الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء أميركيون: جراحات تجميلية للصوت ومراهم لترميمه

علماء أميركيون: جراحات تجميلية للصوت ومراهم لترميمه
16 أكتوبر 2012
الصوت الجميل للمغني أو المطرب هو ملكة وموهبة لا تُلازمه حتى الممات، بل إنه وهج يخفُت وتضمحل قوته وتشيخ نبراته مع تقدم المغني في العمر. فكثيراً ما نتساءل عن سبب تقاعد مغن ما واعتزاله فجأة عالم الطرب والنغم، والحال أنه يكون قد اتخذ هذا القرار في لحظة صدق مع النفس بعد أن لاحظ أن جودة صوته تراجعت، أو أن صوته فقد جاذبيته، فيجد من باب احترمه لجمهوره أن يعتزل. وإذا كان ذلك يبقى رأي المغني الشخصي، فإن العلم يرى أن للصوت أمد حياة معيناً، وأن هناك تقنيات وممارسات تسمح بتمديد أمد عمر هذا الصوت، ووقايته من الشيخوخة المبكرة، واستدامة مخرجات الحبال الصوتية لتصدح أطول مدة ممكنة، بل ومواد ومراهم تحفظ لياقة الحنجرة وجراحات تشدها وتجملها. يقول باحثون أميركيون إن كل شخص ينبغي أن يفكر في النجم الغنائي الذي يحبه كما يفكر في البطل الرياضي. وتقول أندريا ليب، مغنية محترفة ومُدرسة مهارات صوتية في مركز ماكفيل الموسيقي في مدينة مينيابولس الأميركية، «الصوت شيء بدني لا يختلف عن عضلات الجسم الأخرى، ولياقته تتوقف على مدى استخدامه وتمرينه. فإذا توقفت عن الصعود على السلالم كل يوم، فإنك تجد صعوبة في الأمر عندما تضطر في يوم ما لفعل ذلك. والشيء ذاته ينطبق على الصوت. فعضلات الجسم تفقد جميعها قوتها وحيويتها عند التقدم في العمر، ولذلك فإنه يتعين على الراغب في تطويل أمد عمر صوته أن يبذُل جهداً أكبر لتحقيق ذلك». وتُضيف أندريا «نجم الأوبرا بلاسيدو دومينجو لا يزال صوته يصدح في المسارح رغم بلوغه 71 سنة نظراً لأن صوته يتمتع بلياقة عالية جداً». انعكاس إيجابي ترى أندريا أن الصوت هو شيء محدود. فهو ليس شيئاً قابلا للاستهلاك كليةً. وعندما تغني، فإنك تقوم في الواقع بتدريب صوتك، وذلك ينعكس إيجاباً على لياقة حنجرتك أكثر مما يحدث عندما تتحدث فقط. فعضلات الشخص الذي ينتظم في الذهاب إلى ناد لكمال الأجسام ويحمل أثقالاً، تكون حتماً أقوى من عضلات الشخص الذي لا ينتظم في ممارسة أي نشاط رياضي، وأقصى ما يحمله هو الأشياء التي يقتنيها من البقالة أو مركز التسوق. ومن هذا المنطلق، يُعد الاستخدام المكثف للصوت قضية محورية لدى اتحادات مغنيي الأوبرا. إذ يُلزم مديرو هذه الاتحادات مغنيي الأوبرا باتباع قوانين صارمة تخص عدد مرات تداريب الأداء، ليس من أجل تحضير المغني للعرض الرئيس، وإنما بهدف تطويل أمد حياة صوته وما يعنيه ذلك من استدامة أرباح السهرات التي يحييها. كما تُفرَض عليهم أنماط عيش حازمة تستهدف الحفاظ على صحتهم العامة، وحصول كل واحد منهم على قسط كاف من الراحة ومن المياه والسوائل اللازمة، وجعل صوته يتمتع بلياقة عالية دائمة. تقول أندريا «إذا كنت مدخناً، فإنك ستجد صعوبة بالغة في الحفاظ على لياقة صوتك. وإذا كنت تتناول المشروبات الكحولية كل ليلة، فإنه يغدو من المستحيل عليك أن تُطيل أمد حياة صوتك الغنائي». لياقة الحناجر تقول أندريا «كل شيء نُدخله إلى أجسامنا يمر عبر حناجرنا. وأنا أعرف بعض الناس الذين يُقاطعون المشروبات الغازية ليس اتقاء السمنة، وإنما حفاظاً على لياقة أصواتهم». وتُضيف «أنا متأكدة أن صوت المغنية الراحلة ويتني هيوستن شهد ذلك التراجع الذي استغرب له الجمهور بسبب عدم حرصها على الاهتمام بصحتها، ومعها طبعاً لياقة حنجرتها. فقد كان صوتها لحظة غنائها «سأُحبك دوماً» يتمتع بقوة لا تُضاهى وعُذوبة طاغية، لكن هذا الصوت شهد ما يُشبه السقوط الحر عندما غنت «بين بوبي براون»، إذ لم يُصدق الناس حينئذ أنهم يستمعون فعلاً لأسطورتهم ويتني هيوستن التي اعتقدوا ذات مرة أن قوة صوتها شيء خالد! وتضيف أندريا «أنا على يقين أنها لو كانت اهتمت بصحتها وبلياقة صوتها، لكان صوتها لا يزال يصدح في جنبات أضخم القاعات العالمية، ويحظى بنفس التقدير والإعجاب الذي حظي بها أداؤها لأغنية «سأُحبك دوماً» التي جعلت نجمها يسطع عالياً في عالم الغناء». ومن المعروف في أوساط المغنين والباحثين على حد سواء أن الحبال الصوتية تُصبح يابسة وأقل مرونة حتى مع الاهتمام بالصحة واتباع أنظمة غذائية جيدة. