الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مليشيات الحوثي وفلول صالــــح.. من يقفز من السفينة أولاً ؟

مليشيات الحوثي وفلول صالــــح.. من يقفز من السفينة أولاً ؟
12 مارس 2016 20:16
أحمد نفادي (أبوظبي) سجلت تطورات المشهد اليمني خلال الأيام الأخيرة تحولاً نوعياً من الناحيتين الميدانية والسياسية، عكسته النتيجة التي آلت إليها المعارك العسكرية، بعد أن عززت قوات الجيش الوطني ورجال المقاومة تقدمها على أكثر من صعيد، خاصة باتجاه العاصمة صنعاء، وإكتمال تحرير كل مناطق تعز، وتعزيز السيطرة على طول الساحل الغربي، وهي خطوة ستنهي مغامرة الانقلابيين. وتزامن مع تضييق الخناق على مليشيات الحوثي المتمردة وقوات المخلوع صالح تكثيف الجهود الدبلوماسية لدفع المتمردين إلى مشاورات سياسية جادة في جنيف، وفق القرار الأممي 2216 لإيجاد حل سياسي للأزمة، وهو ما أكده الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي والروسي بوتين في اتصال هاتفي، وكذلك وزيرا خارجية كل من الولايات المتحدة وروسيا، كيري ولافروف، الأسبوع الماضي، إضافة إلى إعلان الاتحاد الأوروبي، ونتائج الاجتماع المشترك لوزراء خارجية «التعاون» مع وزيري خارجية الأردن والمغرب في الرياض الأربعاء الماضي، وهي كلها مواقف جددت الدعم للحكومة الشرعية في اليمن. وجاءت مناورات «رعد الشمال» العسكرية التي اختتمت تدريباتها، بمشاركة 20 دولة عربية وإسلامية، في حفر الباطن بالمملكة العربية السعودية، تتويجاً لهذه التطورات، وهي المناورات التي وصفها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، بأنها الرسالة الأقوى بوحدة الصف وقوة العزم والحزم للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة. من خلال متابعة ما انتهت إليه محادثات المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ ورحلاته المكوكية بين الأطراف المعنية خلال الفترة الأخيرة نصل إلى نتيجة مفادها بأن هذه الجهود تراوح مكانها، وأن الميليشيات الانقلابية ليست لديها إرادة سياسية بشأن إجراءات بناء الثقة وإظهار حسن النوايا، وإنما تستهدف من وراء المماطلة والمراوغة محاولة الهروب للأمام، والقفز على الاستحقاقات، وكسب الوقت، أملاً في تحقيق الوعود الإيرانية بدعم الانقلابيين بالسلاح والمستشارين من أجل إحداث تغير على الأرض، إلا أن الأيام القليلة الماضية أثبتت العكس. وسط هذا الحراك برز في المشهد اليمني أمران، أولهما: تمثل في الوساطة التي قامت بها شخصيات قبلية واجتماعية يمنية، والتي استهدفت التهدئة لإفساح المجال لإدخال مواد طبية وإغاثية للقرى اليمنية القريبة من مناطق العمليات، عبر منفذ «علب» الحدودي، وهو ما رحبت به قيادة قوات التحالف العربي، في إطار تطبيقها خطة «إعادة الأمل»، وبما يساهم في الوصول إلى حل سياسي برعاية الأمم المتحدة، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2216. وكان لافتاً في الوقت ذاته مطالبة يوسف الفيشي لإيران، وهو أحد المقربين من عبد الملك الحوثي، ولأول مرة، بترك المزايدات واستغلال الموقف والابتعاد عن الملف اليمني، وذلك في رده على التصريحات الأخيرة لنائب رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الإيرانية، مسعود جزايري، والذي كان قد أشار فيها إلى أن نظام طهران يدعم ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة في اليمن، على غرار تدخله العسكري في سوريا، وأنه بالإمكان إرسال مستشارين لمساعدة الانقلابيين. ويرى بعض المراقبين أن ما تداولته بعض المواقع الإخبارية عن تصدع في تحالف ميلشيات الحوثي، وفلول القوات الموالية للمخلوع صالح، بات وشيكاً، وذلك بعد