الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عشت‎ كأس الخليج

10 نوفمبر 2014 23:15
لا يعرف قيمة كأس الخليج إلا من عاش أجواء الدورة وحرارتها وبهجتها وانتصاراتها وانكساراتها.. وفى نهاية السبعينيات كنت محرراً بمجلة الصقر، وأدركت ما تمثله الدورة لشباب الخليج، فهي التي صنعت كرة القدم في المنطقة، وكانت وراء تطورها، على مستوى البنية التحتية مثل الملاعب، وعلى المستوى الفني فاستعانت الاتحادات بالمدربين الأجانب، ولم يكن حلم الفوز بكأس آسيا أو التأهل لكأس العالم قد ولد بعد، وإنما كان تاج الخليج هو الهدف والغاية.. عشت‎ الأجواء الجماهيرية والإعلامية الملتهبة وحرب التصريحات، وبهجة الحدث، وفرحة المشجعين، وكلفتني إدارة مجلة الصقر بالسفر إلى أبوظبي لمتابعة تطور العمل في مدينة زايد الرياضية، حيث كان مقررا استضافة كأس الخليج الخامسة عام 1978 إلا أنها تأجلت إلى عام 1979 لينظمها العراق، وبالمناسبة كنت مبهورا بأبوظبي ودبي في هذه الزيارة لأنهما سبقتا الزمن في الحداثة والتحديث. عاصرت جيل الكويت الذهبي جاسم يعقوب، وفتحي كميل، والعنبري، وأيضاً جيل الإماراتي عدنان الطلياني، وجيل فلاح حسن وعدنان درجال ورعد حمودي، وحسين سعيد، ولحقت بعلى كاظم، وحاورت منصور مفتاح وماجد الصايغ ومحمد وفا ومحمد غانم، وأيضا ماجد عبدالله وصالح النعيمة، وحمود سلطان. سيدافع‎ منتخب الإمارات عن لقبه بقياده مدربه الوطني مهدي علي وأفضل ما قيل بشأن الدفاع عن اللقب أطلقه يوسف السركال رئيس الاتحاد: «أنصح الجهاز الفني واللاعبين بالتعامل مع البطولة بنظام القطعة »، وهذا صحيح.. ففكرة الدفاع عن اللقب تجعل المسافة شاقة وطويلة كمن يتسلق الجبل، بينما التركيز على المباراة القادمة يجعل المسافة مجرد 90 دقيقة، وبعدها 90 أخرى. كانت الدورة في قلب دائرة اهتمام شباب الخليج والشخصيات الرياضية الرائدة بالمنطقة.. كانت الدورة بكراً وبريئة، وصاخبة، وملتهبة.. ثم أطلت تلك الدعاوى التي تطالب بإلغاء الدورة، لكنها استمرت باعتبارها عيدا لكرة القدم في المنطقة، ثم أصبح تداخلها مع كأس آسيا وأحيانا مع تصفيات كأس العالم مشكلة.. إلا أنها ما زالت صامدة وقوية بتاريخها وببهجتها وبمنافساتها.. وما زالت أصوات الطبول والدفوف في أذني تهتف للأزرق والأخضر والأبيض: «فوق.. العب في الساحة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©