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور ستيفن زايتيلز، أستاذ جراحة الحنجرة في كلية الطب بجامعة هارفارد، «مع الاستخدام المتزايد والمتكرر للحبال الصوتية، تُصبح أغشيتها أكثر تليُفاً وتصلباً، ويقل نطاق اهتزازاتها. ولذلك، يجب استخدام كميات أكبر من الهواء المضغوط من الرئتين لإدارة مخرجات الحبال الصوتية والتحكم على نحو أفضل في اهتزازاتها. غير أن هذا الأمر لا يحدث إلا بعد مرور عقود على إجهاد الصوت واستخدامه بإفراط. فآنذاك فقط تشيخ الحبال الصوتية، ويفشل المغني في إصدار نفس نبرات الصوت القوية، وقد يعجز عن اللعب بتموجات نبراته كما كان يفعل حين كان صوته في عز شبابه وأوج حيويته». إصابات شائعة من الإصابات الشائعة لدى المغنين هي ظهور نتوءات أو عُقَيْدات على حبالهم الصوتية قد تتحول لاحقاً إلى ندوب وجروح دامية. وهذه الندوب هي التي تجعل الصوت أجش ومصحوباً ببحة. وقد أدى التطور والتقدم التكنولوجي في الطب والجراحة إلى جعل العمليات الجراحية تضطلع بدور غير مسبوق في إزالة تلك العُقيدات. ويقول البروفسور زايتيلز إن عدد العمليات الجراحية التي أجراها على الحبال الصوتية تُقدر بنحو 75 ألف عملية إلى الآن، كان نصيب المغنيين والمغنيات منها ما بين 500 إلى 700 عملية، موضحاً أن من هؤلاء مشاهير تتصدر ألبوماتهم المبيعات العالمية مثل أديل، وستيفن تايلر، وروجر دالتري. ويضيف زايتيلز أن معظم المغنين الذين أجرى لهم عمليات على الحبال الصوتية هم من مغنيي الأوبرا. وهو يعزو ذلك إلى كون الغناء الأوبرالي من أكثر الأجناس الغنائية صعوبةً وإرهاقاً لحنجرة المغني. ويقول زايتيلز «لا يمكنك أن تقطع مسافة ماراتونية كاملة في أثناء خوضك لتداريب تحضيرية للمشاركة في مسابقة جري بماراتون ما. والشيء نفسه ينطبق على الصوت، فهناك كمية محدودة من الأميال التي تستطيع الأنسجة الصوتية تحملها». ويضيف زايتيلز أنه ابتكر مرهماً خاصاً يأمل أن يُتيح للمغنين الحفاظ على أصواتهم أطول فترة ممكنة، وإصلاح ما يشوبها من أضرار أو ندوب من حين لآخر. وعندما كان زايتيلز يشرح للفنانة البريطانية جولي أندروز فكرة هذا المرهم الحيوي ذات مساء أثناء تناولهما وجبة عشاء معاً، قال إن الشيء الذي يؤرقه هو أنه لا يعرف إلى أي عمر يمكن أن يبقى هذا المرهم ناجعاً، لكنه أردف أن الأهم بالنسبة له هو أنه أصبح جاهزاً للاستخدام بعد سلسلة طويلة من البحوث المخبرية والتجارب السريرية. ويمضي زايتيلز شارحاً «السر في هذا المرهم الحيوي هو أنه يمكن حقنه في الحبل الصوتي وترميمه. ومن ثم فإنه قد يُساعد المغنين الذين يجدون أن جودة صوتهم تراجعت على استعادة وهج صوتهم والغناء أمام جمهورهم مجدداً». هشام أحناش عن موقع «msnbc.msn.com» نجاح متوقع جولي التي لجأت إلى الدكتور ستيفن زايتيلز، أستاذ جراحة الحنجرة في كلية الطب بجامعة هارفارد، بعد أن تضررت حبالها الصوتية بعد خضوعها لإحدى العمليات الجراحية، وتايلر، الذي شجع زايتيلز والعالم بوب لانجر على المضي قُدُماً في مشروع صناعة مرهم لعلاج الحبال الصوتية، كلاهما أسهما في دعم مشروع المرهم الحيوي، ليس بالتشجيع اللفظي والمعنوي فقط، وإنما بأموالهما. ويقول زايتيلز «هذا المرهم ليس خياراً سحرياً أو إكسير حياة للصوت، بل إن كل ما يقوم به هو تصفية الحبال الصوتية وجعلها أكثر مرونة». ولا يزال هذا المرهم الحيوي الذي ابتكره البروفسور زايتيلز في شكله الأولي، لكنه يقول إنه متأكد من أنه سيحقق قريباً نجاحاً كبيراً لدى المهتمين بلياقة أصواتهم ومخرجات حبالهم الصوتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©