الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النظام الغذائي غير المتوازن يقف وراء انتشار السمنة في الخليج

النظام الغذائي غير المتوازن يقف وراء انتشار السمنة في الخليج
28 أكتوبر 2011 22:19
أصبحت السمنة ظاهرة عالمية تجتاح مشكلاتها سائر دول العالم، ومن بينها منطقة الخليج، باعتبارها مشكلة صحية تتزايد عاماً بعد عام، وطبقاً لما أعلنته منظمة الصحة العالمية في أحدث تقاريرها أن السمنة ستصبح وباء القرن الحادي والعشرين، حيث إن هناك أكثر من مليار شخص يعانون البدانة على مستوى العالم، كما أن هذا العدد في تزايد مستمر حتى في الأعمار الصغيرة بسبب ارتفاع مستوى المعيشة وما يصاحبه من قلة الحركة والإقبال الزائد على مطاعم الوجبات السريعة والعادات الغذائية الخاطئة التي تساعد على تراكم الدهون، وحدوث الكثير من المشكلات الصحية والأمراض. ينجم عن السمنة أمراض تحدث بصمت أي دون أي أعراض، وفي هذا السياق يحذر الدكتور عبدالرحمن مصيقر، مدير المركز العربي للتغذية في البحرين، ومؤلف كتاب «كيف تتخلص من السمنة؟» من تزايد عدد المصابين بالسمنة في دول الخليج العربي، ما ينذر بارتفاع أعداد مرضى القلب والسكري وضغط الدم الناتجة عن زيادة الوزن، مشيراً إلى أن نسبة السمنة في دول مجلس التعاون تعد النسبة الأعلى في العالم، ما يشكل خطراً حقيقياً على نظام الرعاية الصحية الذي يجب أن يستنفر أجهزته لتوعية المجتمعات بمخاطر زيادة الوزن، ولا يكتفي فقط بتقديم الخدمات العلاجية. ناقوس الخطر يؤكد مصيقر أن من أربعين إلى ستين بالمائة من سكان دول الخليج، يصنفون على أن لديهم سمنة أو زيادة في الوزن، وهي نسبة عالية مقارنة بالدول المتقدمة، وأن السمنة منتشرة أكثر عند النساء في الخليج مقارنة بالرجال، حيث تتراوح بين خمسين إلى سبعين بالمائة عند النساء المتزوجات، وحوالي ثلاثين إلى خمسين بالمائة عند الرجال المتزوجين، وتختلف هذه النسبة من دولة خليجية إلى أخرى، وكذلك من منطقة إلى أخرى، وهذا يتوقف على نمط الحياة في كل منطقة. وينبه الدكتور مصيقر إلى ارتفاع نسبة الذين يعانون السمنة وسط فئة الأطفال والمراهقين، حيث تتراوح نسبة السمنة عند الأطفال ما قبل السن المدرسي ما بين خمسة إلى عشرة بالمائة، وترتفع تدريجياً بعد ذلك لتتراوح بين عشرة خمسة عشرة بالمائة عند أطفال المرحلة الابتدائية وخمسة عشرة إلى عشرين بالمائة عند طلبة المرحلة الإعدادية، لتصل ما بين عشرين إلى أربعين في المائة عند طلبة المرحلة الثانوية. ويحذر مصيقر من أن هذه النسبة تعتبر عالية جداً عند مقارنتها بالدول الأخرى، وهو ما يدق ناقوس الخطر لوضع برامج تغذية صحية وبرامج تثقيفية بين هذه الفئات العمرية لحمايتها من السمنة وزيادة الوزن، حيث إن السمنة عندما تكون مترسخة منذ الصغر، فإن ذلك يعني احتمال استمرارها في مراحل الحياة الأخرى، مطالباً بتضمين المناهج المدرسية منهجاً عن الصحة والتغذية لتشجيع الطلبة على ممارسة حياة صحية بعيداً عن الأمراض والسمنة وزيادة الوزن. نصائح صحية يقدم المصيقر نصائح وإرشادات للتخلص من السمنة يمكن إجمالها في ما يلي: ? على المرء أن تعلم الاكتفاء في الأكل ولا يملأ معدته بالطعام، ويجب استشارة الطبيب قبل عمل برنامج تخفيف الوزن لكي يعرف هل تحتمل صحته هذا البرنامج أم لا؟ ? عدم تناول الأغذية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الملح؛ لأنها تزيد من اختزان الماء داخل الجسم، كما أن الملح ينشط امتصاص القناة الهضمية لسكر الجلوكوز، وفي الوقت نفسه يعتبر ملح الطعام من المواد التي تنشط الشهية نتيجة تحسين طعم الغذاء، ومن أمثلة الأغذية المالحة بعض أنواع الجبن والربيان المجفف والسمك المجفف (المالح). ? الحرص على تناول وجبة الفطور؛ لأنها تحقق للمرء قدراً من الشبع يساعدك على تقليل شهيته نحو الغداء، كما أنها تساعد في الحصول على المغذيات اليومية التي يحتاجها الجسم. ? عند شعور المرء بالجوع أو إذا كان مدعواً إلى وليمة دسمة، فالأفضل أن يتناول فاكهة صغيرة الحجم أو سلطة أو يشرب حليباً دون دسم «مقشود»، وذلك قبل تناول الطعام أو الذهاب إلى الوليمة، بهدف التقليل من شهيته نحو الطعام ? محاولة البدء بتناول السلطة الخضراء قبل