الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا: الأسد يستخدم القنابل العنقودية

16 أكتوبر 2012
اتُهم النظام السوري أول من أمس الأحد بإسقاط قنابل عنقودية -نوع من القنابل يؤدي انفجاره إلى خروج أعداد كبيرة من القنابل الصغيرة التي تتوزع من دون تمييز على منطقة واسعة، وتحظرها معظم الدول- في مؤشر جديد على مدى اليأس الذي وصل إليه النظام السوري، واستهتاره بأرواح أبناء شعبه. وقد استعانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية بمقطع فيديو صوره أحد الهواة في الخطوط الأمامية كدليل تستند إليه في الاتهامات التي وجهتها لنظام الأسد. وفي الوقت ذاته أعلنت كل من تركيا وسوريا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية للدولة الأخرى وسط حالة من التوتر تسود المناطق الحدودية بينهما جراء القصف المتبادل خلال الفترة الأخيرة، الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. ومن المعروف أن تركيا تعتبر من المساندين الصريحين لمسلحي المعارضة الذين يحاولون إسقاط نظام الأسد في الصراع المستمر منذ 19 شهراً والذي تحول إلى حرب أهلية كاملة. والحظر المفروض على رحلات الطيران هو جزء من موقف تركي يزداد تشدداً على الدوام نحو سوريا وهو ما يثير مخاوف من احتمال اتساع نطاق الصراع وتحوله إلى صراع إقليمي واسع النطاق. فخلال الأسبوعين الماضيين على سبيل المثال ردت تركيا بالمثل على قذائف طائشة وطلقات هاون مطلقة من الجانب السوري من الحدود، كما اعترضت طائرة ركاب سورية بسبب الاشتباه في نقلها معدات عسكرية وفقاً لصحيفة "سانداي التركية" كما أرسلت المزيد من سفنها للقواعد البحرية الواقعة شمال خط الساحل السوري. أما داخل سوريا نفسها، فقد استمرت المعارك الشرسة المحتدمة بين قوات المعارضة وقوات نظام الأسد منذ عدة أسابيع دون أن يتمكن أحد الطرفين من حسمها لصالحه مع ادعاءات كل منهما بهذا الصدد. وعلى رغم أن مقاتلي المعارضة يسيطرون على مساحات كبيرة من المناطق الزراعية كثيفة السكان الواقعة في غرب سوريا، إلا أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من زحزحة قوات النظام من مواقعها في المراكز الحضرية. وخلال الصيف الماضي، قامت قوات النظام بتصعيد القصف والضربات الجوية على المناطق التي يسيطر عليها المقاتلون الثائرون. وتقـول منظمـة "هيومـان رايتـس ووتش"، إن مقاطع الفيديو الجديدة المصـورة مـن قبل أحد الهـواة والمقابـلات التي أجرتهـا مـع السكان تشير في مجملهـا إلـى أن القوات الجوية السورية قد أسقطت قنابل عنقودية على مناطق سكنية الأسبوع الماضي، وعلى وجه الخصوص، على امتداد الطريق الرئيسي الممتد من الشمال إلى الجنوب في المنطقة الغربية من سوريا عبر "معرة النعمان" وهي بلدة استولت عليها قوات المعارضة بعد قتال شرس مع قوات النظام. ومن المعروف أن القنابل العنقودية تنفجر وهي في الجو وتقوم بقذف أعداد كبيرة من القنابل الصغيرة التي تنتشر على امتداد مساحة كبيرة. والخطورة تكمن في أن عدداً كبيراً من تلك القنابل الصغيرة لا ينفجر مباشرة ويظل يمثل تهديداً للمدنيين لفترة طويلة بعد ذلك وغالباً ما يؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح. وقال "ستيف جوس" خبير الأسلحة بإحدى المجموعات المتخصصة في الدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها نيويورك إن معظم الدول قد حظرت استخدام القنابل العنقودية، وإن عدداً آخر من الدول التي لم يفعل هذا حتى الآن. وقال "جوس" في مقابلة أجراها مع الصحيفة عبر الهاتف: "هناك أسلحة معينة لا يمكن السماح بها على الإطلاق... واستخدامها في هذه المرحلة من الحرب الأهلية يدل على مدى اليأس الذي انتاب النظام بشأن قدرته على حسم القتال ذلك أن الزعماء الراغبين في الاستهتار بالرأي العام الدولي هم فقط الذين يلجأون إلى استخدام تلك الأسلحة". ولم يصدر تعليق مباشر من الحكومة السورية على الاتهامات التي وجهتها "هيومن رايتس ووتش" بشأن استخدامها للقنابل العنقودية. وكانت المرة الأولى التي ورد فيها ذكر القنابل عنقودية في شهر يوليو الماضي، بيد أن الأنباء الأخيرة تؤشر على أن استخدامها قد بات أوسع نطاقاً بكثير مما كان عليه من قبل، كما يقول نديم خوري الباحث بهيومان رايتس ووتش المقيم بالعاصمة اللبنانية بيروت. وفي التقرير الصادر عن المنظمـة يوم الأحد الماضي جاء أن الناشطين قد وضعوا على الأقل 18 مقطع فيديو الأسبوع الماضي، أظهرت جميعها بقايا شظايا تلك القنابل المتناثرة في بالقرب من مدينة حمص الواقعة في وسط سوريا، وفي المدن الشمالية مثل إدلب وحلب، والمناطق الزراعية القريبة من مدينة اللاذقية وحي الغوطة الواقع شرق العاصمة دمشق. كما تحدثت المجموعة كذلك مع السكان في "تفتناز" و"التمانعة" الذين قالوا إن القنابل العنقودية قد أُسقطت على بلدتيهم يوم الثلاثاء الماضي. ولم ترد أنبـاء محددة عن وقوع خسائر نتيجة الاستخدام الأخير للقنابل العنقوديـة كما جاء في التقرير. وأشار التقرير أيضاً إلى أن القنابل الظاهرة في مقاطع الفيديو مصنوعة في الاتحاد السوفييتي السابق الذي كان يعتبر من كبار موردي الأسلحة لسوريا قبل سقوط الكتلة الشيوعية عام1991. كارين لاوب بيروت ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©