الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحج رحلة مباركة تغرس في المسلم التقوى والإخلاص

الحج رحلة مباركة تغرس في المسلم التقوى والإخلاص
28 أكتوبر 2011 02:25
الحج أحد الأركان الخمسة التي بنى عليها الإسلام، وهو عبادة لا يكلف بها الإنسان المسلم إلا مرة واحدة في العمر، وهي لمن استطاع، وتجتمع فيه كل العبادات، التي تغرس في النفوس الإيمان والتقوى والإخلاص والجهاد، وتطهرها من نوازع الشر وتنمي استعدادها للسير في طريق الخيرات للفوز بالجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين ويقول الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية إن ‏‏ الحج في ظاهره أن يعقد المسلم النية إلى قصد بيت الله الحرام إن كان في أشهر الحج‏، ويقول الله عز وجل‏: «وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا » سورة الحج‏ آية 27، أي ماشين على أرجلهم‏، «وعلى كل ضامر» أي وهم راكبون،‏ عند استعانتهم بوسائل المواصلات المختلفة‏ كالخيل والإبل قديما‏ والسيارات والسفن والطائرات حديثا. (القاهرة) - يؤكد الدكتور علي جمعة أن أمة الإسلام هي الخلق أجمعون وتستجيب لنداء خالقها فى الحج مصداقا لقوله تعالى: «يأتين من كل فج عميق» أي أنهم يأتون من كل مكان حتى من القرى التي لا توجد على الخريطة وتجد الناس من كل لون، مضيفا أن الدعوة للإسلام موجهة للناس جميعا لأنهم جميعا مخاطبون بهذا الدين ليؤمنوا‏ لا فرق في ذلك بين أبيض وأسود‏، ولا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى‏،‏ فالإسلام نسق مفتوح،‏ ولم يجعل الله سبحانه وتعالى الإسلام للعرب فقط‏، ولا لجيل دون جيل‏،‏ ولا جنس دون جنس، ولا أمة دون أمة‏، ولا كلف الرجال وحرم النساء من التكليف‏، بل عامل كل إنسان معاملة واحدة‏.‏ وأوضح أن الحج من مكفرات الذنوب‏،‏ وإذا حج المسلم فإنه يرجع بصفحة بيضاء مع رب العالمين، لا يكون مثقلا بأي ذنب‏،‏ فلو أذنب ما بين السماء والأرض،‏ ولو رجع إلى الله بمثل تراب الأرض ذنوبا ثم جاءه تائبا لغفر له‏، وقال النبي صلى الله عليه وسلم‏: «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه». ويضيف ان الله سبحانه جعل البيت العتيق مثابة للناس وأمنا‏،‏ وأكرمه بنسبه إلى نفسه تشريفا وتحصينا وجعل زيارته والطواف به حجابا بين العبد وبين العذاب‏،‏ فهو حصن يستطيع به العبد أن يتقي عذاب الله، مشيراً إلى أن الحج ركن من أركان الإسلام‏،‏ فهو أيضا منفعة للمؤمن بأن يفتح صفحة جديدة مع ربه‏، ليغفر له الله ما تقدم من ذنبه‏. وعن صور الحج يقول إن هناك ثلاثة صور‏ للحج، الأولى هي الإفراد‏،‏ وذلك أن يقدم الحاج الحج وحده‏،‏ فإذا فرغ خرج إلى الحل،‏ وأحرم واعتمر، وهذا يسمى الحج المفرد أو الإفراد‏، والصورة الثانية هي القران‏، وفيها يجمع الحاج بين الحج والعمرة من دون أن يتحلل فيقول‏:‏ لبيك بحج وعمرة‏، فيصير محرما بهما معا‏،‏ وتكفيه أعمال الحج،‏ وتندرج العمرة تحت الحج حينئذ‏،‏ وعلى القارن دم شاة إلا المكي فإنه لا دم عليه‏.‏ محظورات الإحرام وبين أن الصورة الأخيرة للحج هي التمتع‏، حيث يجوز للحاج أن يتمتع بالعمرة إلى الحج‏،‏ بأن يحل بينهما‏،‏ وهو أن يجاوز الميقات محرما بعمرة ويتحلل بمكة بعد تأدية العمرة‏،‏ فينتهي منها ويتحلل‏، ويتمتع بمحظورات الإحرام وهو حلال طبعا إلى وقت الحج،‏ ثم يحرم بالحج من مكانه في مكة من دون أن يخرج إلى حل ولا إلى غيره‏،‏ ويلزمه دم شاة‏،‏ فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج قبل يوم النحر متفرقة أو متتابعة‏،‏ وسبعة إذا رجع إلى بلده متفرقة أو متتابعة‏.