السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الخلطة السحرية» تدق أبـواب الحلم الآســيوي

«الخلطة السحرية» تدق أبـواب الحلم الآســيوي
21 أكتوبر 2015 00:08
معتز الشامي (دبي) نجح الأهلي في تقديم نفسه أحد الكبار في قارة آسيا، وحسم المنافسة أمام ضيفه الهلال مساء أمس، ليصعد إلى نهائي دوري الأبطال أمام جوانجو الصيني أو كاشيما الياباني، وإن كان الفريق الصيني الأوفر حظاً لبلوغ المباراة الختامية، ويصبح الطرف الآخر من المواجهة المرتقبة، ويقام الذهاب 7 نوفمبر المقبل على استاد راشد، والعودة والتتويج باللقب 21 نوفمبر، في الصين أو اليابان، بحسب هوية الطرف المقابل لـ «الفرسان»، لكن للحديث عن كواليس الإنجاز الأول، في تاريخ الأهلي ببلوغ نهائي دوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخ «قلعة الفرسان»، ومن ثم وضع يد أولى على اللقب القاري، في انتظار ما تسفر عنه مواجهتي النهائي، كان لابد من الكشف عن حكايات وأسرار مسيرة المجد بالنسبة لـ «الأحمر». بداية الحكاية القصة لم تأت بالمصادفة، وبلوغ النهائي لم يكن بضربة حظ هنا أو تألق هناك، ولكن مقومات الهدف تم وضعها بالفعل منذ 4 سنوات، وهو التوجيه الأول والأهم، الذي أمر به سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، رئيس النادي الأهلي، حيث شدد سموه في أول اجتماع لمجلس الإدارة الجديدة في مايو 2010، على أهمية أن يتبوأ الأهلي مكانة مرموقة في المنافسات القارية بكل الألعاب وعلى رأسها كرة القدم. ومنذ تولي عبدالله النابودة، مسؤولية إدارة النادي وشركة الأهلي لكرة القدم، تحدد الهدف الأسمى في المنافسة المحلية، وتحقيق الإنجازات، ومن ثم الحصول على الدفعة اللازمة للمنافسة قارياً، صحيح أن الهدف كبير، والمهمة صعبة المنال، ولكنها في نهاية المطاف ليست مستحيلة، وبالتخطيط الفني، وإبرام التعاقدات والصفقات المميزة، وتوفير البيئة الاحترافية الإدارية داخل أروقة «القلعة الحمراء»، وزرع ثقافة الفوز والتمسك بالروح القتالية، يمكن الوصول إلى أبعد من ذلك. ورغم أن الأهلي خرج من نسخة العام الماضي للبطولة نفسها من الدور الأول، ولكن المتابع لمستوى «الأحمر»، أدرك أن الفريق لديه شخصية بطل قاري بدأت تتشكل بالفعل، حتى ولو ببطء، وبناء الشخصية القارية، تطلب الصبر والتخطيط والجهد والعرق والتضحيات، وهو ما تم في أروقة الأهلي. تغيير الأجانب جاء القرار الفني، بضم صفقات متميزة من الأجانب، وعلى أعلى مستوى، ووصل عدد من تعاقد معهم الأهلي، وقام بتغييرهم في الموسمين الماضيين، وصولاً إلى الرباعي الحالي، 12 لاعباً أجنبياً، بدأ بسياو وجرافيتي وخمينيز ورادوي، ثم انضم ريبيرو أفضل لاعب في الدوري البرازيلي، ويليه الكوري كيونج أبرز لاعب تكتيكي في كوريا الجنوبية، وقائد المنتخب الكوري الأولمبي، لتكون الضربة الثانية، وجدد الأهلي جلده تماماً من الأجانب، وخرج جرافيتي الهداف لمدة 3 مواسم متتالية، عن القافلة الحمراء، ومن بعده خمينيز وسياو ومونوز وقبلهم رادوي وهوجو، ليجد «الأحمر» ضالته في «العقرب» البرازيلي رودريجو ليما، والذي يلدغ في جزء من الثانية، ويسجل هدفاً دون أن يدري دفاع المنافسين، وأضاف موسى سو، وأبقى على السعيدي آسيوياً فقط، لعدم إنهاء صفقة سو قبل وقتها المحدد سلفاً، لكن تجانس وتفاهم الأجانب مع باقي تشكيلة الفريق، جعلت الأهلي يحتاج إلى الثلاثي الأجنبي فقط، كيونج وليما وريبيرو، ينما يدخل السعيدي في بعض دقائق اللعب خلال