الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أقلام الليزر.. أحدث صرعة في عالم المعاكسات

أقلام الليزر.. أحدث صرعة في عالم المعاكسات
2 مارس 2008 03:02
رغم أنه ممنوع إلا أنه يباع في الأسواق، ويمكن لمن شاء أن يحصل على قلم ليزر عادي يرسل حزمة ضوئية قوتها تصل إلى 50 ميغا واط وتصل أشعته لمدى 10 كم، أو متطور قوته 100 ميغا واط ويصل مداه إلى 18 كم، وقد يتسبب بالعمى إذا تم النظر إلى مخرج الضوء فيه بشكل مباشر لأنه يحرق الشبكية بسرعة· هذه ليست سوى واحدة من مخاطر العبث بأقلام الليزر، وإن كانت الأكثر خطورة بينها، فقبل عدة أشهر طالعتنا الصحف المحلية بخبر إلقاء القبض على عابث استعمل قلم الليزر في التشويش على مروحية عسكرية أثناء إحدى المهمات· وتكرر نفس الخبر تقريبا في الكويت حين استعرض مراهق ضوء قلمه الليزري على طائرة عمودية، أما في السعودية فقد وصل العبث بجهاز الليزر إلى الملاعب حين قام مشجع متعصب بتسليط ضوء الليزر على وجه حارس مرمى الفريق المنافس· ويبدو أن استخدامات أقلام الليزر لم تخرج فقط عن الاستخدامات الطبيعية التي وجدت من أجلها، كشرح المحاضرات والخرائط أو حتى اللهو مع الطائرات وفي الملاعب، بل وجدت لها وظيفة أخرى عندما وصلت إلى بعض الشباب الذين يعشقون تحويل كل نافع من وسائل التكنولوجيا إلى ضار، وهكذا كان، وحولوا هذه الأقلام إلى وسيلة معاكسة يزعجون بها الفتيات· التحقيق التالي يلقي الضوء على مثل هذه الممارسة، ومخاطرها، وكيف ينظر إليها الشباب من الجنسين· أمل حسين المصعبي (طالبة جامعية) تبدي استغرابها من هذا الموضوع وتقول: منذ فترة بسيطة لاحظت وجود بعض مستعملي أقلام الليزر في أبوظبي، تحديدا يوم مسيرة العيد الوطني الماضية، ولاحظت أن هناك من استخدم الليزر لجذب انتباه الفتيات· وهناك أيضا من قرر إزعاج الأسر في السيارات عبر تسليط الليزر على زجاج السيارة· يومها ''استخففت'' بعقل مرتكبي الحماقات وقلت في نفسي ربما لأنه يوم احتفال وأشبه بالمهرجان يصير من المحتمل أن نرى بعض ''الحمقى'' بيننا، لكن الموضوع امتد فيما بعد ورأيت بعض الأشخاص، مرتين على الأقل، يعبثون بأقلام الليزر لجذب انتباه الفتيات· في يد النساء ميرة محمد (طالبة) تعترف أنها اقتنت قلما ليزرياً بعد تعرضها لموقف من أحد المعاكسين وتقول: كنت أقف عند إشارة المرور حينما لاحظت ضوءا أخضر يدور داخل سيارتي، وعلى الفور أدركت أنه ضوء ليزر· وبدأت بالبحث عن مصدره لأصدم بشلة من المراهقين يقفون في سيارة بجواري ويرسلون الأشعة باتجاه سيارتي· لم أرغب في أن أتشاجر مع أحد أو أن أتقدم ببلاغ على السيارة لأنني كنت في عجلة من أمري، وفي اليوم التالي بدأت البحث عن أي شخص أستطيع شراء الليزر منه إلى أن أحضرته لي إحدى الزميلات· وحين سألناها عن استعمالها الشخصي لليزر ردت ضاحكة: لأنني أحب التحدي، اشتريته لأرد على من يزعجني بنفس الوسيلة! لكنني اكتشفت فيما بعد أن له الكثير من الفوائد والمهام الجيدة التي يمكن أن يؤديها، فهو وسيلة جذب لصاحب البقالة الذي لا ينفع معه استعمال بوق السيارة، أو لعامل المغسلة الذي صار يخرج لي الملابس بمجرد أن يرى الليزر الأخضر يسطع في محله· وعن ردود فعل الناس تقول ميرة: أغلب من يرى القلم يستغربه ويود تجربته، فالناس اعتادوا على الليزر الأحمر الذي يباع اليوم في