الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

استخدام الخادمات للهواتف الذكية خطر لابد من مواجهته

29 يناير 2015 21:10
خديجة الكثيري (أبوظبي) الهواتف الذكية تساعد عاملات المنازل على التواصل مع صديقاتهن وأقاربهن، لكنها في المقابل تهدد بنقل أسرار مخدوميهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما يشكل خطراً على أفراد الأسرة. وتماشياً مع روح العصر، لا ترضى خادمات الاستغناء عن الهواتف الذكية التي تتيح لهن التواصل بالصوت والصورة، وعلى الأسر إما القبول بالأمر الواقع أو العيش في قلق خوفاً من هروب الخادمة في حال رفض امتلاكهن هاتفا ذكيا مربوطا بالإنترنت. إدمان وقلق «ماما متى ستعود الخدمة؟» أول السؤال تسمعه «أم منصور» من خادمتها عندما تنقطع خدمة الإنترنت في بيتها، حيث أدمنت الخادمة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي عبر هاتفها النقال، إلى درجة أنها ترفض الذهاب مع أسرة مخدومتها للتسوق أو التنزه، خشية عدم وجود «واي فاي» خارج المنزل. وتقول أم عبدالله: «لديَّ خادمتان، كانت الأولى لا تعرف في هاتفها سوى الاتصال وإرسال الرسائل، وبعد فترة، طلبت خادمة ثانية، متعلمة حتى تساعد أطفالي في دراستهم، إلا أنها ومنذ وصلت سألتني عن الرقم السري لخدمة الإنترنت، وكانت دائمة الانشغال على هاتفها، كما أصبحت تتباهى بحسابها في «فيسبوك» أمام بناتي، وما إن أكملت شهرين، حتى علمت الخادمة الأولى التي بدورها أصبحت مدمنة لاستخدام شبكات التواصل الاجتماعي، فصرت قلقة من أن تعلما بناتي أموراً غير أخلاقية». خطر على البنات تشتكي أم حسين من خادمتها، التي تهددها بالعودة إلى «المكتب» إذا منعتها من استخدام الهاتف، وتضيف: «عندما منعتها من استخدام «الواي فاي»، اشتركت في خدمة الإنترنت عن طريق هاتفها، فبت في حيرة، هل أضغط عليها أم أترك لها الحبل على الغارب؟ وفي الحالتين سأكون في قلق على أطفالي». ويقول محمد آل الشيخ «اشترطت على مكتب الاستقدام أن يضغط على الخادمة لكي لا تستخدم الهاتف أبداً، على أن أعطيها هاتفي إن أرادت التحدث مع أهلها، وبعد فترة اشتريت لها هاتفاً بلا كاميرا خشية أن تصور محارمي، وكنت مرتاحاً لفعل ذلك، ولكن ابنتي أخبرتني بعفوية أنها تصورت مع الخادمة «موني»، فصعقت وزوجتي، وذهبنا لنفتش غرفتها فوجدنا لديها هاتفا ذكيا مزودا بكاميرا وعليه اشتراك بالإنترنت، وبعد تعنيفها اعترفت بأن خادمة شقيقة زوجتي وخادمات بعض أقاربنا علمنها كل شيء، وأنها لن تتنازل عن حقها في ذلك». ويضيف «اضطررت لإرجاعها للمكتب وخسارة كل ما دفعته، واشترطت على زوجتي إن أرادت خادمة جديدة، فعلى أقاربها أن يزرنها من دون خادمات أو لا يزرنها مطلقا». ضرورة ملحة تسرد فوزية علي قصتها مع خادمتها، قائلة: «أدمنت خادمتي استخدام وسائل التواصل الاجتماعي فجأة، وأصبحنا نرى بيدها الهاتف دائما، وأهملت رعاية ابني، وباتت تتأخر في الاستيقاظ مبكراً، وكانت خادمة المنزل الأخرى تشكو من إزعاج صوتها طوال الليل وهي تتسامر وتضحك مع آخرين عبر الهاتف، فاضطررت إلى طردها وأصبحت إلى اليوم أعاني ولم أجد خادمة بديلة». في المقابل، تؤكد أماني عبدالله أنها متساهلة كثيراً مع خادمتها، واشترت لها هاتفاً ذكياً، لتدللها حتى تقوم بعملها على أكمل وجه، كما إنها تأتمنها على أطفالها الثلاثة. وتضيف: «متى كانت معاملتي لها طيبة فلن أخشى غدرها، فأنا أشعرها بأنني مثل أختها، وأنصحها بألا تنجرف وراء مشكلات شبكات التواصل الاجتماعي، هذا ما أملك أن أفعله». تقنين وضوابط يؤكد أحمد عبدالكريم، موجه أسري في دائرة محاكم دبي، أن مشكلات الخادمات تؤرق الأسر، حيث تحدث خلافات كثيرة بين الأزواج والزوجات، تصل إلى الطلاق أحياناً بسببهن. ويشير إلى أن استخدام الخادمات للهواتف الذكية، خطر لابد من مواجهته، فأحياناً تصور خادمة ما يحدث في منزل مخدوميها، أو تصور نساء البيت وترسل الصور لغرباء قد يستخدمونها في الابتزاز، مطالباً بتشديد الرقابة على الخادمة في استخدامه الهاتف، ووضع ضوابط واضحة، وإن استطاعت ربة البيت إقناعها بعدم استخدمه فذلك أفضل. من جهتها، تقول جينفر استرالدو، عاملة منزل فلبينية: «أكتفي بحسابي على «فيسبوك»، في حين أن صديقتي في منزل آخر مدمنة على تلك المواقع، وتضع صورها الخاصة من أجل معجبين ابتزوها لاحقاً». وتؤكد موناكومبو «لن أتنازل عن استخدام الهاتف الذكي؛ لأنه أصبح الوسيلة الأسرع للتواصل مع أسرتي وصديقاتي»، مضيفة: «بأستطيع من خلال الإنترنت التواصل مع أبي وأمي ورؤيتهما من دون خسائر مادية، وهذا لا يؤثر أبداً على عملي حيث أقوم بذلك في وقت الفراغ».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©