الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نظرات الغرباء آفة سلوكية تزعج مرتادي الشواطئ

نظرات الغرباء آفة سلوكية تزعج مرتادي الشواطئ
4 يناير 2012
التلصص على مرتادي الشواطئ آفة سلوكية تصيبهم بالأذى، وتقلل من الاستمتاع بالأوقات الجميلة، التي ينوون قضاءها بين الرمال والماء، ويجدون فيها استراحة من عناء العمل وضغوط الحياة، وعلى الرغم من إقامة شواطئ خاصة بالعائلات، ووجود قوانين وتشريعات تنهي عن هذا السلوك السلبي، إلا أن الكثيرين لا يزالون على دأبهم في استراق النظر للآخرين على الشواطئ، وانتهاك أوقات السعادة والمرح التي يقضونها على شواطئ الدولة، في إطار مراعاة السلوكيات العامة. من أحد الشواطئ المفتوحة، تحدث بعض مرتاديها ومنهم، أيهم عبدالمجيد (25 سنة) ويعمل مندوب مبيعات، قال إنه دائماً يأتي مع أصدقائه في نهاية الاسبوع، للنزول إلى الماء واللعب والمسامرة على الشاطئ، ولا يشغله من يروح أو يجيء أو ينظر هنا وهناك، وإنما ينصرف مع زملائه إلى اللعب وسرد بعض الحكايات المسلية والمواقف الغريبة التي تعرضوا لها خلال أسبوع العمل. سلوك مشين ويتابع عبد المجيد:ومع ذلك هناك من الشباب من يجيء ولا يهمه غير التلصص على الآخرين ومراقبة تصرفاتهم وطريقة ملابسهم، وهو بالتأكيد سلوك مشين ولا يجلب لصاحبه إلا النظرات السيئة من قبل الآخرين، حيث يرون أنه شخص غير متحضر ولا يتمتع بالحد الأدنى من السلوك القويم. صديقه، سامر الأسيوطي (28 عاماً) وافقه الرأي لافتاً إلى أن التلصص على مرتادي الشوطئ، غالباً ما يرتبط بأفراد من جنسيات آسيوية بعينها، وهم دائمو النظر إلى غيرهم، ما قد يصيب بعض الأفراد بالضيق والحرج الشديد خاصة أرباب الأسر الذين يجيئون إلى الشاطئ لساعات محدودة كل أسبوع للاستمتاع بشواطئ أبوظبي النظيفة ومياهها الصافية، غير أن محاولة البعض التلصص وتعمد النظر إلى أفراد أسرته يفسد عليهم هذا الجو الأسري الجميل الذي ينتظرونه مرات قليلة كل شهر.أما سوراج دوني (32 سنة) من الفلبين ويعمل بأحد المراكز الطبية الخاصة، وكان برفقة زوجته، قال إن شواطئ دولة الإمارات آمنة، ويمكن للجميع الاستمتاع بأوقاتهم عليهاً، لافتاً إلى أنه يحرص باستمرار على زيارة الشاطئ وقضاء ساعات طويلة عليه برفقة أسرته، أما عن المتلصصين ومن يختلسون النظر إلى رواد الشواطئ، قال إنه لا يهتم بذلك، لأن زوجته لا ترتدي لباس البحر المعتاد، وإنما ترتدي ما يعرف بالشورت والتي شيرت، وهذا يعتبر زياً غير لافت للنظر مثل لباس البحر التقليدي. رقابة مستمرة ومن داخل أحد الشواطئ الخاصة تحدث ميلاد شتورة (41 سنة)، يعمل مهندساً في مجال البترول، كان برفقة زوجته وأبنائه الثلاثة، وقال إنه يمكن تجنب عملية التلصص التي يقوم بها بعض الأفراد غير الأسوياء، عبر ارتياد الشواطئ الخاصة والتي يمكن دخولها بمقابل مادي، وهي متوافرة في الدولة، حيث إن غالبية مرتادي تلك الشواطئ من العوائل والأسر، فلا يكون هناك مجال أمام المتسكعين ومن يرغبون بهتك خصوصيات الآخرين، وأوضح اشتورة أن الشواطئ هي مكان للهو البريء ولقضاء وقت سعيد بعيداً عن بيئة العمل أو جدران المنازل، حيث الضغوط الحياتية المستمرة، ما قد يصيب الناس بالملل وعدم الإقبال على مجابهة الحياة، ولكنه بحسب قوله، يحاول اقتناص فترات زمنية ولو قصيرة تعيد لأفراد الأسرة كلها النشاط وتشعرها بالتجدد، ولا يجد أفضل من الشواطئ مكاناً لتحقيق هذه الغاية، خاصة وأن شواطئ الإمارات تتمتع بمياه جميلة ونقية، كما أن شواطئها تخضع لرقابة مستمرة من قبل القائمين عليها ولذلك، يراها الزائرون دوماً في أفضل حالاتها، ويجعلونها في مقدمة الأماكن التي يحرصون على زيارتها باستمرار طوال فصول السنة، وليس في فصل الصيف فقط مثل ما يحدث في غيرها من شواطئ العالم. شواطئ آمنة ومن على الشاطئ ذاته ذكر محمود عسل (32 سنة) محاسب في إحدى الشركات، وهو حديث الزواج، ذكر أنه