تعيدُ البشرية السؤال الأزلي حول مصيرها، ويقف البشرُ طوابير أمام بوابة المستقبل، لعلهم يرون انعكاس وجوههم في الحياة الثانية، حياة ما بعد جائحة كوفيد- 19. وفيما يخوض الأطباء والممرضون حربهم الضروس مع هذا المرض، فإن فريقاً آخر يرصد التفاصيل الإنسانية التي يعيشها الناس، قصص الخوف والشفاء والترقب، والتي أصبحت تتراكم بالآلاف في كل دول العالم. كنوع من المقاومة الروحية ضد هذه الجائحة. 
من بين المبادرات الفريدة في العالم، مشروع التحدي الشعري الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع مشروع تمكين الشباب، والذي أطلق مسابقة لحث الشباب على الجلوس في البيت، وكتابة نصوصهم وإرسالها للفوز بمبلغ مالي، وقد تفاعل مع هذه المبادرة الكثير من بيوت ومقاهي الشعر. والأثر الذي تركته هذه القصائد أسهم في إيصال رسالة الاحتراز واتخاذ التدابير الصحيحة في التعامل مع أي موقف، ورفع من مستوى الوعي، كما فجّرت المبادرة أيضاً مواهب وإبداعات شباب كثر، موسيقيين وشعراء وفنانين. يقول أحد الشعراء الشباب من غامبيا:
دعونا لا نفترض أننا لن نصاب بالعدوى،
دعونا نستعد كما لو سوف نتأثر،
اتصل على الرقم 1025 بهذا يمكنك إنقاذ الأرواح
ما يلاحظ على هذه القصائد أنها تتحدث بصيغة المباشرة. أحد الشعراء من الهند يقول في مطلع قصيدته:«لماذا يبدو عالمنا الواسع مقفراً الآن؟ يا له من سؤال سخيف، حتى الطفل الصغير سيكون لديه الجواب. لأن هناك وحشاً بالخارج، هذا يمكن أن يجعل التنفس حتى كالجحيم، إنه أكثر ضآلة من خلايانا، لكنه يسبب وباءً هائلاً، وإذا دخل جسمك، فإنه قد يعيث فساداً». وعلى هذا المستوى من التعبير السهل، انتشرت الآلاف من النصوص وكأنها تخاطب عقلية الطفل، أو كأنها موجهة إلى بشر من خارج هذا العالم. أقرأ في جريدة اليابان تايمز قصيدة يقول مطلعها التالي:
اغسل يديك! لا تخرج!
ولكن إذا وجب عليك ذلك، تقنّع!
لئلا ينتهي بك المطاف
في تابوت غير مرغوب فيه.
رغم الكثرة الكاثرة لهذه القصائد الإرشادية، فإن المرض، أفرز أيضاً نصوصاً مهمة لكبار الشعراء والأدباء في العالم، هناك من لا يزال يراقب ويراكم الأسئلة الوجودية الكبرى، وهناك من ينتظر ولكن لا أحد يعرف إلى متى؟