الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشروع غير مشروع

10 نوفمبر 2014 00:13
كم هي الدنيا مرصعة بالورد مطرزة بالحرير مملوءة حد الإشباع بعبير الأمل المنعش، عند شروعنا بإقامة مشروع تجاري، وإن كنا بأبعاده وخلفياته جاهلين، تهون علينا الأحلام الجميلة وجمع الأوراق المشتتة، وتساعدنا الأماني في توفير الرسوم المتزايدة، ويحثنا التفاؤل على المراجعات اليومية لفترة لا تقل عن أربعة أشهر، بين البلدية والتنمية والعمل والعمال وتسهيل والبنوك ناهيك عن الجهات الأخرى المعنية ببعض الرخص المتخصصة. يشغلنا البحث عن مهندس ديكور المحل المرتقب ولا نجد غضاضة في دفع مئات الآلاف مقابل مظهر المحل، ومئات أخرى مقابل إيجاره، ولا لوم علينا أن نقترض ونوقع على فوائد تساوي القرض، بل تتعداه إذا تورطنا بتأجيل قسط أو تأخير دفع، لم لا وقد وطنا النفس على أن مشروعنا العبقري سيدر علينا الملايين وسيمكننا من التحليق في فضاء الأثرياء على طائرتنا الخاصة، وسيحقق ما حلمنا به وما حلم به أبناء العمومة والجيران. مر عام ولم يدر المشروع ما يفي بالتزاماته ولم يعد الراتب معيناً على مواجهة تبعات المشروع، فلا بد والأمر كذلك من فكرة (وقف الخسارة مكسب)، لكن كيف ونحن في منتصف الطريق ومن ذا الذي سيشتري مشروعاً خاسراً؟ نفاجأ عند قدومنا المتردد على الإلغاء بإجراءات ورسوم وأوراق ومراجعات لا طاقة لنا بأدائها، فما كنا نتحلى به من عزيمة وإقبال فقدناه مع تبخر نجاح المشروع لبراءة الخبرة وطفولة التجربة وسذاجة التعامل مع الآخر، لو نجد من ينوب عنا في هذه الإجراءات التعيسة التي تذكرنا تفاصيلها بتجربتنا المتعبة لوكلناه وخرجنا من دائرة ذلك الفشل لنبحث خارجه عن نجاح آخر. لا نلوم الدوائر الاقتصادية في إجراءاتها الروتينية لضمان الحقوق، لكننا نطالبها رأفة بالمنسحبين من مجال المال والأعمال بتوفير الموظف الشامل الملم بجميع الإجراءات اللازمة لإنهاء الرخصة عوضاً عن تشتيتنا بين العديد من الموظفين والإجراءات بل العديد من الدوائر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©