بقية الأغذية عند الوجبة الرئيسية، ويفضل تناول الأطعمة التي تحتاج إلى وقت لأكلها مثل البرتقالة لأنه يجب القيام بتقشيرها. ? تعلم أن قول «لا أو شكراً» عند تقديم طعام لا يستطيع المرء تناوله كأن يكون شبعان أو أن هذا الطعام يحتوي على سعرات حرارية عالية، ومن المؤسف أن من العادات الخليجية والعربية السيئة الإلحاح على الضيف في تناول الطعام حتى بعد أن يشبع. إرشادات مفيدة يعتبر المصيقر الوصول إلى الوزن المثالي أمراً يمكن تحقيقه باتباع الإرشادات التالية: ? يجب ألا يضع المرء أمامه كميات كبيرة من الطعام، كما يجب على الأشخاص الذين يعدون الولائم لأصدقائهم ألا يسرفوا في وضع الأغذية بشكل يفوق أضعاف ما يحتاجه الضيوف، ? تناول الفواكه الطازجة لا المعلبة لاحتواء الأخيرة على نسبة عالية من السكر. ? نزع جلد الدجاج قبل الطبخ؛ لأنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون والكولسترول. ? محاولة استخدام لحوم قليلة الدسم مع إزالة الشحوم من اللحوم قدر الإمكان. ? محاولة تناول من أربع إلى خمس وجبات صغيرة في اليوم. ? من أفضل طرق تخفيف الوزن هو الأسلوب الجماعي، أي أنك مشاركة مجموعة من الأصدقاء يقومون بتخفيف أوزانهم، فذلك يساعد على المثابرة في تخفيف الوزن. ? قد يصاب الشخص بالإمساك عند تقليله للطعام والسوائل المتناولة، ويمكن تجنب ذلك بتناول كميات كافية من الخضراوات والفواكه. ?محاولة عدم استعمال المواصلات أو السيارة في المسافات القصيرة، واستعمال السلم بقدر الإمكان في الصعود والنزول للأدوار غير العالية. ? يجب أن يكون الشخص مقتنعاً تماماً بأن الطرق الأخرى في تخفيف الوزن مثل التدليك وحمامات البخار والأدوية وغيرها كلها غير صحية، فذلك يساعد الشخص السمين على التخلص من الكثير من المعتقدات والممارسات التي قد تضر بصحته. ? محاولة عدم استعجال النتيجة؛ لأن البرنامج الصحيح في تخفيف الوزن قد يستمر أشهراً حتى يصل المرء إلى الوزن المثالي، وهذا يتطلب الكثير من الصبر والمثابرة، ولكن يجب الثقة بأنه يسير على الطريق السليم والصحي في تخفيف وزنه. ? يجب أن يعلم الشخص الســمين أن الحرمان من بعــض الأطعمـة المحببة لن يكون أبدياً، فعند وصوله للوزن المثالي يمكنه أن يتناول هذه الأطعـــمة، ولكن بكميات معتدلة وحسب إرشـادات اختصاصي التغذية. أهمية الرياضية يجب أن يعرف المرء أن تطبيق أي برنامج لتخفيف الوزن لا يمكن أن ينجح إذا لم يقم بممارسة بعض التمرينات الرياضية أو النشاط البدني وبانتظام، وقد ينقص وزن بعض الأشخاص دون اتباع التمرينات الرياضية، ولكن كل ذلك على حساب ضعف وضمور عضلات الجسم، إذ نجد أن الشخص قد فقد وزنه، ولكنه قد فقد الكثير من عضلاته أيضاً. وأوضحت الدراسات أن الدهون المتجمعة في الجسم تكون أعلى عند الأشخاص قليلي الحركة والخاملين نظراً؛ لأن الخلايا الدهنية تكون كبيرة عندهم، في حين تكون صغيرة في الأشخاص كثيري النشاط والحركة، وليس من الضروري أن يقوم المرء بمزاولة التمرينات الرياضية العنيفة ومزاولة الجري ليفقد وزنه، فالأشخاص المصابون بسمنة شديدة قد يسبب الجري لهم حدوث آلام في المفاصل، وعلى المرء أن يتذكر أنه كلما وطئت قدمه الأرض، وهو يجري فهو يضغط على مفاصله بقوة قد تصل إلى بضعة أطنان. ويعتبر المشي من أنسب التمرينات الرياضية للتحكم في الوزن خاصة للأشخاص ذوي السمنة الشديدة المفرطة، فالمشي يحرك معظم عضلات الجسم، ويجب أن يعرف المرء أن المقصود بالمشي، ليس المشي المتثاقل مثل ذلك الذي يحدث أثناء التسوق، ولكن المقصود هو المشي الرياضي لمسافة معقولة دون التوقف والذي يتم بخطوات وبملابس خفيفة ومريحة قدر الإمكان وبحذاء مناسب، وكلما مشى الفرد لفترة أطول ولمسافة أبعد ازداد تصريف السعرات الحرارية، وحبذا لو حاول المشي في البداية لمدة نصف ساعة يومياً بسرعته المعتادة ثم يبدأ بزيادة المدة تدريجياً حتى تصل إلى أربعين أو ستين دقيقة. وعندما يتمرن المرء على المشي الرياضي عليه حاول أن يزيد من سرعته تدريجياً، وإذا كانت حالته الصحية ولياقته البدنية تسمحان بالجري البسيط فإنه يستطيع أن يجري لمسافة قصيرة يمكن أن تزداد مع مواصلة التمرين.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©