الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المدرب الدولي محمد راشد ينشر ثقافة الإسعافات الأولية في المجتمع

المدرب الدولي محمد راشد ينشر ثقافة الإسعافات الأولية في المجتمع
29 أكتوبر 2011 09:16
مصابون ينزفون على قارعة الطريق، وآخرون يترقبون وصول من ينتشل أجسادهم المسجاة على الإسفلت الملتهب، لحظات صعبة قد يمر به المرء، وحوادث قد تطاله في أي لحظة سواء في البيت أو الشارع، فالدقائق الأولى قد تكون مهمة في حياة أي فرد تعرض لحادث ما، فقد عندها قدرته على مساعدة نفسه؛ ليقدمها له مسعف وهب حياته ووقته لإنقاذ الآخرين. استطاع محمد راشد، الموظف في الأكاديمية الشرطية، أن يكرس نفسه ويترجم شغفه بأن يكون عنصرا فعالا في المجتمع، ويبادر في تقدم خدمات إنسانية للآخرين، ويهب لنجدة كل من شلت حركته، وكتمت أنفاسه، وهوى مغشياً عليه دون حراك، ليمارس دوره البطولي في أن يصون هذه النفوس، ويجدد النشاط والحركة فيه، ويخفف من تداعيات ومضاعفات الحالة التي قد يعترض طريق المرء في حياته، محققا رغبته في أن يصبح مدربا دوليا للإسعافات والإنعاش القلب الرئوي، إيماناً منه بأهمية أن يكون المرء فعالا في المجتمع. طوق نجاة يقول راشد إن “الإيقاع المتسارع للحياة الذي يقف كالند لنا في هذا العصر، إذ جلب معه الكثير من العلل والأمراض هذا عدا عن الحوادث الأخرى الذي قد يفاجأ به المرء، مما قد تنزلق قدامه في دوامة من الأخطار التي تحدق به من كل حدب وصوب، والتي قد تقع في أي لحظة سواء في البيت أو الشارع. ولكن كيف يمكن أن يتحول الفرد إلى أداة نجاة ويكون سببا في صون وحماية حياة الآخرين؟ ويتأهب لتقديم خدمة إنسانية جلية للإفراد. ويكون إنسانا فعالا مؤمنا بأهمية أن يسخر المرء نفسه لخدمة الآخرين، فالمشاركة المجتمعية والتواصل والتكاتف صفة محمودة دعانا إليه ديننا الإسلام، والتطوع قيمة إنسانية كبرى تتمثل في العطاء والبذل، دون انتظار أي مردود”. ويضيف “التطوع سلوك حضاري حي لا يمكنه النمو سوى في المجتمعات التي تنعم بمستويات متقدمة من الثقافة والوعي والمسؤولية، فهو يلعب دورا مهما وإيجابيا في تطوير المجتمعات وتنميتها، ويتيح لكافة الأفراد الفرصة للإسهام في عمليات صون المجتمع وبنائه. ويساعد على تنمية الإحساس بالمسؤولية لدى المشاركين ويشعرهم بقدرتهم على العطاء وتقديم الخبرة والنصيحة في المجال الذي يتميزون فيه”. ويوضح راشد “هناك العديد من المواقف الصعبة التي قد تكون سببا في أن يسلك المرء اتجاها آخر، وتكون نقطة تحول في شخصيته وتغير في قناعته، فلا يمكن أن أنسى لحظة إصابة والدي بجلطة دماغية فقد كان الموقف صعبا جداً، وأنا أرى والدي يسقط أمامي دون أن أحرك ساكن أو أخطو خطوة واحدة لمساعدته، في وقتها كنت أجهل كيفية التصرف في هذه المواقف الذي وجدت نفسي فيه عاجزا عن مساعدة أقرب الناس لي، وهذا الموقف كان دفعة لي بأن اكتسب مهارة الإسعافات الأولية”. ويتابع “كان لصديقي أحمد جراغ، مدرب الإسعاف، الدور البارز في توجيهي وتوعيتي بأهمية أن يكون المرء ملما بهذه المهارة، فخضعت لدورات تدريبية عديدة بدايتها كانت بدورة “مستجيب أول” على يد المدرب علي الشحي، ثم التحقت بدورة “مدرب دولي” وحصلت من خلاله شهادة ورخصة دولية للإسعافات الأولية. ثم التحقت بعدة دورات تخصصية إلى أن وصلت لمنظمات دولية كجمعية القلب الأميركية، والهلال الأحمر. كما نلت شهادة دولية للمدرب المتميز، المحترف DTA من معهد القيادة والإدارة البريطانية ILM، وحققت شرف تدريب المدربين”. صعوبات واحتياطات يؤكد راشد أن لكل مجال صعوبات، ويقول “كنت أحرص وأثابر في اكتساب المهارات والمعلومات الجديدة من قبل المنظمات الدولية والمحلية عندما يطرأ أي تغيير وتطوير في تقنيات هذا المهارة، فالمرء لابد أن يكون على إطلاع دائم، وأن يقف عند الكثير من النقاط التي قد تصعب عليه، محاولا أن يزيل اللبس والغموض حولها، حتى يكون على علم ومعرفة في كيفية التعامل مع كافة الحالات التي قد تصادفه”. ويضيف “نجد أن أكثر الأفراد يترددون في تقديم المساعدة لكيلا يتعرضوا للمساءلة القانونية وفي وقت قد يكون تدخل المرء فيه سببا في الحفاظ على حياة المصاب. فالفرد الذي يتملك هذه المهارة وصادفه حادث ما لا بد بداية أن يعرف نفسه للمصاب إذا كان في وعيه، ويأخذ الحيطة والحذر عند مساعدته ومعالجته، بتقييم المكان أول، ولبس القفازات وتهدئة المصاب محاولا كسب ثقته قدر المستطاع ثم مساعدته، فهناك بعض الحالات قد تكون مصابة بمرض معد، ولا بد أن يحمي المسعف نفسه وينتبه إلى أدق التفاصيل”. ويؤكد راشد “وجدت أنه من واجبي ومسؤوليتي كفرد في المجتمع أن أنشر مفهوم الإسعافات الأولية، من خلال المشاركة في عرض المحاضرات والدروس العملية حول ماهية الإسعافات، وقد حظيت هذه الدروس باهتمام الكثيرين، وشهدت إقبالا واسعا من الأفراد، وهذا مؤشر على مدى ما يتمتع به أفراد المجتمع من وعي وثقافة بأهمية أن يتحلى المرء بمهارة الإسعافات الأولية التي باتت تنتهجه الكثير من المنظمات وتفرضها في بعض الهيئات التعليمية والمؤسسات في الخارج. حتى غدا الطفل الصغير ملما ببعض التفاصيل البسيطة، التي يستطيع أن يقوم به لمساعدة نفسه وحتى من حوله”. ويتابع “من المحاضرات التي قدمتها أردت أن يكون الحاضرون على علم بأنواع الإسعافات وفنونه، من خلال عرض فنون ومهارات الرعاية الأولية والثانوية ورعاية الأطفال، والإنعاش القلبي الرئوي”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©