الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أنفلونزا الطيور يعطي دفعة لأبحاث الطفرات الفيروسية

27 أكتوبر 2013 00:19
روتردام (رويترز) - يسعى علماء هولنديون يتجمعون في معمل سري وسط إجراءات أمنية مشددة لتطوير طفرات من سلالات فيروس الأنفلونزا. وهو عمل خطير يهدف لتحضير العالم لجائحة فتاكة قبل ظهورها. وأثارت فكرة إنتاج فيروسات مسببة للأمراض باستخدام الهندسة الوراثية جدلاً كبيراً خوفاً من تسرب هذه السلالات الفيروسية أو وقوعها في يد غير أمينة. ومع ترقب الصين لانتشار مزيد من حالات الإصابة بالسلالة الفيروسية الجديدة لأنفلونزا الطيور الفتاكة “إتش7إن9”، قال عالما الفيروسات رون فوتشييه وآب أوسترهاوس إن مزايا أبحاث طفرات الجينات تفوق المخاطر بكثير. وتهدف التجارب لاستطلاع قدرات الفيروس لتطوير عقار يقاومه وإماطة اللثام عن التحورات الجينية، التي تحسن قدرته على الانتشار. وأكدا أن عملهما يتيح خبرات معرفية قد تمنع تفشي الأنفلونزا الفتاكة. وقد يحدث ذلك من خلال التوصل للقاحات جديدة في الوقت المناسب أو أنواع علاج تتوافق مع جينات السلالة الجديدة. وقال أوسترهاوس وهو مدير معمل في هولندا يحظى بدرجة عالية من الأمان، ويقود جانباً من أنشطة طفرات إتش7 إن9 “نستعد لما سيحدث فيما بعد. إذا أصبح انتقال فيروس إتش7 إن9 سهلاً بين البشر فإن نسبة الوفيات قد تصل إلى نحو مليون شخص”. وأضاف: “هذا السؤال مهم.. ما الذي يساعد على انتقال الفيروس بسهولة. إن فهم ما يحدث مهم للغاية”. لكن ستيفن سالزبرج أستاذ الطب والإحصاءات الحيوية بكلية جون هوبكنز للطب، واتهم العالمين بـ”التعامل بعجرفة شديدة”، وقال إن فكرة فوتشييه عن الجدوى المحتملة لعمله “مشوشة للغاية”. وأضاف أن فكرة إجراء هذه الأبحاث شديدة الخطورة. وفي موقع سري في حرم مركز إيراسموس الطبي في ميناء روتردام يختار حفنة من الباحثين، خضعوا لتدقيق أمني صارم جينات ويضيفون البعض منها، ويمحوا البعض الآخر لسلالات فيروس “إتش 7إن9” لمعرفة قدراته في أسوأ الحالات. وتهدف الدراسات لإدخال تعديلات جينية على الفيروس لمعرفة ما يتطلبه تحوله لجائحة. ويعمل فريق إيراسموس في واحد من أكثر المعامل أمنا في أوروبا. وقال فوتشييه وهو واحد من 6 أشخاص فحسب حصلوا على تصريح أمني لدخول المعمل إنه يشعر في المعمل بأمان أكبر مما يشعر به خارجه. وأوضح أنه لدخول المعمل “تحتاج مفتاحاً خاصاً، ويجري تغيير الملابس أكثر من مرة عند الانتقال بين جميع أنواع الغرف المغلقة”، وأضاف: “توجد أرقام سرية شخصية وإجراءات أمنية إضافية لتجاوز مجموعة متتالية من الأبواب، والكاميرات تعمل في كل مكان على مدار الساعة”. وسافر فوتشييه للولايات المتحدة مراراً مطالباً بإجراء أبحاث مماثلة ونشر نتائجها ما أثار هلع المجلس الاستشاري للعلوم الوطنية للأمان الحيوي وحدا به لمحاولة غير مسبوقة وفي نهاية أغسطس الماضي، أعلن 22 عالماً آخرون عزمهم خوض مثل التجارب. وقال أوسترهاوس: “من السهل أن نتراجع ونقول حسناً لن نتطرق للأمر بعد الآن. ولكنه ليس تصرفاً سليماً. كعالم أتحمل مسؤولية تجاه الناس. وإذا تمكنا من منع حدوث جائحة فسننقذ الملايين”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©