الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

كيسنجر محذراً: حضور أميركا في المنطقة نحو التفكك والانهيار

20 أكتوبر 2015 22:50
عواصم (وكالات) حذر وزير الخارجية الأميركي الأسبق والمستشار التاريخي هنري كيسنجر أمس، من الفشل الذي ينتظر المنطقة بسبب تفاعلات وتحولات الأزمة السورية، وبعد الانسحاب الأميركي من المنطقة، وصولاً إلى التدخل الروسي، الذي يقوض الوجود الأميركي، ويحل محله في المنطقة، مما يحفز الحلفاء على الشك في مصائر التحالف القديم مع الولايات المتحدة. وقال كيسنجر في مقالة له بعنوان «انهيار الإطار الجيوسياسي للشرق الأوسط»، ونشرت في «وول ستريت جورنال» الأميركية، إن التدخل العسكري الروسي في سوريا كشف أعراض التفكك للدور الأميركي الساعي إلى جلب الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط، وهو الدور الذي اضطلعت به الولايات المتحدة منذ الحرب العربية الإسرائيلية العام 1973. وأضاف إنه وفي أعقاب ذلك الصراع، تخلت مصر عن علاقاتها العسكرية مع الاتحاد السوفييتي السابق، وانضمت إلى مفاوضات السلام مع إسرائيل برعاية أميركية، وأسفرت عن معاهدة سلام بين القاهرة وتل أبيب، وأخرى بين الأردن وإسرائيل، إضافة إلى اتفاق فك اشتباك بين إسرائيل وسوريا برعاية الأمم المتحدة. وتابع أنه «في وقت لاحق انهزم صدام حسين في حربه على الكويت، بوساطة تحالف دولي قادته الولايات المتحدة، وكانت مصر والأردن ودول المنطقة حلفاء لنا في جميع هذه الجهود، واختفى الوجود العسكري الروسي من المنطقة». وأكد أن هذا النمط الجيوسياسي أصبح الآن في حالة فوضى، فهناك أربع دول في الشرق الأوسط، ليبيا واليمن وسوريا والعراق، تعاني من الفوضى أكثر مما سبق، وباتت مستهدفة من جانب حركات تريد فرض سيادتها على مساحات واسعة في العراق وسوريا، حيث يريد تنظيم «داعش» إقامة دول الخلافة، وفق رؤاه، بدلا من الدول المتعارف عليها في النظام العالمي. وقال أيضاً إن هناك جماعات سياسية هدفها تقويض الدول، مضيفاً أن «الشرق الأوسط يعاني من أربعة مخاطر رئيسية تنذر بانهياره، أبرزها الطموحات الإيرانية الرامية إلى إعادة الإمبراطورية الفارسية، وكذلك سعي جماعات دينية متطرفة لإطاحة الهياكل السياسية القائمة، فضلاً عن الصراعات المحلية ضمن الدولة الواحدة بين الجماعات العرقية والدينية، إضافة إلى الضغوط الداخلية الناجمة عن الاضطرابات السياسية والاقتصادية المحلية». واعتبر أن ما آلت إليه سوريا يعطي مثالاً حياً للتناقضات التي تعانيها المنطقة، حيث «بدأ صراع الأكثرية ضد المستبد بشار الأسد، الذي تدعمه جماعات طائفية وعرقية، ويدعم كل طرف من الأطراف المتحاربة قوى خارجية تسعى إلى مصالحها الاستراتيجية الخاصة». وأوضح أن إيران تدعم نظام الأسد بوصفه الركيزة الأساسية للهيمنة الإيرانية التاريخية، التي تمتد من طهران إلى البحر الأبيض المتوسط، وتصر دول المنطقة على إطاحة الأسد، وبالتالي إحباط المخططات الإيرانية المذهبية، التي تؤكد أن خطرها أكثر من التنظيمات الإرهابية، وفي الوقت ذاته تسعى دول المنطقة إلى هزيمة «داعش» ووقف التمدد الإيراني مشيراً إلى أن هذا التناقض تعمق من خلال الاتفاق النووي الذي تخشى بعض الدول السنية أن يكون قبولًا أميركياً ضمنياً بالهيمنة الإيرانية. وذكر أن تلك الاتجاهات المتضاربة تضاعفت، بسبب انسحاب أميركا من المنطقة، مما أتاح لروسيا المشاركة في العمليات العسكرية العميقة في الشرق الأوسط، وانتشرت بشكل لم يسبق له مثيل في التاريخ الروسي. وتابع: «يبدو أن موسكو، تشعر بالقلق من أن يعيد انهيار نظام الأسد الفوضى كما حدث في ليبيا، ويجلب داعش إلى السلطة في دمشق، ويؤدي إلى تحويل سوريا بأسرها إلى ملاذ للعمليات الإرهابية التي قد تمتد لتصل إلى المناطق الإسلامية داخل الحدود الجنوبية لروسيا في القوقاز ومناطق أخرى»، وأشار إلى أن «سياسة روسيا تخدم تدخل إيران في الحفاظ على العنصر الشيعي في سوريا». وأضاف إن «في العمق، فإن غرض روسيا لا يتطلب استمرار حكم الأسد لأجل غير مسمى، وهو ميزان القوى لمناورة كلاسيكية لتحريك التهديد الإرهابي من منطقة الحدود الجنوبية الروسية، وهو تحدٍ جيوسياسي، وليس أيديولوجياً، وينبغي التعامل معه على هذا المستوى».وقال: «مهما كانت الدوافع، فإن بقاء القوات الروسية في المنطقة ومشاركتها في القتال يعدان تحدياً للسياسة الأميركية في الشرق الأوسط، قد يستمر أربعة عقود على الأقل». وأكد أن السياسات الأميركية في الشرق الأوسط تبعث المزيد من الشك لدى حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وسط الخشية من المواجهة الفعلية بين القوتين الأميركية والروسية، وذلك لأن الظروف الراهنة تشبه تلك التي أدت للحرب العالمية الأولى، مع الفارق أن تلك الحرب كانت بالأسلحة التقليدية. ودعا أميركا إلى العمل بشكل جاد وحاسم لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، كما أن إلحاق الهزيمة بتنظيم «داعش» يمثل أولوية قصوى في المنطقة، ويمثل تدمير التنظيم أمراً ملحاً. وختم بالتأكيد على أن الشرق الأوسط يمثل منطقة الاختبار الأهم الذي يضع سمعة أميركا على المحك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©