت المناسب. وعلى المريض ألا ينتظر حتى يشعر بضعف النظر، وقد يخدعه ضعف نظره الطبيعي واستخدام النظارة الطبية، لذلك فإن التشخيص المبكر والفحص الدوري للشبكية وتصويرها سنوياً مهم لمرضى السكري. وأشار أن معظم حالات اعتلال الشبكية السكري يعالج باستخدام الليزر، إذا بدأ المريض العلاج في وقت مبكر، حيث يحافظ الليزر على النظر الموجود وليس تحسين النظر، كما يتم حقن العين أو الجراحة في بعض الحالات. الشبكية السليمة وأوضح أن الشبكية هي ذلك النسيج الحساس للضوء الموجود في مؤخرة العين، ويعمل هذا النسيج بفكرة الكاميرا نفسها التي تستقبل الصور عبر القرنية وعدسة العين اللتين تقومان بإرسالها بوضوح على الشبكية، وتعمل الشبكية على تحويل الضوء إلى إشارات ترسل إلى الدماغ التي تترجم هذه الإشارات إلى صورة مرئية، وهناك بقعة في منتصف الشبكية تسمى المقولة (البقعة) تزود الإنسان برؤية متمركزة وحادة، ويسمح الجزء الخارجي للشبكية المحيط بالمقولة بالرؤية الجانبية والليلية، وتعمل الأوعية الدموية الدقيقة على تغذية الشبكية. وحول تأثير السكري على المريض، قال إن هناك 3 طرق يمكن وصفها بأنها من أعراض السكري، أولها عدم وضوح الرؤية المؤقت (زغللة العين)، وذلك بسبب ارتفاع مستوى سكر الدم الذي يتسبب في انتفاخ عدسة العين، وعدم وضوح الرؤية، لذلك من الضروري تنظيم مستوى سكر الدم. ثاني الأعراض هي المياه البيضاء أو (كتاركت)، فمن الممكن أن يؤدي ارتفاع مستوى السكري في الدم إلى عتامة عدسة العين، وفي بعض الأحيان تتدهور الحالة إلى درجة المياه بيضاء، وهذا العرض لا يمكن علاجه بالأدوية أو القطرات، والوسيلة الوحيدة لعلاجه هي العملية الجراحية، وهناك تقنيات متوافرة في مراكز العيون كافة التي تجعل إجراء هذه العملية سهلاً، ويمكن للحالة الخروج في اليوم نفسه. أما ثالث آثار مرض السكري على العيون هو اعتلال الشبكية، ويعد أخطر مشكلة تهدد عين مريض السكري، لأنه مع الوقت قد يؤدي السكري غير المنضبط الذي يرافقه ارتفاع مزمن في ضغط الدم إلى تغيرات في الأوعية الدموية الدقيقة بالشبكية، ويؤدي اعتلال الشبكية السكري يؤدي إلى فقدان كلي للبصر. وتنتشر حالات اعتلال الشبكية السكري بشكل كبير بين المصابين بالسكري منذ فترة طويلة، وهناك أنواع لهذا الاعتلال، منها اعتلال المقولة (البقعة) السكري الذي يحدث نتيجة ضعف الأوعية الدموية أو توقفها عن العمل، فتتسرب السوائل عبرها، مسببة ارتشاحات وتورم الشبكية، وإذا أثر التورم على المقولة سنجد أن الجزء المركزي من النظر يضعف ويجد المريض صعوبة في القراءة، أوالتعرف على المحيطين به، ولكن الجزء الخارجي من الرؤية والرؤية الجانبية يظل طبيعياً. أما اعتلال الشبكية المتشعب، ففي بعض الأحيان يتسبب في انسداد أوعية الشبكية الدموية، وينتج نمو غير طبيعي لأوعية دموية جديدة كمحاولة الجسم لعلاج الانسداد الأول، ولكن الأوعية الدموية الجديدة تكون ضعيفة وفي المكان الخاطئ وسهلة التلف، وقد تتسبب في نزيف داخل العين أو انفصال الشبكية، وإذا حدث نزيف، سوف يلاحظ المريض بقعاً سوداء أو أشكالاً تشبه العنكبوت أو ضبابية. ويمكن تجنب اعتلال الشبكية السكري باتباع نصائح عدة، يمكن تلخيصها في ضرورة ضبط سكر الدم واتباع إرشادات الطبيب، والتوقف عن التدخين، ضبط ضغط الدم حسب الإرشادات، والمحافظة على نسبة الدهون في الدم، كما أن الفحوص الدورية لمستوى السكر التراكمي تساعد على الحد من المشكلات، فعلى سبيل المثال خفض السكر التراكمي 1% يساعد على التقليل من احتمالات الإصابة باعتلال الشبكية بنسبة 33%، وأخيراً يأتي تصوير الشبكية سنوياً كعامل حاسم للاطمئنان على صحة العين. واختتم الدكتور حديثه قائلاً «الوقاية دائماً خير من العلاج، لذلك فإن إجراء الفحوص الروتينية يمكن أن يخفف إلى حد كبير من المضاعفات التي تتعرض لها العين بسبب مرض السكري، فالكشف المبكر يساعد كثيراً في علاج الكثير من الأمراض بنجاح. وقد أظهرت الأبحاث أن المحافظة على سكر الدم ضمن المستويات الاعتيادية، يقلل من فرص حدوث مضاعفات في العين، لذلك من المهم أن يكون مرضى السكري حذرين بشأن مستويات سكر وضغط الدم والكوليسترول لمنع المرض من التطور.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©