الجيش التركي ينفي انسحابه تحت تأثير ضغوط خارجية

قال رئيس هيئة الأركان العامة التركية الجنرال يشار بويوكانيت أمس إن الجيش التركي سحب قواته من شمال العراق وفقا للجدول الموضوع رافضا تكهنات بأنها تحركت بدافع من ضغوط من الولايات المتحدة حليفتها في منظمة حلف شمال الأطلسي· وفيما رحبت حكومة إقليم كردستان العراق بالانسحاب التركي، قال الرئيس العراقي جلال طالباني إن قرار أنقرة بإنهاء التوغل خلال أسبوع ''يؤكد صدقية'' إعلان تركيا ان العملية ''محدودة وموقتة''· وبدوره اتهم مراد قريلان رئيس الهيئة القيادية في حزب العمال الكردستاني، تركيا بمحاولة إقامة ''حزام أمني'' داخل أراضي العراق للتدخل في شؤونه الداخلية معلنا فشل الحملة العسكرية على المسلحين الأكراد الأتراك· وسحبت تركيا قواتها من شمال العراق أمس الأول لتنهي هجوما كبيرا ضد متمردي حزب العمال الكردستاني الذي كانت واشنطن تخشى أنه قد يزعزع استقرار المنطقة· وقال بويوكانيت لصحيفة ''ميليت'' التركية إن قرار الجيش الانسحاب من العراق اتخذ على أساس عسكري وقال إنه لا توجد حاجة لمواصلة العملية البرية ضد الحزب المحظور· ونفى بويوكانيت أيضا أن يكون هناك أي تأثير أجنبي على القرار الذي اتخذ بعد يوم من حث الرئيس الأميركي جورج بوش تركيا على سرعة إنهاء الهجوم· وقال إن العملية التي استمرت 8 أيام كانت ناجحة· وتابع ''نفذت القوات المسلحة مهمتها بقواتها البرية والجوية·· قاموا بأشياء لا تصدق هناك''· وأضاف أن الجيش التركي قتل 242 متمردا من إجمالي 300 متمرد استهدفوا في العملية كما قطعت سبل الاتصالات الخاصة بحزب العمال الكردستاني· لكن صحفا تركية أشارت إلى أن الانسحاب المفاجئ جاء بعد يوم من دعوة وزير الدفاع الأميركي الذي قام بزيارة قصيرة لأنقرة لحملة محددة الأهداف· وجاء عنوان افتتاحية صحيفة ''راديكال'' اللبرالية أمس ''غادر جيتس وانتهت العملية''· وقال مراد يكتين وهو كاتب عامود في الصحيفة ''ينبغي أن نقر بأن إنهاء العملية بعد رحيل جيتس مباشرة لهو توقيت غير موفق''· ورحب العراق والولايات المتحدة بقرار الانسحاب لكن بعض المعلقين قالوا إن التوقيت قد يثير الحفيظة القومية التركية في ظل الاشتباه بأن الولايات المتحدة هي التي أجبرت تركيا على الانسحاب المبكر· وقال ارتوجرول أزكوك وهو كاتب عامود في صحيفة حريت ''تحولت عملية عسكرية ناجحة للغاية إلى انسحاب دبلوماسي· وسيكون من الصعب إزالة الشكوك من أذهان الرأي العام''· وقالت الصحف إن قرار الانسحاب فاجأ حتى رئيس الوزراء رجب طيب أردوجان· واضطر مكتبه لتعديل نص خطاب ألقاه مساء أمس الأول ليتضمن إنهاء العملية البرية· وفي بغداد، أفاد بيان للرئاسة ان ''طالباني رحب ترحيبا حارا بقرار تركيا سحب قواتها من العراق·· وان هذا الانسحاب يؤكد مصداقية الحكومة التركية بأن الحملة العسكرية محدودة ومؤقتة''· إلى ذلك، قال رئيس الهيئة القيادية في حزب العمال الكردستاني من مقره في جبال قنديل الواقعة على المثلث الحدودي بين العراق وتركيا وإيران، إن أنقرة ''ترغب في السيطرة على أكبر مساحة من شمال العراق لصنع حزام آمن تتخذه موقعا للتدخل في شؤون إقليم كردستان ومهاجمة اي منطقة تريدها''·