الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«المرأة» شريك رئيسي في حماية البيئة المنزلية والحد من التلوث

«المرأة» شريك رئيسي في حماية البيئة المنزلية والحد من التلوث
2 فبراير 2014 22:13
إذا ما حدث أي تغيير في أي عنصر من عناصر البيئة، سواء في الخصائص أو الكمية أو النوعية، فإن هذا الأمر يخلق لنا الكثير من المشاكل، وعلى سبيل المثال إذا انخفضت نسبة ثاني أكسيد الكربون في الجو، فإن درجة الحرارة تنخفض، وربما يؤدي ذلك إلى انعدام الكائنات الحية على الأرض، ولو زادت نسبته لارتفعت درجة الحرارة إلى الحد الذي قد يؤدي إلى انعدام الحياة أيضاً، وهنالك فرق بين مفهوم البيئة ومفهوم النظام البيئي، فالنظام البيئي هو وحدة بيئية متكاملة تتكون من كائنات حية ومكونات غير حية، ومتوازنة في ديناميكية ذاتية بحيث يتفاعل بعضها مع بعض. موزة خميس (دبي) - يطلق على النظام البيئي، من هذا المنطلق، نظام إعالة الحياة، والمرأة لها أدوار مرتبطة بالبيئة ويمكنها من خلالها أن تحقق الكثير، ولا شك أن المرأة العربية، وهي تشكل نصف المجتمع العربي، لها دور فعال في تنمية هذا المجتمع بصورة شاملة، وقد تزايدت مساهمة المرأة في النشاط الاقتصادي بصفة عامة، واتسعت المجالات التي أصبحت تشارك فيها الرجل، سواء كانت مجالات الإنتاج أو الخدمات، كما حققت نسبة كبيرة من النساء العربيات درجة عالية من النجاح والتقدم، وبرعت أخريات في كثير من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. توعية الجماهير الخبير البيئي الدكتور إسماعيل الحوسني، الذي يحمل دكتوراه في إدارة حماية البيئة بإدارة تقييم الأثر البيئي، تحدث عن أدوار يمكن أن تقوم بها المرأة لمصلحة البيئة، موضحاً: لتفادي المشاكل التي تتعرض لها المياه من ناحية الشح في الموارد المائية أو التلوث، يمكن للمرأة أن تساهم مع جهود البلديات الرامية إلى إنشاء وسائل توعية للجماهير، حول الآثار الصحية لنوعية المياه السيئة، ويمكن للبلديات أن تعتمد على المنظمات الجماهيرية ومنها المنظمات النسائية في هذا الشأن، كما يمكنها أن تتنبه للملوثات المختلفة التي تؤثر على ما تختاره، مثل نوعيات الأسمــاك والحيـوانات البحرية، وهي بذلك تصنع ضغطـا غير مباشر لتحاشي مصادر تلوث الغذاء الناجمـة عن الصناعات، كما أنها تصنع رأياً عاماً مضاداً قد يؤدي إلى التـزام المصـانع بعمليـات المعالجـة المطلوبة. ويضيف الحوسني: باستطاعتها أيضاً أن تتجنب الاستعمال السيئ للمياه، وخصوصاً في مناطق صنابير المياه المتخصصة للخدمة العامة، ومنع إهدار المياه وترشيد استهلاكها، مثل التأكد من إغلاق الصنابير بعد استعمالها، وتوجيه الأبناء إلى تصحيح عمليات الاستغلال، والابتعاد عن غسل السيارات بكميات كبيرة من المياه، وتنظيف المنازل بشكل يحمل نوعاً من الإسراف، مثل أن يتم استخدام خرطوم المياه، كما أن زيادة النمو الحضري تؤدي إلى زيادة حجم المخلفات السائلة، مما يشكل ضغطا متزايدا على شبكات الصرف في المدينة، وكثيرا ما يحصل هذا دون وجود شبكات كافية للصرف، مما يؤدي إلى الطفح وتكوّن البرك الراكدة. توجيه