‏ وأوضح أن شروط صحة الحج أمران هما الإسلام‏ والوقت‏، ومعناه دخول أشهر الحج وهي‏‏ شوال وذو القعدة وذو الحجة، وأشار إلى أن هناك شروط الوجوب وأولها البلوغ‏،‏ فلا يجب الحج على الصغير الذي لم يبلغ الحلم، وثانيها العقل‏، فلا تكليف على مجنون‏، وثالثها الحرية‏، ورابعها وجود الزاد والراحلة. مدرسة ربانية ويقول الدكتور حسين شحاتة الأستاذ بجامعة الأزهر إن الحج مدرسة ربانية روحية لتربية النفس والسمو بها وتطهيرها وتنمية استعدادها للسير فى طريق الخير، مضيفا أن المسلم يتعلم في هذه المدرسة كيف يعيش في عبادة خالصة لله سبحانه وتعالى وأن يكبح الشهوات واللذائذ ونزوات الشر، ويتعود على التضحية والجهاد والالتزام بالطريق السوى، ويربي نفسه على حب الله ورسوله والولاء للإسلام كمنهج حياة. ويؤكد أن شعائره تغرس في الإنسان حب الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم وبأصحابه والمجاهدين الذين جاهدوا في الله حق جهاده، موضحا ان الحرص على الاستفادة من الدروس التربوية العظيمة لهذه الرحلة المباركة جزاؤه الجنة بأمر الله سبحانه وتعالى الذي وعد بذلك على لسان محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال: «الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة». العبادة والتوحيد وقال إن تحقيق العبادة والتوحيد في الحج وبلوغ روحانيته يكون باستشعار وحدانية الله سبحانه وتعالى من خلال وحدة المناسك والمشاعر والقصد والسعي والقول والدعاء، وكل هذا تجسيد حقيقي لمدلول «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده». ويضيف إن الشعور بالوحدانية يترسخ في نفوس المسلمين أهمية الوحدة والعمل في ظل جماعة واحدة حتى يتمكنوا من الانتصار على أعدائهم ويكونوا بحق خير أمة أخرجت للناس. وأوضح أن تأدية المناسك من طواف، والوقوف بعرفة، والسعي، والحلق والتقصير، والهدي تعود النفس على الطاعة والامتثال لأمر الله تعالى، مضيفا أن الحج تطهير للنفس البشرية من مظاهر الكبرياء والعظمة والغرور والتفاخر بالأنساب والألقاب ونوازع الشر. وأكد أن تزويد القلوب بالإيمان والتقوى من أهم مقاصد أداء مناسك الحج، مبينا أن النفس البشرية جبلت على حب الشهوات من النساء والبنين والأموال والتمتع بلذائذ الحياة الدنيا. ويقول فضيلة الشيخ فرحات المنجي الداعية الإسلامي إن المسلم مأمور بالاستفادة من دروس هذه الرحلة المباركة والوعي بمقاصدها ونيل ثوابها، مضيفا انه ينبغي الإعداد لأداء الفريضة وتهيئة النفس ماديا وروحيا بتوفير نفقات السفر ونفقات الأهل وتحري النفقة الحلال، والاغتسال ولبس ملابس الإحرام، وتجديد التوبة ومراجعة النفس وإصلاح النية، والتخلص من حقوق العباد. وقال إن من أهم السلوكيات التي يجب أن ينتبه لها المسلم في الحج أن يبتعد تماما عن الرفث والفسوق والجدال، موضحا انه لا يجوز للحاج أن يجهل على أحد أو يسب أحدا أو يؤذي أحدا ولا يجوز له الرعونة والطيش حتى ولو كان من أجل إتمام المناسك، فمرفوض شرعا المزاحمة على تقبيل الحجر أو التعلق بأستار الكعبة أو التزاحم في رمي الجمرات، وليس من الإسلام التخلي عن قيم اللين والحب والرحمة بكبار السن والمرأة والمرضى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©