الشاشات «ثلاثية الأبعاد» تهدد عيون الأطفال

أبوظبي (الاتحاد) أوصت وكالة الغذاء والسلامة والصحة المهنية والبيئية الفرنسية بعدم السماح للأطفال الذين تبلغ أعمارهم أقل من ست سنوات بمشاهدة الصور ثلاثية الأبعاد،وعدم السماح ايضاً للأطفال الذين تصل أعمارهم إلى 13 عاماً أو أقل بمشاهدة هذه الشاشات إلا بـ«درجة معتدلة». ويأتي ذلك بعد دراسة عن انعكاسات مشاهدة الصور ثلاثية الأبعاد على العيون التي لا تزال في طور النمو، إذ أن عملية مشاهدة صورة ثلاثية الأبعاد تتطلب أن تنظر العينان إلى الصور في مكانين مختلفين، قبل أن يترجم المخ ذلك إلى صورة واحدة. الدكتورة ميريهان عابد، أخصائية العيون، تعلق على هذه النتائج والتوصيات، وتقول:« من الطبيعي أن يكون الأطفال الذين تقل أعمارهم عن ست سنوات في مرحلة نمو في سائر أعضاء الجسم بما في ذلك البصر، لذلك نجد أن أية آثار صحية سلبية قد تظهر خلال هذه الفترة إن كان هناك ضرر، وهذا التعارض بين حركة العينين، تكون أكثر خطورة، إذا أخذنا في الاعتبار استمرار نمو النظام البصري لدى الأطفال في هذه السن، كما جاءت الدراسة. ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي تثار فيها تساؤلات حول مدى سلامة مشاهدة الأطفال للصور ثلاثية الأبعاد التي أصبحت تستخدم في بعض الأفلام، وبعض ألعاب الفيديو وشاشات التلفاز والحواسيب، فقد سعت إيطاليا لتقييد استخدام الأطفال الصغار للنظارات ثلاثية الأبعاد، وذلك بعد تحذير مشابه أطلقته وكالة الصحة الوطنية هناك، وقد أثبتت الاختبارات الطبية أن لهذه التقنية أضرارها الطبّية المتعددة. ومن بين أكثر هذه الأضرار انتشاراً، الإصابة بالصداع والشعور بالوهن، وتنطوي على أضرار بليغة لصحّة العين والدماغ والجسم بأكمله. وهناك دراسات مشابهة أيضا تحذر من أن بعض الناس قد يعانون من الصرع المفاجىء أو التسرّع في ضربات القلب أثناء مشاهدة صور التلفزيون ثلاثية الأبعاد، بل وقد تتسبب في الَحوَل المفاجىء في العينين حتى لو كان مؤقتاً، والشعور بالدوار المفاجىء، والرجفة غير الطبيعية للعينين أو العضلات، التشوّش الذهني، الشعور بالغثيان، الفقد الجزئي للذاكرة، الشعور بالتشنّج. لذلك ننصح مستخدمي هذه الأجهزة الذين اعتادوا علىها بضرورة الابتعاد عنها لفترات استراحة قصيرة ومتكررة حتى يخفّ تأثيرها الجسمي الضار على صحتهم، كما ينصح الخبراء بالتوقف الفوري عن المشاهدة عند الشعور بأي من الأعراض المذكورة. وينبغي ألاتكون المشاهدة من مسافة قريبة جداً من جهاز التلفزيون ثلاثي الأبعاد، وأن تكون أقرب مسافة للمشاهدة أكبر بثلاث مرات على الأقل من ارتفاع شاشة التلفزيون، وأن يبقى محور النظر عمودياً على الشاشة».