عواصم (وكالات)
كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، أن الضربات الجوية التي تشنها روسيا في سوريا أودت بحياة 370 شخصاً، ثلثهم مدنيون منذ بدئها قبل ثلاثة أسابيع، في حين قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الإرهابيين الذين أرسوا لأنفسهم موضع قدم في هذه الدولة، يعتزمون التوسع والامتداد لزعزعة استقرار مناطق أخرى، وذلك بالتزامن مع إعلان روسيا والولايات المتحدة الثلاثاء توقيع «مذكرة» تهدف إلى تجنب وقوع حوادث بين طائرات البلدين في الأجواء السورية، كما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف.
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن: «قتل 370 شخصاً في مئات الضربات الجوية التي نفذتها الطائرات الروسية في سوريا، هم 127 مدنياً، بينهم 36 طفلاً، إضافة إلى 243 مقاتلاً، 52 منهم من تنظيم «داعش» والبقية من الفصائل المقاتلة الأخرى وبينها جبهة النصرة»، وذلك منذ بدء موسكو حملتها الجوية حتى ظهر أمس.
وفي محافظة اللاذقية الساحلية، أفاد المرصد أمس، بـ «مقتل 45 شخصاً في سلسلة ضربات جوية روسية استهدفت قرى عدة ومقاراً تابعة لفصائل متشددة ومقاتلة في منطقة جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي». وأوضح عبدالرحمن أن «هذه الحصيلة هي الأعلى للضربات الروسية خلال يوم واحد في المنطقة ذاتها». ووفق المرصد، فإن معظم القتلى هم من مقاتلي الفصائل، إضافة إلى عدد من المدنيين لم يحدده.
وقال عبد الرحمن، إن بين القتلى قياديا في أحد الفصائل وعائلات مقاتلين، مشيراً إلى إصابة العشرات بجروح حالات عدد منهم خطرة.
وحسب المرصد، قتل 16 عنصراً من قوات الدفاع الوطني، أبرز المجموعات المسلحة الموالية للنظام، أمس خلال اشتباكات مع الفصائل المقاتلة في منطقة جبل الأكراد.
وسط هذه الأجواء نقلت وكالة الإعلام الروسية عن الرئيس فلاديمير بوتين إن الإرهابيين الذين أرسوا لأنفسهم موضع قدم في سوريا يعتزمون التوسع والامتداد لزعزعة استقرار مناطق أخرى.
وقال بوتين لضباط كبار: «بعد أن أرسوا لأنفسهم معقلاً في سوريا ودول أخرى في الشرق الأوسط يضع الإرهابيون الخطط للتوسع وزعزعة استقرار مناطق بأكملها».
وفي السياق ذاته، نقلت وكالة الأنباء الروسية «ريا نوفوستي» عن وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف «أن روسيا وأميركا وقعتا مذكرة تتضمن عددا من القواعد والقيود الرامية إلى تجنب حوادث اصطدام بين الطائرات الروسية والأميركية» التي تقوم في إطار عمليات مختلفة بضربات جوية ضد تنظيم «داعش» في سوريا.
وحسب ما أعلنه المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست، فإن التنسيق بين موسكو وواشنطن يهـــدف بالدرجة الأولى إلى ضمان تنظيم حركة الطائرات، إضافة إلى أن يتحدث الطيارون اللغـة الإنجليزية خلال تحليقهم فوق الأجواء السورية تفادياً للحوادث.
وأضاف البيت الأبيض أن مذكرة التفاهم مع موسكو لا ترتقي إلى مستوى أي نوع من التعاون الاستراتيجي بين البلدين على الإطلاق في حين أكدت وزارة الدفاع الروسية أنها تلقت مذكرة من الجيش الأميركي بشأن تجنب حدوث اشتباك فوق سوريا.
وكشف مسؤول أميركي أن القادة العسكريين الأميركيين حذروا الطيارين، من الرد على المقاتلات الحربية الروسية التي تقترب من طائراتهم في سوريا.
وقال المصدر المطلع على الملف لشبكة «سي. إن. إن» الإخبارية الأميركية، إنه تم إبلاغ الطيارين باتخاذ إجراءات الملاحة الآمنة، مشيراً إلى
أن المقاتلات الروسية اقتربت جدا في واقعتين منفصلتين من الطائرات الأميركية في سماء سوريا، إحداهما كانت خلال الأسبوعين الماضيين، حيث اقتربت مقاتلة روسية من طائرة أميركية على مسافة 500 قدم.
وتابع أن الثانية كانت الخميس الماضي، حيث اقتربت طائرة روسية من طائرتين أميركيتين إلى 1500 قدم. وأشار المصدر إلى عدم حدوث تحرك عدائي من الجانبين أو مؤشرات على نوايا عدوانية في الحادثتين.
من ناحية ثانية، ذكرت وكالات أنباء محلية أن طائرات روسية نفذت 55 طلعة جوية وقصفت 60 هدفاً لجماعات متشددة في سوريا خلال الـ 24 ساعة الماضية في حماة واللاذقية ودمشق وحلب وادلب ودير الزور.
في حين قال مصدر عسكري رفيع قريب من دمشق أمس إن ثلاثة روس يقاتلون إلى جانب القوات السورية قتلوا وأصيب عدد آخر حينما أصابت قذيفة موقعهم في محافظة اللاذقية الساحلية.
وقالت وكالة تاس الروسية للأنباء إن وزارة الدفاع الروسية نفت مقتل جنود روس في سوريا في الآونة الأخيرة.
ونقلت عن الوزارة القول «فيما يتعلق بالتقارير بشأن الوفاة المزعومة في روسيا لجنود روس، نؤكد على أنه لم يسقط ضحايا بين جنودنا من القوات المسلحة الروسية في سوريا».
عدد اليوم