البقالات، لكن الليزر الأخضر الذي يصل مداه لعدة كيلومترات فهو ما زال جديدا عليهم· صاحباتي يسألنني عادة عنه وحاول إخوتي أخذه مني لكنني أرفض إعطاء قلمي لأي شخص وأرفض أن أستعمله فيما لا يفيد· تصرفات فردية بعض الشباب لاحظوا أيضا موضوع استعمال القلم الليزري في المعاكسة، فهذا حمد عبد الله علي يقول: لا أستطيع أن أطلق على التصرفات الفردية لقب ظاهرة، لكنني في الوقت نفسه لا أستطيع نفي الأمر ما دام حصل أمامي ورأيته بعيني· هناك بعض المراهقين تحديدا بدأوا باستغلال أقلام الليزر في إزعاج الفتيات فعلا، وقد رأيت الموقف مرتين أو ثلاثاً، مراهقين يسلطون ضوء الليزر على الفتيات أو على سياراتهن أو حتى على أكياس مشترياتهن· صحيح أنه موقف فردي لكنه بدأ بالتكرار والأفضل أن يطبق على من يرتكبه ما يطبق في قانون المعاكسة من سجن وغرامة وتعهد· عن نفسه يتابع حمد: رأيت القلم عند أحد أصحابي وطلبت منه إحضار واحد لي، لأنه يفيدنا نحن الشباب كثيرا في موسم القنص والصيد، فهو وسيلة إشارة جيدة لأصحابنا وهو أيضا وسيلة شرح مفيدة فيما يختص بالخرائط والمواقع· أشكال وأنواع يقول محمد صالح وهو أحد باعة الأقلام الليزرية: هذه الأقلام ممنوعة من قبل وزارة الاقتصاد ، لكن هناك بعض الموردين الذين يجلبونها من تايلاند ويبيعونها لصغار التجار من أمثالنا، ونحن نقوم بتوزيعها وبيعها· ولكن محمد لا يعرف سبب المنع الرئيسي وإن كان يرجح أن السبب هو ضرر هذه الأقلام بالشبكية، ويقول: أعتقد أن الأضرار الصحية التي يسببها قلم الليزر على شبكية العين هو السبب الرئيسي لمنع الأقلام، لكن هذه الأجهزة مثلها مثل أي شيء في الحياة لها حدان يمكن استعمالها لخدمة العلم ولتطور المجتمع ويمكن أيضا استعمالها لإلحاق الضرر بالناس· ويشرح محمد نوعية الأجهزة المتوفرة بقوله: عندي نوعان من هذه الأقلام العادي والمتطور، العادي يرسل حزمة ضوئية قوتها تصل إلى 50 ميغا واط وتصل أشعته لمدى 10 كم، أما المتطور فقوته 100 ميغا واط ويصل مداه إلى 18 كم، وقد يتسبب بالعمى إذا تم النظر إلى مخرج الضوء فيه بشكل مباشر لأنه يحرق الشبكية بسرعة· اسأل طبيباً لمعرفة الرأي الطبي في الموضوع، سألنا الطبيب مازن الخلايلة أخصائي جراحة العيون الذي أكد أن ''الليزر بشكل عام كان فتحا علميا غيَّر مجرى الطب والجراحة في العقد الماضي، ودخل استخدامه في الجراحات الدقيقة والصعبة لما له من خواص قطع وحرق الجلد بحدة عالية لا يجاريه فيها المشرط· وفي جراحة العيون تحديدا يتم استعمال العديد من أنواع الليزر والأشعات فوق البنفسجية وتحت الحمراء لكن يتم استعمالها وفق مدى وقوة معينة ومخصصة للحالة المرضية، وتحت إشراف الطبيب لعلاج حالات ضعف النظر أو اعتلال الشبكية بسبب مرض السكري، أما الاستعمال العابث للأشعة التي تأتي بقوة عالية وتصل ليد الأطفال والمراهقين فهو خطر حقيقي يجب الوعي بأضراره· يتابع الخلايلة: قد يؤدي العبث بأقلام الليزر ذات الأشعة الخضراء أو الزرقاء تحديدا إلى احتراق مركزي في شبكية العين وبالتالي إلى فقد البصر، لكن هذا الاحتراق لا يحدث خلال عشر ثوان كما يظن البعض بل يحدث بعد دقيقتين تقريبا من المشاهدة المباشرة للأشعة، وبطبيعة الحال فإن الإصابات في الشبكية هي إصابات لا يمكن إصلاحها بسهولة أو علاجها
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©