العمال ويضيف الحوسني قائلاً: المطلوب من المرأة في مواقع العمل، دعم جهود البلديات بتوفير استراتيجيات صرف البلديات، ويجب التعامل مع الهيئات المحلية لعمل الاستراتيجيات المحلية اللازمة لذلك، وأيضا نتيجة للتزايد المطرد للنفايات الصلبة، من جراء النمو السكاني الحضري، وما يرافق ذلك من تأثير سلبي على صحة البشر، أصبحت الحاجة ملحة إلى إعادة تدوير واستخدام النفايات، وبخاصة في البلدان النامية والعربية، وهنا يكون للمرأة دور كبير يمكن أن تلعبه للحد من مشكلة النفايات. وبالنسبة للنساء اللاتي يعملن في القطاعات التي تقتضي منهن إشرافاً على النظافة، وخصوصاً في قطاع الوظائف الكتابية وأعمال السكرتارية في المصالح الحكومية والمكاتب العامة والخاصة، حيث ترتفع نسبة التردد الجماهيري، هنا عليهن عبء توجيه عمال النظافة إلى ضرورة نظافة دورات المياه، ونظافة أماكن تحضير المشروبات، والتأكد من عدم تراكم النفايات الصلبة مثل الأوراق والملفات المستهلكة، والتخلص السليم منها حتى لا تصبح أماكن لتوالد الحشرات والقوارض الناقلة للأمراض في بيئة العمل، مما يزيد من احتمالات الإصابة بالأمراض الصدرية، نظراً لارتفاع نسبة الغبار والأمراض المعدية الناتجة من عدم نظافة المكان. حماية البيئة المنزلية ويضيف الحوسني، أن هناك دوراً مهماً يمكن أن تلعبه المرأة، وهو فصل المواد المعدنية والزجاجية والبلاستيكية عن المواد العضوية في مصادرها الأصلية، أي المنازل، وكذلك يمكنها تعليم هذا السلوك للأبناء، فهذا سوف يساعد على التخلص من كميات كبيرة وهائلة من النفايات الصلبة التي لا تتحلل بسهولة، ويجب على المرأة الابتعاد عن الإسراف الشديد في شراء الملابس والمفروشات، حيث إن ذلك له الأثر السيئ على البيئة بطريقة غير مباشرة، لأن كثرة الطلب على الملابس والمفروشات تؤدي إلى زيادة الإنتاج، مما يتطلب زيادة استهلاك الموارد الطبيعية أو الصناعية، فضلا عن تكدسها في الخزانات وحفظـها بطريقـة غير صحيحــة، مما يـؤدي إلى تلفها ثم التخلص منها في صناديق القمامة. وعلى المرأة في مواقع العمل المختلفة أن تتابع بشأن وضع المعايير الخاصة بالحد من تلوث الهواء، وعدم ترخيص الصناعات إلا بعد التأكد من استخدام الوسائل التكنولوجية والعلمية للحد من التلوث، وعلينا توجيه جميع القيادات النسائية في مناطق السكن داخل التجمعات الصناعية، للاهتمام بحماية البيئة المنزلية من الملوثات الهوائية، التي تنتج عن المراكز الصناعية، لتجنب الإصابة بالأمراض الصدرية وأمراض الحساسية والربو، وقد وصلت المرأة في الدول المتقدمة لدرجة أن تصبح عامل ضغط على الرأي العام، لتنفيذ عمليات إزالة للملوثات الهوائية وتطبيق القوانين والتشريعات البيئية، ويمكنها أن تكون بيئية بالامتناع عن استعمال المواد الصناعية والمحفوظة في عبوات ذات بخاخات، مثل تلك الخاصة بتعطير المنزل والتي توضع في الأسواق، لأن خبراء البيئة حذروا من تأثيرها على طبقة الأوزون، وتتزايد المشاكل البيئية التي تسببها السيارات، ويسبب التكدس المروري العديد من التداعيات الاقتصادية، فهو السبب الرئيسي في المدن لتلوث