مباريات دوري الأبطال، وبذلك رحل عن الأهلي في الموسمين الأخيرين، كل من جرافيتي وسياو وخمينيز وهوجو ومونوز ورادوي، وكواريزما، واستمر مع الفريق ليما وريبيرو وكيونج وموسى سو، وأسامة السعيدي «آسيوياً». تجديد لكوزمين وبتغيير 7 أجانب والإبقاء على 5 حالياً ضمن قائمة الأهلي، نجح «الأحمر» في بلوغ ضالته، ليجني فوائد التخطيط الإداري والفني المتفوق، ومن قبله جني ثمار الاستقرار، وكانت خطوة التعاقد مع الروماني كوزمين صاحب الخبرات الكبيرة في الكرة الخليجية، والتعامل مع اللاعب الخليجي، هي أحد أهم قرارات إدارة الأهلي، وأكثرها تعقدياً وحساسية، لكن كوزمين كان هو الهدف الأهم لإدارة الأهلي، لأن المطلوب لم يكن مجرد المنافسة المحلية، ولكن بدء استعادة شخصية البطل المحلي، ثم الانطلاق من أجل شخصية المنافس القاري، وبما أن التنافس القاري أصبح محصوراً بين فرق غرب آسيا وتحديداً الإمارات والسعودية وقطر دون غيرها، كان يجب أن يكون المدرب على دراية بكيفية التعامل مع الكرة الخليجية، وأيضاً الكرة الإيرانية، ومن المدرب الذي يستطيع التفوق على «الروماني» في هذه الميزة، فلم تكتف الإدارة بالعقد الأول المبرم مع كوزمين بـ3 مواسم، ولكنها عادت وقررت التمديد له حتى 2018، وهو ما منح للفريق وجهاز الكرة في «القلعة الحمراء»، ميزة أكثر استقرار على المستوى النفسي والفني وأصبح واضحاً أن هناك هدفاً ما، من بقاء كوزمين، وبالتأكيد ليس الفوز بالألقاب المحلية فقط. وعمل كوزمين بالتنسيق مع الجهاز الإداري، والوجود المستمر والمتابعة من عبدالله النابودة رئيس مجلس الإدارة ورئيس شركة الأهلي لكرة القدم، على بدء زرع فكرة أن «الفرسان» فريق قادر على الوصول إلى نهائي آسيا، والمنافسة على اللقب، وكان لوجود 8 لاعبين دوليين في تشكيلة الأهلي، بالغ الأثر في سريان تلك الثقافة سريعاً، وبدون مشكلات في التنفيذ والتطبيق، وفريق يضم أكثر من نصف الجيل الذهبي لمنتخبنا الوطني، وأسماء مثل أحمد خليل والحمادي والجناحين هيكل وصنقور، وقلب الدفاع وليد عباس، وماجد حسن وحبيب الفردان في الوسط، لابد أن يقارع كبار آسيا، بعدما تولد في نفوس تلك الأسماء رغبة المنافسة الدائمة بعد نجاحاتهم الدولية مع المنتخب. معسكر إيطاليا ومع بداية الموسم الجاري ضمن الأهلي التألق أمام نفط طهران، عندما وضع الجهاز الفني بذرة المنافسة على السير بعيداً في البطولة الحالية، ورغبة بلوغ النهائي لدى اللاعبين، في معسكر إيطاليا وتحديداً في أول اجتماع للاعبين مع كوزمين خلال المعسكر بمدينة بورنيكو القريبة من ميلان، ووقتها أعلن كوزمين أن الهدف من التحضيرات ومواجهة أندية من العيار الثقيل بإيطاليا، وأولها الإنتر وأودينيزي ونادي مدينة بورنيكو قبلهما، هو زرع ثقافة اللعب بقوة أمام جميع الأندية، وعدم الخوف من اسم أو حجم أو سمعة وتاريخ المنافس، وشدد كوزمين في المعسكر الصيفي، الذي أقيم في يوليو وأغسطس الماضيين، على أهمية التحلي بثقافة الفوز وروح البطولة في أي مباراة يخوضها الفريق هذا الموسم، وقالها صراحة للاعبين«هدفنا المنافسة على لقب دوري أبطال آسيا، وعدم الاستسلام أو اليأس في أي مباراة»، وهي الجملة التي نقلها كوزمين للاعبيه قبل موقعة نفط طهران في ربع نهائي المحفل القاري، ووكان لها مفعول السحر في أداء «الأحمر» خلال مشوار البطولة حتى بلوغ النهائي. زرع بذرة نهائي «الأبطال 2015» في اجتمـاع مغلق بإيطاليا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©