الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

اسعد عرابي يثير جُملة من الأحاسيس في لوحات مليئة بالحنين

اسعد عرابي يثير جُملة من الأحاسيس في لوحات مليئة بالحنين
28 أكتوبر 2011 03:19
اختتم أمس في دبي معرض الفنان والباحث في الجماليات السوري المقيم في باريس الدكتور أسعد عَرابي الذي جاء بعنوان «حنين»، مشتملا على خمس عشرة لوحة مسندية تناولت جميعا فكرة واحدة تمثلت بأم كلثوم والفرقة الماسية الشهيرة. وفي المعرض الذي كان قد افتتح في الثاني عشر من الشهر الماضي، أدخل الفنان اسعد عرابي في أعماله التي نُفِّذت بالإكليريك تأملاته في رموزا وحالات من «ذات» أم كلثوم تتصل بالأحاسيس والمشاعر مثلما تأخذ البعض من اللوحات إلى مزاج اللوحة التعبيرية إذ يُحدث الفنان فيها بعضا من التشويهات الجمالية التي تنقل مزاج التصوير من الفوتوغرافي إلى التصويري بواقعيته ولا واقعيته معا. جُملة هذه الأحاسيس يجعل منها أسعد عرابي صورا تثير المخيلة يغلب عليها الأحمر الذي يكاد يكون قانيا غالبا وأزرق شاعرياً دائما بتدرجاته المختلفة، وسطح تصويري خشن الملمس مع أنه سطح إكليريكي جرى تأسيسه أو بناؤه لغير مرة وبأكثر من لون وبضربات فرشاة سريعة إلى حدّ ين المرء أن المخيلة الفنية هي التي تلاحق الدفق التعبيري للفنان وليس المخيلة وحدها في إطار جامع للصورة التي يريد منها الفنان معنى ما يتحقق بدوره لدى الناظر إلى لوحته وفي سياق من التلقي الفني الذي يجمع التجربة الفردية للفنان بالتجربة الفردية لدى المتلقي في أفق الصورة وما يمكن أن تمنحه من خيالات وأفكار ومشاعر. في هذه الأعمال لـ «الستّ» حضورها الطاغي، إنها دوما في مركز اللوحة أو يمينها أو يسارها، مع ذلك هناك حضور موازٍ لأعضاء فرقتها الموسيقية بل، وبقَدْر من الإفراط في المبالغة، يلحظ المرء أن الفنان يقيم علاقة خاصة بين «الست» وأفراد هذه الفرقة أو أنه يقوم بتأويل فني لعلاقة تخصه بهؤلاء الفنانين فيجد هذا التأويل يجد معادله الفني في الصور وخاصة الفنان محمد القصبجي بعلاقته الصوفية بها وبموسيقاها وغنائها. ففي الكثير من لوحات المعرض هذه يسعى الفنان عرابي إلى إبراز قدر كبير من الانفعالات الفنية سواء في طبيعة الإمساك بالآلة الموسيقية، العود والتشيللو والناي تحديدا، أو في الكيفية التي يجلس فيها الفنان خلف «الست» وعيناه لا تشيحان عنها، كل ذلك يحوّل هذه الأوركسترا اللونية إلى دفق من المشاعر المختلفة لكنْ الفردية التعبير عن ذاتها. ربما أن ما يعزز من هذه الفكرة، هو أن العديد من اللوحات تكاد وجوه فناني الأوركسترا تكون فيها بادية ومميزة بالنسبة للناظر إلى اللوحات، فرغم أن بوسعه أن يدرك تماما بأن هذا العازف هو القصبجي وأن عازف التشيللو هو محمود رمزي والناي هو سيّد أحمد وسوى ذلك، فإن حضور هذه الشخصيات هو حضور طيفي لوجوه وأجساد وحركات تتأرجح بين الحضور والغياب وكأنها تنبثق للتو وتتبلور أمام عين المخيلة بالإشارة والإيماء وليس بالتجسيد المكتمل، كما لو أن ما تقوم به مخيلة المتلقي هنا هو فعل التأرجح بين الحنين والتذكّر. إنه فعل شاقّ إذ يجد المرء نفسه فجأة وقد استعاد إليه ماضيه الشخصي حيث تلك المشاعر وقد انبثقت فجأة طازجة وفجّة مثلما حدثت أول مرة.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©