تزايد الخلافات، وتبادل الاتهامات بشأن الهزائم المتتالية، ومحاولة كل منهما القفز من السفينة التي أوشكت على الغرق، في وقت وجه ناشطون من حزب المخلوع صالح، عبر المواقع الإلكترونية، الاتهامات للحوثيين بالسعي للتخلي عنه في أي اتفاق قادم. أما الأمر الثاني، فيتمثل في اشتداد وتيرة المعارك بين الميليشيات المتمردة والقوات الحكومية الشعبية الموالية للرئيس المعترف به دولياً عبدربه منصور هادي في العديد من مناطق الصراع في اليمن، ونفت قيادات ميدانية في المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية توقف العمليات القتالية المستمرة منذ نحو عام، وخلفت أكثر من ستة آلاف قتيل، وزهاء 30 ألف جريح. من هنا يرى بعض المحللين أن نتائج العمليات العسكرية النوعية، وتكثيف طيران التحالف ضرباته لأهداف المتمردين في كل مكان، تدفع الانقلابيين إلى إعادة قراءة المشهد سياسياً وعسكرياً، والبحث عن مخرج بعد أن تبين استحالة تمرير المؤامرة الإيرانية في اليمن، وأن الميليشيات المتمردة تبدو في الأيام الأخيرة بلا قيادة أو سيطرة، وتقوم بأعمال عشوائية تستهدف المدنيين. كما أن النجاحات العسكرية التي حققتها القوات الموالية للحكومة الشرعية مؤخراً بتحرير أحياء ومناطق استراتيجية في تعز (جنوب غرب)، والاقتراب من جامعة تعز غرب المدينة، تعتبر إنجازاً عسكرياً كبيراً ونوعياً يمهد لاستعادة ثالث أكبر مدن البلاد، خاصة أن المعارك أسفرت عن مقتل العشرات من المتمردين وجرح عشرات آخرين، بينهم القيادي الميداني في جماعة الحوثي، أبو مهند، المسؤول المباشر عن حصار مدينة تعز من الجهة الغربية، حتى أصبحت معظم مناطقها في قبضة الشرعية، وأن شهود عيان في محافظة إب المجاورة أكدوا رؤية شاحنات على متنها عشرات الجثث في طريقها إلى العاصمة صنعاء، بعد أن تمكنت قوات الشرعية من تحقيق مكاسب وانتصارات كبيرة، أجبرت العشرات من العناصر المتمردة على الفرار، بعد انهيار الحوثيين مخلفين وراءهم عتادهم العسكري. وفي غضون ذلك شنت مقاتلات التحالف الأيام الماضية غارات مكثفة على العاصمة صنعاء، استهدفت معسكر الحفا التابع للحرس الجمهوري الموالي للمخلوع صالح ويتمركز في جنوب شرق المدينة، وأصابت الضربات هدفاً في جبل نقم المطل على العاصمة من جهة الشرق، ويحتوى على مخازن أسلحة سرية، كما استهدفت غارة جوية معسكر اللواء السابع حرس جمهوري في منطقة العرقوب ببلدة خولان شرق صنعاء، وأصابت ضربات عديدة مواقع وتجمعات للمتمردين في بلدة نهم، والتي تشهد معارك شرسة منذ ديسمبر الماضي، بعد تقدم قوات الشرعية، وسيطرتها على أجزاء واسعة من البلدة. وفي ضوء ما تم الإعلان عنه من توقعات بشأن قرب إجراء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي تغييرات جذرية في قيادات الجيش اليمني، وفق توصيات الفريق الركن علي محسن الأحمر المكلف الملف الأمني والعسكري، كشفت مصادر عسكرية أن خطة اقتحام صنعاء وتأمين مداخلها باتت جاهزة وتنتظر ساعة الصفر، مشيرة أيضاً إلى اللواء الركن محمد الصوملي الذي انضم قبل أيام إلى الشرعية، وسط أنباء عن ترشحه لتولي منصب عسكري كبير قبل معركة تحرير العاصمة، وهو ما يؤكده تصريح الفريق علي محسن الأحمر قبل أيام بقرب موعد استعادة الدولة وتحرير الوطن بالكامل، وأن خطة تحرير صنعاء وضعت وفق حسابات دقيقة وتحددت مراحلها، وأن رأس الحربة في هذه الخطة أبناء القبائل ورجال الجيش الوطني والمقاومة، حيث يستعد الآن نحو 100 ألف جندي من قوات الشرعية لاستعادة العاصمة وبقية المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة الانقلابيين. الرقص على رؤوس الأفاعي عندما سألت جريدة عكاظ السعودية الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور في حوارها معه قبل أيام، كيف ترد على مقولة علي صالح الشهيرة: «من يحكم اليمن يجب أن يجيد الرقص على رؤوس الأفاعي».. قال: «هذا بالنسبة له.. لم يترك أحداً بسبب مؤامراته وخياناته، والجميع عنده أعداء، ولذا لم يقف أحد في صفه من الشرفاء». وأضاف: «إن الحروب الست التي خاضها الجيش في صعدة ضد الحوثيين كانت كذبة، بطلها صالح، الذي كان يرسل 10 قاطرات ذخائر إلى قوات اللواء علي محسن الأحمر، و12 قاطرة إلى عبد الملك الحوثي في الوقت ذاته». وتحدث الرئيس هادي في مقابلته مع عكاظ، عن إدارة سلفه للحرب مع الحوثيين، وقال إنه كان يوقف الحرب حين كان يرى أن الحوثيين سيهزمون، أو أن الهزيمة ستكون من نصيب اللواء الأحمر. وأضاف الرئيس اليمني أن تلك المواجهات، التي استمرت من منتصف عام 2004 إلى عام 2011 كانت كذبة من صالح. أنباء متضاربة حول الحالة الصحية للمخلوع يلف الغموض الوضع الصحي للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بعد تضارب الأنباء حول تدهور حالته خلال الأيام الماضية. وكشفت مصادر قريبة من صالح تعرضه لأزمة صحية حرجة، نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج، ولم تعلن عن التفاصيل الكاملة حتى الآن. وذكرت أن صالح يخضع حالياً للعلاج من قبل طبيب يمني وممرضين، بعد فشل وصول طاقم طبي إيراني. وأضافت هذه المصادر، أن الطاقم الطبي اليمني وصل إلى مكان وجوده في منطقة حدة قرب مقر حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء قبل نحو أسبوع. وأكدت وكالة أنباء تسيطر عليها جماعة الحوثيين، أن علي عبد الله صالح في وضع صحي حرج، ونقلت الوكالة عن أحمد الصوفي، مستشار رئيس حزب المؤتمر اليمني، قوله: «علي عبد الله صالح، في وضع صحي حرج، ولم يغادر البلاد ولا يزال في منزله»، نافياً الأنباء المتواترة عن وفاته. وحول حقيقة مرضه، اكتفت مصادر مقربة من صالح بالقول، إن هناك أنباءً عن تعرضه لـ«نزلة برد قوية» تطورت، وصاحبها مضاعفات تسببت في سوء وضعه الصحي، جراء إصابته السابقة في تفجير دار الرئاسة عام 2011. وكانت مواقع إخبارية يمنية أوردت في وقت سابق، أن صالح أصيب بجلطة دماغية، وهو في حالة موت سريري، ويرقد في العناية المركزة. صالح يبحث عن خروج آمن أصيب الانقلابيون بحالة خوف ورعب بعد تقدم الجيش الوطني والمقاومة، وكثافة القصف على مواقعهم في العاصمة صنعاء. وفي هذا الإطار يحاول صالح اللعب براغماتياً، وربما البحث عن مخارج ومسارات آمنة بعيدة عن الحليف الحوثي، وهو ما يرصده المراقبون في تصريحاته ومبادراته التي تغازل بعض دول التحالف، وتواصله منفرداً مع الروس للبحث عن اتفاق ما بعيداً عن الحوثيين، وهو ما أكدته محاولات وفد الانقلابيين خلال مشاورات جنيف الأخيرة التركيز على إيجاد مخرج آمن لفرار صالح إلى خارج اليمن. وكشفت تقارير إخبارية هذا الأسبوع، أن المخلوع أبلغ بعض دول التحالف العربي برغبته في الخروج من اليمن شرط تقديم ضمانات كافية له، ولأفراد عائلته، وتقديم ضمانات بسلامة جميع أملاكه وأمواله. ويرى مراقبون أن منح علي صالح هذه الفرصة قد يعيد اليمن مرة أخرى إلى ما قبل عاصفة الحزم، بعد أن أدخل اليمن والمنطقة الخليج في أتون فوضى، تسببت في مقتل وإصابة عشرات الآلاف من اليمنيين. جدير بالذكر أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي قد أعلن في مناسبات عدة موافقته على خروجه من اليمن، وقال إنه سابقاً كان قد قدم مقترحاً، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن تنجح المبادرة الخليجية إلا إذا خرج علي عبد الله صالح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©