الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الكذبة الكبرى!

25 فبراير 2007 01:22
في بعض الأحيان·· تتوهم أنك وصلت إلى طريق مسودود·· لا تعد أدراجك! دق الباب بيدك·· لعل البواب الذي خلف الباب أصم لا يسمع، دق الباب مرة أخرى! لعل حامل المفتاح ذهب إلى السوق ولم يعد بعد، دق الباب مرة ثالثة ومرة عاشرة! ثم حاول أن تدفعه برفق، ثم اضرب عليه بشدة، فكل باب مغلق لا بد أن ينفتح· اصبر ولا تيأس· واعلم أن كل واحد منا قابل مئات الأبواب المغلقة·· ولكن يجب ألا نيأس، ولو كنا يئسنا لظللنا واقفين أمام الأبواب! لذا عندما تشعر أنك أوشكت على الضياع·· ابحث عن نفسك! ستكتشف أنك موجود، وأنه من المستحيل أن تضيع وفي قلبك ايمان بالله، وفي رأسك عقل يحاول أن يجعل من الفشل نجاحاً، ومن الهزيمة نصراً، لا تتهم الدنيا بأنها ظلمتك!! أنت تظلم الدنيا بهذا الاتهام·· أنت الذي ظلمت نفسك، ولا تظن أن أقرب أصدقائك هم الذين يغمدون الخناجر في ظهرك، ربما يكونون أبرياء من اتهامك، ربما تكون أنت الذي أدخلت الخناجر في جسمك بإهمالك أو باستهتارك أو بنفاد صبرك أو بتقلبك أو بطيشك ورعونتك أو بتخاذلك وعدم احتمالك! لا تظلم الخنجر، وإنما عليك أن تعرف أولاً من الذي أدار ظهرك للخنجر، لا تتصور وأنت في ربيع حياتك أنك في الخريف، املأ روحك بالأمل، الأمل في الغد يزيل اليأس من القلوب، ويلهيك عن الصعوبات والمتابع والعراقيل، الميل الواحد في نظر اليائس هو ألف ميل، وفي نظر المتفائل هو بضعة أمتار! اليائس يقطع نفس المسافة في وقت طويل لأنه ينظر إلى الخلف!! والمتفائل يقطع هذه المسافة في وقت قصير لأنه ينظر إلى الغد! فالذين يمشون ورؤوسهم إلى الخلف لا يصلون إلا متأخرين! فإذا كشرت لك الدنيا فلا تكشر لها·· جرب أن تبتسم· هذه كلمات هزتني بعنف، وغدوت بعدها أخجل من نفسي أن أضيق أو أشكو أو أتبرم من توافه الحياة، أدركت أن الحياة تتطلب السير بجد وإصرار، بدافع من العزيمة والتفاؤل!! فعلاً·· كم ظلمنا أنفسنا عندما أسقطنا فشلنا على ظروف الحياة، وشكونا من صعوبتها!! ناسين أو متناسين أن هذه الظروف تقف حائلاً أمام الضعيف فقط، أما القوي·· وقوي الإيمان خصوصاً فلا يركن لهذا، ويشق طريق حياته رغماً عن الكذبة الكبرى·· الظروف··· صفية المنصوري
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©