الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«فن الديكوباج» يبدع قطع أثاث راقية بأقل التكاليف

«فن الديكوباج» يبدع قطع أثاث راقية بأقل التكاليف
16 أكتوبر 2012
“الديكوباج”، كلمة تعني بالفرنسية تغطية الأسطح بفن القص واللصق، وهو فن مارسه الفقراء في بادئ الأمر، نظرا لعدم قدرتهم على شراء قطع أثاث جديدة، فابتكروا هذه الوسيلة، لتجديد محتويات وأثاث منازلهم، وعمد الكثير منهم في التفنن في لصق أوراق زاهية المنظر، كأوراق الجرائد، والصور، وكل ما تطاله أيديهم، وتحاكيه عقولهم من أفكار إبداعية في عملية التشكيل بهذه الأوراق، ليظهر العمل كتحفة فنية رائعة، تأسر النفس والعين بروعة وجاذبية المنتج، الذي يملك قدرا من الحيوية في تصاميمه، معتمدة على عناصر وأدوات بسيطة، وإن كانت تتطلب قدرا من الذوق في إعادة لصق هذه التشكيلات المزدانة بالرسوم والمناظر، من خلال كسب العمل قدرا من التمازج والتناغم في عناصره، وظهوره كوحدة واحدة، فالديكوباج حرفة بسيطة ولكن نتائجها، مذهلة ومبهرة. هذه المهارة الفنية التي يمكن أن تعين السيدة على خلق إيقاع جمالي فني مميز في بيتها، بدءا من أصغر محتوياته إلى أكبرها قطعة. خولة علي (دبي) - تطلعنا على تفاصيل وأسرار هذا الفن، الذي يعتبر أحد فنون الديكورات الفنية الراقية، خبيرة فن الديكوباج أوزدان جالين، والتي قالت في بداية حديثها: عكف الإنسان على استخدام الخشب منذ بداية الحضارات والتعامل معه في كافة شؤون حياته واحتياجاته اليومية، ولكنه لم يرض بخلو منتجاته الخشبية من الحيوية والزخرفة، لذا باشر إضافة قدر من الجمال والإبداع على المصنوعات الخشبية كالأثاث ونحوه من خلال تلوينه وزخرفته بطريق فنية مختلفة. وبعد القرن السابع عشر بدأت هذه التقنيات الفنية في الانتشار لتحظى باهتمام واسع من قبل متذوقي هذا الفن، حيث تنوعت هذه التقنيات التي بدأت تأخذ مساحة واسعة من تزيين التحف وقطع الأثاث والمنازل، لتنفرد بخاصية وميزة يتعاطى معها كل فنان من وحي تراثه وثقافته. قص ولصق وتضيف أوزدان جالين: هذه التقنيات الفنية قاطبة، ساهمت في رفد أعمال فنية مبتكرة وواسعة، ومن جملة هذه الفنون التي كانت من نتاج حاجة ورغبة الأوروبيين قديما والفقراء منهم على وجه الخصوص، في تجديد محتويات منازلهم بخامات متوفرة وزهيدة، ومن هنا ظهر فن الديكوباج، أي فن تزين الأسطح بأسلوب قائم على قص ولصق الورق، مما أظهر نتائج باهرة، ومذهلة عند تعاطيهم مع الخامات المتوافرة والأوراق الزاهية والجرائد بقدر من الحرفنة والابداع، من خلال هذا الفن الذي خرج من حي الفقراء ليوجد بكل قوة، بين طبقات المجتمع المختلفة. وترى غالين، أن كل امرأة تحاول جاهدة أن تقتني تحفة فريدة، تحظى بها دون غيرها، وتتباهى بها أمام الآخرين، كونها من نتاج أفكارها وإبداعها، وتعد الحرف والمشغولات اليدوية الفنية وسيلة مهمة، لخلق أعمال فنية متميزة تزين به منزلها وردهاته الداخلية، عدا عن التحف والإكسسورات التي يمكن أن تحمل أسلوبها وذوقها الخاص. وتؤكد جالين قائلة: يعتمد فن الديكوباج على الخيال والإبداع والموهبة في التعاطي مع عناصره، حيث يمكن بسهولة أن يحول المرء قطعة معينة إلى تحفة فنية ساحرة، فليس بالضرورة أن يكون المرء فنانا أو ذا خبرة حتى يمارس هذا الفن، ولكن يستطيع أن يعقد المقص ويقص حدود الشكل ثم يضعها في المكان بشكل مدروس. فهذا الفن يفتح لنا باب الأفكار الفنية على مصراعيه، حيث يمكن أن نملأ به منازلنا وشرفاتنا، وسطوحنا أيضاً. وذلك بكل سهولة وفعالية لهذه التقنية التي أدهشت الكثيرين، حيث تبدو الأشكال والرسوم والزخرفة المقصوصة من الورق أو المناديل والمطبوعة أو المثبتة على قطعة