الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتماء والعمل التطوعي

17 أكتوبر 2012
مما لا شك فيه أن مبادرات العمل الخيري أو التطوعي التي تتم في إطار تنظيمي جماعي مشترك، تسهم في تنمية خدمة المجتمع «كقيمة» تربوية وسلوكية»، وتنمية مشاعر الحب والولاء والانتماء، من خلال إطلاق برامج عمل متنوعة في المجالات المختلفة. وهذا الجهد من شأنه أن يكسب الطلاب والطالبات بوجه خاص مهارات اجتماعية وحياتية متنوعة، ويزيد من إحساسهم بالمسؤولية تجاه المجتمع، المحلي، وذلك من خلال الاشتراك في مشروعات خدمية وحماية البيئة، كتنظيف الشواطئ والحدائق، وحملات التبرع بالدم، والتوعية الصحية، وتقديم خدمات لذوي الاحتياجات الخاصة، والتعاون مع الجمعيات الخيرية وجمعيات النفع العام في أنشطة تطوعية مشتركة. إن العمل الخيري العام في المدارس والمعاهد والجامعات، يقوم أساساً على فكرة تشجيع المبادرات التطوعية لخدمة المجتمع دائماً من خلال عدة مبادرات وأنشطة وفعاليات من شأنها تكريس وترسيخ القيم الإيجابية لدى الطلاب، وتشجيعهم على هذه الممارسات الاجتماعية البناءة، كحملات التبرع بالدم، وحملات التوعية المجتمعية إزاء الأمراض الخطيرة أو المعدية، أو حملات التشجير والنظافة وحماية البيئة وغيرها. هناك أهداف تربوية واجتماعية وسلوكية بلا شك، وعلينا جميعا كهيئة تعليمية أو كآباء وأمهات أن نترجم البرامج والأنشطة إلى عمل يحمل رسالة، بحيث تشتمل على جانب تثقيفي وجانب عملي تطبيقي كتنظيف الحدائق داخل المدرسة وزراعة الأشجار، وتزيين الفصول والممرات ورسم لوحات جدارية، وإقامة المسابقات لكتابة مقالات وشعارات عن العمل التطوعي ورسم وشعر، وتقديم دورات عن العمل التطوعي، وإقامة حملات توعية داخل المدرسة وبرامج خارجية، كالزيارات، والتعاون مع المدارس والجمعيات الأهلية في المجتمع. لعل العمل الخيري العام، أهم وسيلة تربوية لنشر ثقافة العمل التطوعي الحافلة بالكثير من الإيجابيات التي تضيف قيمة نوعية في خدمة المجتمع وتعزيز الثقافة الإيجابية، كما أن هناك إيجابيات مباشرة تلمسها المؤسسة التعليمية من خلال تعديل السلوك وتقويمه لدى الطلاب من حيث نشر الثقافة الإيجابية المجتمعية داخل أسوارها وفصولها التعليمية التي تشيع المحبة والإخاء والتكافل والتلاحم كسلوك مسؤول ومقدر يمتد تأثيره ليقلل من السلوكيات السلبية لدى الطلاب استجابة لما يلمسونه من تغيير في الثقافة السائدة وتغيير للعقل الجمعي بصورة إيجابية محببة. ولكي تنجح المؤسسة التعليمية في رسالتها المجتمعية لابد لها أن تعمل وفق منهجية وخطة لترجمة رسالتها ورؤيتها، من حيث إيصال الرسالة والرؤية والأهداف العامة التي يسعى إليها إلى جميع الطلاب والمعلمين والإداريين، وكذلك إعداد ورش عمل إدارية لإعداد اللوائح التنفيذية والأهداف الاستراتيجية، والبرامج السنوية، لضمان نجاح الثقافة التي تعمل على تعزيزها ونشرها. بقي أن نذكر أن التضامن والتكافل الاجتماعي سمتان أصيلتان من سمات المجتمع الإماراتي، ويمكن لأي شخص يرغب في الانخراط في العمل المجتمعي اختيار ما يناسبه من الأنشطة التطوعية التي تتنوع أشكالها ما بين الأنشطة التعليمية والصحية والبيئية التي توفرها البرامج الحكومية والمبادرات الخاصة المختلفة. لنتذكر دائما القول الشهير: «ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط»! المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©