الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أربعة عروض سينمائية تمزج الواقع بالطموح

أربعة عروض سينمائية تمزج الواقع بالطموح
2 مارس 2008 04:04
ضمن مسابقة أفلام من الإمارات التي تقيمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث وفي يوميها الثاني والثالث عرضت في المجمع الثقافي بأبوظبي مجموعة من الأفلام في إطار التقسيمات التي وضعها منظمو هذه الاحتفالية· حيث عُرضت الخميس الماضي افلام كثيرة منها الفيلم الروائي ''البوق'' من إخراج روح الله منصوري بمدة عرض 10 دقائق وهو من البانوراما الدولية، و الفيلم التسجيلي ''الهوية المفقودة'' وهو من إخراج فاطمة سيف الكتبي بطول 22,55 دقيقة من المسابقة الإماراتية ''طلبة''· يسرد ''البوق'' قصة رجل يصعد في يوم ثلجي بارد في طهران حافلة للذهاب الى ساحة التحرير، حينها يطلب منه الركاب أن يستدعي سائق الشاحنة باستخدام بوق الحافلة لأنه الأقرب الى مقبض القيادة· يوم ثلجي، اكتظاظ المدن، قاع المدينة يعج بالتداخل والتبعثر، الناس داخل الحافلة يشكون، النساء يعرضن مشاكلهن· عالم كئيب والحدث شتاء، حيث كل الأشياء مبعثرة، المشاعر، الفضاء، الناس، السيارات، كلها لا يمكن كشف انفراطها وقلقها إلا في يوم شتوي تظهر فيه المدينة على حقيقتها وخاصة في ساحة التحرير التي تشهد أبواق السيارات الكبيرة وهي تطلق مرة واحدة· الفيلم الثاني هو ''الهوية المفقودة'' والذي أدارته إخراجاً الإماراتية فاطمة سيف الكتبي ومن تمثيل عيسى إبراهيم· يسرد الفيلم قصة شريحة اجتماعية لم تجد هويتها، حيث يشي بها العنوان المباشر وهذه سمة من سمات الفيلم التسجيلي الذي لا يلعب على الرمز مطلقاً بل يدخل الى الحقيقة مباشرة، العالم يصور كما هو بعيداً عن الترميز والتأويل، يهدف هذا الفيلم الى إبراز ماهية هذه الشريحة من خلال تسليط الضوء عليها ويحاول الفيلم الإجابة عبر شخوص الفيلم ''أبطاله الحقيقيون'' عن كثير من الأسئلة التي ما زالت تدور في الأذهان· فكرة الفيلم مطروقة من قبل، ومن حسناته عندما تحاورنا مع المخرجة الكتبي أنها لم تر الأفلام السابقة على فيلمها؛ إلا أن المخرجة الكتبي حاولت بجهد واضح أن تأخذ زاوية أكثر حدة بتعاملها مع الوقائع، حيث يسرد الفيلم عبر ضمير المتكلم قصتي عيسى وحسن إبراهيم وهما من ''البدون''· ويبدأ المشهد الأول عبر استعراض الصحف المحلية التي عالجت هذا الموضوع ''الاتحاد، البيان، الخليج''، حيث قضية البدون الذين لا أرض، ولا هوية لهم، عيسى يشق طريقه بعد صعوبات كثيرة ليأخذ موقعه الاجتماعي، قصته الآن وقصة أبيه، وقصة جده الذي كان يملك ورقة انتماء تسمى ''البروة'' ويفرح عيسى بعد أن يتطوع في الشرطة ويلقى كل احترام، إلا أنه يتمنى أن تحل هذه القضية سريعاً· أما حسن إبراهيم فيتناوب السرد مع ابنته، إنه لا يمتلك أي وثيقة وهو يعيش هنا· هنا وطنه، الحياة تصورها الكتبي بكل بعثرتها، البيت مبعثر، الانتماء ضائع، انه لا يستطيع أن يفعل شيئاً، يحكي بشكل مباشر حال أولاده، اللقاءات المعروضة هادئة، وضمير إنسان تلخصه الكاميرا، والخطاب مفهوم· وكل ذلك حالة خاصة تعنى بشخصين فقط، إلا أن المخرجة حاولت عبر لعبة سينمائية أن تتوسع الى العالم في استغلالها الكاميرا التي تدور في الأزقة بين بيوت أصحاب البدون· انها تخلص فيلمها من الخصوصية الى العمومية·· ولكن لابد من راوٍ يعوض عن سرد عيسى وحسن، فتأخذ المخرجة هذه المهمة ليتحول خطاب هاتين الشخصيتين الى الساردة/ المخرجة نفسها حين تخاطب المشاهد في دور غير ممسرح في الفيلم، ومن الغرابة حقاً أن المخرجة فاطمة الكتبي لم تدرس السينما وإنما هي متخصصة بالدراسات الدولية، إلا أن الإبداع الفطري قادها الى السينما وهي هنا تطرح قضية· كما عُرضت امس الاول افلام روائية وتسجيلية منها فيلم ''خوربيت أمي'' للمخرج مهرداد اسكوي الذي كان مدة عرضه 29 دقيقة وهو من البانوراما الدولية فقد سرد قصة امرأتين تعيشان قرب النهر، أم عجوز وابنتها التي تشتغل في صيد السمك، نقل المخرج عالم هاتين المرأتين بكل انسحاقه، عالم المدينة الضاج· عالم منعزل عن كل مباهج الحياة، الشخصيتان ليستا ممثلتين، امرأة في الثمانين مقعدة وابنتها في الخمسين قامتا بدوريهما وبعفوية قل نظيرها لم يدخل المخرج ممثلاً محترفاً فبدا الواقع كما هو بكل تشوهاته، الكاميرا رصدت تحت المطر عذابات امرأة تعيل أمها انه يمثل توجه الشباب الحقيقي نحو فضح هذا العالم الغريب الذي يعيش بلا رحمة· أما فيلم ''الحياة في سوق الأوراق المالية'' لمحمد جاسم وبطول 12,3 دقيقة فهو تسجيلي يتعرض الى أسواق البورصة في دبي شهادات لخمسة أو ستة أشخاص ليس هناك شيء جديد خارج التسجيلية، الا ان وقوف الكاميرا عند بوابة البورصة في نهاية الفيلم لترصد الخارجين من البناية وتحولهم الى ظلال وأشباح خاسرة قد عمقت من رؤية الفيلم هذا الذي تحول من خلالها من فيلم تسجيلي الى رؤية وموقف·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©