ما كما لو أبدعت فيها فرشاة فنان محترف. قيمة جمالية وتشير جالين، إلى أن كل قطعة في المنزل يمكن أن تكون المساحة البيضاء التي يمكن ان تضم فن الديكوباج، ولكن هناك بعض الأسطح تكون لها طريقة مختلفة في عملية تزيينها بالديكوباج، فلا يمكن مباشرة العمل عليها كون هذا الفن بحاجة إلى أسطح خشنة بعض الشيء حتى يلصق الورق عليها، ومن هذه المواد نجد المعادن فهي ذات أسطح ملساء ناعمة لا يمكن إلصاق العمل عليها دون أن يتم علاج هذه الأسطح من خلال وضع معجون خاص، وهو “البريمر” لإكسابه قدر من الخشونة، ثم تترك لتجف، وعندها نستطيع ان نباشر العمل عليها، وفن الديكوباج فن واسع ومتعدد المجال، فيمكن أن نحول أى علبة عادية أو أنية إلى قطعة لها قيمة جمالية، فقد نستخدم أي قطعة ورقة تقع بين أيدينا سواء، صحف أو مجلات أو حتى صورة شخصية، أو بقايا ورق جدارن، وورق الهدايا، أو قصاصة ورق مهملة، كلها يمكن أن نستفيد منها بطريقة فنية رائعة، فالأمر مفتوح للمرء في انتقاء كل ما قد يجول في خاطره، ولكن دائما ما أكرر أن أي أعمل نود أن يظهر بشكل بهي ومبدع لا بد أن يتحلى بالدقة والثبات والسرعة ليكلل العمل بالنجاح، ويظهر بالصورة المطلوبة. وتلفت جالين قائلة: يمكن العمل على مختلف الاسطح سواء كان من الخشب أو السيراميك، أو من الخزفيات، والزجاج، والمعدن الشموع، والبلاستيك، والمنسوجات، فكل خامة من هذه الخامات ممكن أن تكون الأساس لنباء أي عمل فني يعتمد على فن الديكوباج، ويمكن لأي سيدة أن تنشر الحيوية والبهجة في منزلها بالاستعانة بهذا الفن الذي لا يتطلب أي مجهود منها، ونتائجه مضمونة. وتضيف جالين، أن أدوات العمل لا تتطلب سوى خامات بسيطة يمكن أن تجدها السيدة عند البائع او المحلات المتخصصة في الأعمال الفنية، ويمكن استخدام أشكال متنوعة ذات نقوش زاهية، ومقص، وريشة للرسم، وألوان الاكرليك، وفرنيش، وصمغ.. ولكن هذه التقنية غير محدودة الأدوات فيمكن الاستعانة أيضا بأوراق مجففة، وأصداف البحر، وغيرها. فالمجال واسع مفتوح، وهو بحاجة فقط إلى لحظة تفكر وتأمل في الطريقة التي يمكن أن يظهر عليه العمل. تقنية المناديل وتوضح جالين: ربما سأشير إلى وسيلة سريعة في ممارسة هذا الفن، من خلال استخدام تقنية المناديل، والذي يمكن أستخدامها على كافة الخامات، ولكن كل خامة لها طريقة وتقنية معينة قبل المباشرة بالعمل عليه، ولكن بوجه عام، الخطوة قد تكون واحدة، في وضع هذه الملصقات. فبعد سنفرة القطعة الخشبية او الفخار، أي القطع الخشنة، يتم طلاؤها بلون مقارب لخلفية الصورة، ولكن كلما كانت الألوان الخلفية فاتحة كلما برز وظهر النموذج بشكل أوضح، فبعد اختيار الشكل المطلوب نبدأ بقص المنظر بدقة، ثم يتم وضع القليل من اللاصق على القطعة وإعادة تثبيت الشكل عليه، ومن خلال استخدام ريشة تلوين خاصة، يتم غمرها في الصمغ ثم يتم جر الفرشاة من الوسط إلى الجوانب، ومن الوسط إلى أعلى وإلى الاسفل. احتراف فن الديكوباج تقول خبيرة فن الديكوباج أوزدان جالين: من المهم خلال استخدام تقنية فن الديكوباج، ان يتم العمل بسرعة وحذر حتى لا تتمزق قطعة المحرمة الرقيقة، وبعد أن يجف يطلى العمل بالورنيش عدة طباقات، ليضيف عليه رونقا زجاجيا لامعا. ومن خلال تعلم أساسيات التعامل مع هذا الفن، يمكن أن تبدع السيدة وتنطلق في ابتكار الكثير من النماذج الفنية والبديعة التي ستبهر به زوارها. كما يمكن أن تحترف المرأة هذا الفن من خلال تواصلها مع عدد من المواقع الإلكترونية الذي سيطلعها على مكونات هذا الفن بخطوات عملية بسيطة يمكن عبرها أن تبدع منتوجات فنية غاية في الجمال تثري به منزلها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©