يتجنب عملية التلصص تلك، عبر دفعه لمبلغ عشرين درهماً له ولزوجته، وهي قيمة بطاقات الدخول من أجل زيارة شاطئ خاص بالعائلات والاستمتاع بكل ما فيه من خدمات، خاصة وأن هناك مظلات خاصة في تلك الشواطئ وهي متاحة للناس بغير مقابل، ما يجعل من زيارته للشاطئ في مقدمة أماكن الترفيه التي يذهب إليها. وبين عسل أن عملية التلصص تلك لا تكون بشكل مباشر وصريح إلا على الشواطئ المفتوحة، ومع ذلك فهو يحرص على أن تكون ملابس زوجته متناسبة مع العادات والتقاليد الاسلامية، فيجنب نفسه الوقوع في مواقف الحرج، ويمر يومه بسلام وسعادة، ومع ذلك، بحسب عسل، هناك من الأجانب من يقضون أوقات طويلة الشواطئ وبالطبع يرتدون لباس البحر، غير أنهم يستمتعون بيومهم ويشعرون أن شواطئ الامارات آمنة، كونها تخضع لرقابة مستمرة من جانب المسؤولين فيها، شأنها في ذلك شأن كل الأماكن والمزارات السياحية في الدولة، التي يحرص القائمون عليها على توفير كل سبل الراحة للزائرين فيها. جهود أمنية العقيد جمال سالم الجلاف نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي لشؤون الإدارة والرقابة، قال إن الشواطئ بدولة الامارات تعتبر من أكثر الشواطئ أمناً بين دول العالم المختلفة، وهذا يؤكده توافد الزائرين عليها من كل حدب وصوب لدى زيارتهم للإمارات بغرض السياحة أو المقيمين في الدولة والمواطنين الذين يحرصون على التمتع بهدوء وجمال الشواطئ الإماراتية. كما أوضح أن الشرطة تقوم بتسجيل شكوى ضد المتلصص إذا قام بها أحد مرتادي الشواطئ، وبعد ذلك يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة ضده. وأشار الجواف إلى وجود فرق شرطة سرية منتشرة على الشواطئ لحفظ الأمن وضبط الخارجين على القانون، وإنه عندما يساورهم شك في أحد المتسكعين من الذين يتجولون على الشاطئ بغير لباس البحر، يتم استيقافه وسؤاله عن سبب وجوده على الشاطئ، والتنبيه عليه بأن الشاطئ مكان للسباحة الاستمتاع بالماء والرمال، وليس مكاناً للتسكع والتلصص على الآخرين. إلى ذلك أوضح الجلاف أن غالبية رواد الشاطئ، يذهبون إلى البحر من أجل الاستمتاع بالدفء وعمل حمامات شمس، وهناك منهم من يتعرض للإزعاج من جانب هؤلاء المتسكعين، الذي قد يتمادى بعضهم في بعض الحالات إلى محاولة التحرش. هنا تقوم فرق أمن الشواطئ بالتصدى لهؤلاء الأفراد المزعجين، وفي الحال توقف تلك المحاولات وتوجه تهماً بالتحرش إلى من يقوم بهذه الجريمة. وعن أكثر الجرائم التي يمكن أن تحدث لمرتادي الشواطئ، يذكر منها الجلاف، سرقة المتعلقات الشخصية سواء من السيارات المتوقفة خارج الشواطئ، وأحياناً الموجودة على الشاطئ إن لم تكن في معية صاحبها أو أحد أفراد الأسرة، أو أحد أصدقائه. ولذلك دعا الجلاف مرتادي الشواطئ إلى عدم ترك سياراتهم مفتوحة، ووضع مفاتيحها في أماكن يصعب الوصول إليها، وكذلك ترك أغراضهم الثمينة في المنزل وعدم الإتيان بها إلى الشواطئ وغيرها من الأماكن المفتوحة، حتى لا تكون عرضة للسرقة. وفي هذا الصدد بين الجلاف أن فرقة أمن الشواطئ بذلت مجهودات كبيرة، ومن خلالها استطاعت التقليل من ظاهرتي الإزعاج والسرقة بشكل لافت من خلال ضبط أكثر من 14 ألف متهم خلال 11 شهراً من هذا العام، من بينهم 17 مخالفاً لقوانين الاقامة، و11 قاموا بعمليات معاكسة على الشواطئ من بينهم أربع إناث، أما باقي الأفراد، فكانت تهمهم هي التلصص والتسبب في إزعاج الآخرين على الشواطئ. خطورة التلصص ذكر العقيد جمال سالم الجلاف نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية بشرطة دبي لشؤون الإدارة والرقابة أنه في حالة ضبط أي شخص أثناء التلصص على أي من أفراد الأسرة بشكل غير مقبول، يتم التنبيه عليه بخطورة هذا الفعل، ثم الحصول على تعهد عليه بعدم تكرار هذا الفعل المعيب، وفي حال إصراره على تكراره هذا السلوك يتم تسجيل بلاغ ضده.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©