الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

غياب سينما العنف الهوليوودية وبروز الأفلام المحلية

غياب سينما العنف الهوليوودية وبروز الأفلام المحلية
15 أكتوبر 2012
أحمد البحيري (أبوظبي) - لفت الأنظار في عروض مهرجان أبوظبي السينمائي ابتعادها عن أفلام العنف والتركيز على الأفلام النظيقة في المضمون والمعالجة، وكذلك تلك الفرصة التي أتيحت للجمهور والنجوم على السواء للقاء المباشر، وعلى الأخص النجوم الجدد. هنا حصيلة ملاحظات جرى تسجيلها في أروقة المهرجان: تجارب طليعية جميل أن يحتفي المهرجان بأعمال السينما الطليعية على طريقته الخاصة، بدءا من تجارب السينما المغاربية ممثلة بصورة السينما الجزائرية، مرورا بأفلام ممتازة مثل: “بعد الموقعة” للمخرج يسري نصر الله (الامارات، مصر)، وفيلم “لمّا شفتك” للمخرجة آن ماري جاسر (الامارات، فلسطين، الأردن)، وفيلم “المغضوب عليهم” لمحسن بصري (المغرب، سويسرا)، وفيلم “يلعن بوالفسطاط” لمخرجه سامي تليلي (تونس، الامارات، لبنان، قطر). وهناك العديد من الأفلام على هذه الشاكلة وتقدم لنا نماذج متنوعة من المخرجين والكتّاب والممثلين. لكن الأهم هو بروز ظاهرة تشجيع الانتاج العربي المشترك، ودعم مسيرة المثقف العربي، وبخاصة ما تلعبه الإمارات من دور فاعل في تطوير مفهوم دعم السينما الطليعية والمستقلة من منظور حماية صنّاع الأفلام من أخطار شركات الانتاج الخارجية، كذلك تعزيز فكرة الفن السينمائي الجاد. أفلام العنف جميل أن أبعدنا المهرجان عن سينما العنف واستعراض القوة من جانب البطل الأوحد الذي أشغلتنا به سينما هوليوود من خلال سلسلة من الافلام التي تفوق خيالنا، ومنها سلسلة أفلام رامبو، وغيرها. بالطبع لا يخلو برنامج عروض أفلام المهرجان من بعض أفلام العنف التي تصور لنا عالم الجريمة والعصابات والقتل بلا رحمة، من ذلك فيلم “غضب بلا حدود”، للمخرج الياباني تاكيشي كتيانو، وفيلم “المنطقة الأمنية المشتركة” من سينما كوريا الجنوبية للمخرج بارك شات ووك، وفيلم “نهاية نوبة الحراسة” من السينما الامريكية للمخرج ديفيد أبير، الى جانب أفلام قليلة تتوزع بين عديد السينمات المشاركة في الحدث. نقول هذا الكلام ونحن ندرك ما تتمتع به إدارة المهرجان من وعي تجاه الجيل الجديد من المتفرجين المتأثرين جدا بسينما العنف والخيال وأفلام الرعب وغيرها مما يسعى الى هدم الشخصية العربية من خلال التجارب الموجهة سياسيا وفكريا. سينما كرواتية جميل أن يجلب لنا المهرجان فيلما من السينما الكرواتية التي تكاد تكون مجهولة بالنسبة لنا، أما الفيلم فيحمل عنوان “جينجر وروزا” للمخرجة سالي بوتر، إنتاج كرواتي بريطاني كندي دنماركي مشترك في 90 دقيقة، وتابعه الجمهور يوم السبت والأحد بترجمة عربية. ومثلما نجد أفكارا عديدة في فيلم “قيصر يجب أن يموت” للمخرجين الأخوين باولو وفيتوريو تافياني، تناقش موضوع خيانة الاصدقاء، نرى تأكيدا لذلك في فيلم “جينجر وروزا”، الصديقتين المراهقتين وقد تمزقت علاقتهما بفعل الحياة الضاغطة، والبؤس البشري الذي يحل بهما نتيجة تعقيدات عصر العولمة وتهديدات الحرب النووية وعديد المشاكل التي تسببها الحروب للانسان. الفيلم كما يبدو بصور لنا الواقع الكرواتي المنبثق من أحداث مؤلمة مرّ بها هذا البلد. وفود مدرسية من حسن الطالع أن يتصادف موعد المهرجان مع افتتاح المدارس والجامعات في الدولة، وبالنظر الى برنامج عروض الافلام الحافل بالاعمال المخصصة للاطفال والفتيان والشباب، فلماذا لا تتاح فرصة للوفود المدرسية والجامعية والطلاب لمتابعة عروض المهرجان ولو في حفلات صباحية خاصة، مع الانتباه الى ضرورة خفض قيمة تذاكر الدخول لتصبح في متناول هذه الشريحة من الجمهور، بذلك نكسب تأسيس قاعدة جماهيرية عريضة للمهرجان، ونعمق التعاون المؤسسي مع جهات التعليم والمنتديات والمراكز والاندية ذات الصلة بمعارف الجيل الجديد، إضافة الى ما سنكسبه من تطوير الذائقة السينمائية، وتكسير نموذج فيلم الانترنت المسيطر على عقول أولادنا. نجوم المستقبل قائمة ضيوف المهرجان شبه متوازنة، فهي تجمع أجيالا مختلفة، ونجوم على الطريق، وبخاصة ما يتعلق بضيوفنا العرب، نخص بالذكر في هذا السياق النجم المصري الصاعد بسرعة الصاروخ باسم سمرة الذي يعرفه الجميع بدوره الجميل في فيلم عمارة يعقوبيان مع النجم الكبير عادل إمام. انتقاء باسم سمرة وغيره من النجوم العرب والخليجيين له دلالات كثيرة، وبعيدا عن التحسس والاقليمية الضيقة، فإن حضور هؤلاء هو تشجيع لهم أولا، وتحقيق احتكاك جديد لهم مع تجارب السينما من مختلف دول العالم، ثم إن حضورهم يعكس احترام المهرجان لتجاربهم الحالية، وانتظار تجاربهم اللاحقة وهم نجوم كبار، وحسنا فعلت إدارة المهرجان بأن لجأت الى التنويع في أسماء الضيوف من ممثلين ونقاد ومنتجين ومتحدثين عبر الندوات، ومن مشاركين في لجان التحكيم. الخليجيون هنا الخليجيون هنا بتجاربهم وأفلامهم وحضورهم الجميل الذي يؤكد على ارتباط المنطقة الوثيق بالحدث، حيث أنهم يرون فيه أحد المكونات المشجعة للمحافظة على هوية الشخصية الخليجية، هم يشاركون في مسابقة أفلام الامارات، وبعضهم في لجان التحكيم، وآخرون يسهمون في الجانب النقدي والفكري والاعلامي. المبدعون الخليجيون منتشرون في أروقة قصر الامارات، لصيقوا الارتباط بزملائهم الاماراتيين، ليس من باب الاقليمية، ولكن من باب تعزيز الجهد المشترك، كما يحدث في كل المهرجانات حيث تبدو أهمية التكتلات والثنائيات والتجمعات التي تزيد من تعميق روح حوار التجارب ولقاء الأجيال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©