السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بني وليد المعقل الروحي لكبرى القبائل الليبية تلوح بالتمرد

28 أكتوبر 2011 02:01
لم ينته الصراع بعد بالنسبة لحكام ليبيا الجدد بمدينة بني وليد الصحراوية حيث توعد موالون للقذافي بمواصلة القتال من أجل زعيمهم الراحل فيما يشعر مقيمون آخرون بالسخط بسبب أعمال العنف والنهب. ويقول رجال قبائل غاضبون مما يعتبرونها أعمالاً انتقامية تقوم بها قوات موالية للحكام الجدد، إن رجالهم يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم ليشكلوا حركة تمرد جديدة داخل وحول بني وليد الاستراتيجية جنوب العاصمة طرابلس. وقال أبو عبدالرحمن وهو من سكان بني وليد وهو يتجول في منزله الذي هدم فيما وصفه بأنه هجوم انتقامي من الثوار، “قبيلة ورفلة تغلي من الداخل. لا يطيقون صبراً للقيام بشيء حيال هذا”. وأضاف “رجال ورفلة في طرابلس وغيرها يبعثون رسائل نصية على الهواتف المحمولة مفادها أننا يجب أن نتجمع ونفعل شيئاً إزاء هذا. لنتجمع... لنتجمع”. ولا يتعشم الموالون للقذافي في إعادة قبيلة الزعيم المخلوع إلى وضعها بعد أن قتل فيما لا يزال ابنه سيف الإسلام هارباً وفي وجود موجة من المشاعر المعادية للقذافي على مستوى ليبيا والعالم. لكن المجلس الوطني الانتقالي يدرك أن دعم مدنيين مسلحين محبطين قد يعزز قوة ضئيلة من الموالين للقذافي في الصحراء وبعض البلدات. ومن أجل القضاء على مزيد من التمرد في مهده، يحتاج المجلس الآن إلى كسب قلوب وعقول الناس وهي مهمة صعبة في بلدة تمزقها الحرب مثل بني وليد. وتحتل بني وليد أهمية خاصة لأنها تمثل المعقل الروحي لأكبر قبيلة في ليبيا وهي قبيلة ورفلة والتي تضم ما يصل إلى مليون نسمة من جملة سكان ليبيا البالغ عددهم 6 ملايين نسمة وينتشر أبناؤها في شتى أنحاء البلاد. وتنتشر الأسلحة على نطاق واسع في البلدة ولا تزال الكتابات المؤيدة للقذافي تغطي حوائط بعض الأحياء. ويتكرر تبادل النار بين القوات الحكومية والموالين للقذافي يومياً على مشارف بني وليد. وقالت القوات الحكومية هناك إنها تدرك المشكلة لكنها تعتقد أنه بمقتل القذافي فإن العمليات القتالية ستتراجع قريباً في غياب هدف واضح وقبل أن تتحول إلى قوة تمرد كبيرة. وقال عمر المختار الذي يقود قوة مناهضة للقذافي شمال بني وليد، “نعلم أن هناك مدنيين مسلحين موالين.. لكنني لا أعتقد أنهم يمثلون أي تهديد لأنهم لا يملكون سوى أسلحة خفيفة.” لكن في أحاديث خاصة، بدا الثوار أكثر قلقاً. وقال جندي من كتيبة بني وليد “يحدث تبادل لإطلاق النيران يومياً مع الموالين للقذافي”. وقال ثوار إن الموالين يستخدمون المجاري المائية الجافة لشن هجمات على مواقعهم ليلاً وهو أسلوب يبرز إصرارهم على مواصلة القتال. وسقطت بني وليد بأيدي الثوار في 17 أكتوبر الحالي قبل 3 أيام من مقتل القذافي الذي كان إيذاناً بانتهاء صراع استمر 8 أشهر. ولا تزال بني وليد مدينة أشباح إلى حد بعيد بعد أن فر الآلاف من القتال العنيف. وتقوم قوات الثوار بدوريات في الشوارع المهجورة وترفرف أعلام ليبيا الجديدة فوق المباني. وبدأت بعض الأسر تعود ببطء لتكتشف أن الكثير من المنازل دمرت. ولا تزال المدينة بلا مياه ولا كهرباء. وفي إحدى مناطق بني وليد لا تزال شعارات كتبت حديثاً باللون الأخضر الذي كان يرمز لنظام القذافي، تغطي جدراناً متداعية. حملت إحدى الحوائط التي اخترقتها الأعيرة النارية شعار النظام القديم “الله ومعمر وليبيا وبس”. وقال عبد الحكيم معاد (30 عاماً) المقيم ببني وليد “من يسمون بالثوار يسرقون كل شيء وينهبون المنازل والسيارات وممتلكات الناس. يداهمون الأحياء ويطلقون النار في كل مكان ليخيفوا الناس”. وذكر ثابت عوينة أحد شيوخ قبائل بني وليد وهو يشير إلى منزل تهدمت واجهته بغارة شنها الثوار “إذا لم يفعل المجلس الانتقالي شيئاً فإننا سنعتبره عدواً.. رد الفعل سيكون قوياً وسنقاتل حتى الموت”. ونفى قادة للثوار مزاعم عن النهب والانتقام.
المصدر: بني وليد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©