الهواء والضوضاء، مما يسبب آثاراً صحية ضارة، كما أن المرور غير المنظم وتزايد حوادث السيارات حول المدينة، يحولها إلى مكان غير آمن وغير مريح. مراقبة التلوث ويوضح الحوسني قائلاً: يمكن للمرأة أن تشارك في السياسات والإجراءات الهادفة إلى تحسين النقل العام، وجعله إدارة أساسية للتقليل من انتشار آليات القطاع الخاص في المدن، كما يمكنها في مواقع العمل المختلفة أن تحث على تعزيز تعاون البلديات مع الشرطة، ومع المكتب المحلي لإدارة النقل والطرق، في اختيار السيارات وعدم السماح بمنح تصريح لتلك التي تتعدى حدود الانبعاث المسموح بها، والتأكد من وجود إمكانيات لضبط محركات السيارات، مع إعطاء عناية خاصة بحافلات النقل العام، لأنها من مسببات تلوث الهواء، وضرورة أن تجرى التجارب على استخدام الغاز الطبيعي، ووقود الحافلات لأنه سيساعد على خفض التلوث المروري، ويمكن للمرأة أن توجه جهودها أثناء تصميم المسكن أو تعديله، لمصلحة التقليل من التلوث الداخلي في المنزل، بحيث تحسن اختيار لوازم مطبخ ذات استخدام كفء للطاقة، وتعمل على تحسين مستوى التهوية بزيادة حجم الفتحات في المطابخ. أما النساء اللاتي يعملن بوظائف النظافة في المستشفيات، فالمطلوب توعيتهن لمراقبة التلوث، بحيث يكون فوق هؤلاء مراقب يشرف على نظافة خزانات مياه الشرب المتكررة، وسلامة التخلص من النفايات الصلبة بطريقة سليمة، والنساء أيضا يقمن بدور رئيسي في الإدارة البيئية وفي تشجيع التنمية القابلة للاستدامة، وهي مساهمة تستحق أن تلقى اهتماما خاصا في جميع مستويات العمل، لحماية البيئة وطنيا أو إقليميا أو عالميا، ولا شك في أن وجود المرأة التي تشكل نصف سكان العالم تقريبا، داخل التنظيمات الحكومية وغير الحكومية، سواء من منطلق وظيفي أو تطوعي، لعب دورا بارزا في التعامل مع مختلف القضايا البيئية وتنمية المجتمع. الطليعيات العربيات يقول الدكتور إسماعيل الحوسني: على الرغم من أن المجتمع لم يتح الفرصة للنساء للمشاركة الكاملة في عمليات التنمية وحماية البيئة، إلا أن المرأة كانت ولا تزال وستظل محورا لتنمية المجتمع، وسيستفيد العالم استفادة كاملة إذا ما استخدمت قدراتها على نحو أفضل لحماية البيئة وصيانة الموارد الطبيعية، ويمكن أن تكون محورا أساسيا في دعم جهود حماية البيئة، ونقل فلسفة التنمية القابلة للاستدامة إلى صعيد العمل التنفيذي، وعلى الطليعيات العربيات بذل المزيد من الجهد في سبيل تنظيم أنفسهن لمناصرة قضايا البيئة، لأنها أساس البقاء وأساس لنوعية الحياة لنا ولأبنائنا، المرأة المثقفة الطليعية يمكنها أن تعمل في قضايا التوعية المباشرة وغير المباشرة، عبر المنظمات الأهلية وغير الحكومية، وهي بذلك تتمكن من الوصول إلى العامة، وكذلك إلى المرأة في حياتها المدينية أو البدوية أو المناطق النائية البعيدة عن وسائل الاتصال الحديثة، كما أنها عبر هذه المنظمات تستطيع أن تسد ثغرات كبيرة في عمليات التوعية، ويمكنها صنع الكثير، في حال كانت مربية أجيال داخل المدارس وضمن البرامج التي تنفذ للطلبة والطالبات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©