الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تركيا وسوريا تتبادلان إغلاق الأجواء في وجه الطائرات المدنية

تركيا وسوريا تتبادلان إغلاق الأجواء في وجه الطائرات المدنية
15 أكتوبر 2012
تبادلت أنقرة ودمشق إغلاق الأجواء في وجه الطيران المدني للبلدين في استمرار للتصعيد بينهما على خلفية حادثة اعتراض السلطات التركية لطائرة الركاب السورية القادمة من موكسو الأربعاء الماضي ومصادرة بضائع على متنها قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إنها تتضمن ذخيرة وعتادا حربيا مرسلا للجيش السوري الأمر الذي تنفيه دمشق وموسكو. وفيما أجرى الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي العربي المشترك مباحثات في طهران أمس، تركزت على سبل إنهاء الأزمة السورية الناشبة منذ نحو 19 شهراً، واحتواء التوتر المتصاعد بين دمشق وأنقرة، حذرت “جبهة الأصوليين” في إيران الحكومة التركية من أي محاولة لاجتياح الأراضي السورية، قائلة إن طهران ستقف إلى جانب حليفها الرئيس بشار الأسد في أي حرب مقبلة تنفيذاً للاتفاقية الأمنية بين البلدين، متهمة أنقرة بقيادة “حرب بالوكالة” ضد “محور المقاومة والممانعة”. ومنعت دمشق الطائرات المدنية التركية من التحليق في الأجواء السورية، وفقاً لما ذكرته وسائل إعلام رسمية، وذلك في أعقاب تصعيد حدة التوترات بين الجارتين. ونقلت وكالة الأنباء السورية “سانا” عن بيان لوزارة الخارجية السورية قولها إن الخطوة تأتي رداً على حظر فرضته تركيا على الطائرات السورية. ودخل الحظر حيز التنفيذ في منتصف ليل السبت. وكانت تركيا قالت إنها عثرت على معدات عسكرية روسية الصنع على متن طائرة مدنية سورية أجبرتها على الهبوط في أنقرة الأربعاء الماضي. ونفت سورية الاتهام وقالت إن إجبار طائرتها على الهبوط هو “قرصنة جوية”، بينما أفادت موسكو أن الطائرة كانت تحمل قطع نظام رادار وهي شحنة قانونية من جهة قانونية إلى مستفيد قانوني. وجاء في بيان لوزارة الخارجية والمغتربين السورية نشرته وكالة الأنباء الرسمية “بناء على قرار الحكومة التركية منع تحليق الطيران المدني السوري فوق الأراضي التركية، قررت حكومة الجمهورية العربية السورية وعملاً بمبدأ المعاملة بالمثل، منع تحليق الطيران المدني التركي فوق الأراضي السورية اعتباراً من منتصف ليل السبت”. وأشارت الوزارة إلى أن الحكومة السورية “تأسف لقرار الحكومة التركية التصعيدي والذي يستهدف بالدرجة الأولى مصالح الشعب السوري”. وجاء حادث اعتراض الطائرة وسط تصعيد على الحدود بين سوريا وتركيا في المدة الأخيرة بعد تكرار سقوط قذائف مصدرها الجانب السوري على قرى حدودية تركية، مما دفع أنقرة إلى الرد بالمثل والتلويح بالتصعيد أشد. من ناحيته، أعلن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، أن بلاده أغلقت مجالها الجوي بوجه الرحلات المدنية السورية، غداة القرار بحق الطائرات التركية. ورداً على أسئلة الصحفيين خلال زيارة إلى قونية وسط تركيا، قال داود أوغلو “أغلقنا أمس (السبت) مجالنا الجوي بوجه الرحلات الجوية المدنية السورية كما فعلنا من قبل في وجه الطائرات العسكرية السورية”. وأضاف “بما أننا توصلنا إلى أن هذه الرحلات المدنية كانت تستخدم بشكل سيء من قبل وزارة الدفاع السورية لغاية نقل معدات عسكرية، فقد وجهنا السبت مذكرة للجانب السوري”. وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية في وقت سابق رداً على سؤال عما إذا كانت الطائرات السورية محظور عبورها الآن المجال الجوي التركي، “نعم.. الطائرات المدنية. الطائرات العسكرية كان محظور عبورها بالفعل من قبل”. وقبيل تصاعد التوتر على خلفية اعتراض الطائرة المدنية السورية، بحثت دمشق مع دبلوماسيين روس فكرة إنشاء لجنة مشتركة مع أنقرة لمراقبة الوضع على الحدود بين البلدين. ولهذا الغرض، أشار وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إلى ضرورة إيجاد قناة اتصال مباشرة بين سوريا وتركيا. وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء إن دمشق مستعدة لقبول اقتراح روسي بتشكيل لجنة سورية تركية مشتركة لمحاولة احتواء أعمال العنف الحدودية. لكن داود أوغلو رفض عرض التحاور مع نظام الرئيس بشار الأسد، قائلاً “نظام الرئيس السوري، ينبغي عليه أولاً إقامة قنوات اتصال مع شعبه”. وأضاف الوزير التركي بقوله “ بقدر ما أن نظام الأسد لا يسعى لبسط الاستقرار مع شعبه، وبقدر ما أنه فشل في وضع تطلعات شعبه ضمن أولوياته، ولا يبدي أي اهتمام لحياة مواطنيه، فإن فتح الباب لحوار معه، أمر لا معنى له”. ميدانياً، ساد هدوء حذر على الحدود بين تركيا وسوريا صباح أمس، في ظل تصاعد التوترات بينهما على خلفية حادثة الطائرة. وكان رئيس الوزراء التركي انتقد أمس الأول، مجلس الأمن الدولي لعدم اتخاذه إجراء بشأن سوريا قائلاً إن المجلس يكرر أخطاء أدت إلى مذابح في البوسنة في التسعينات. وفي إطار مساعيه لبلورة سبل لإنهاء الأزمة السورية، بدأ مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي مساء أمس، مباحثات في طهران مع كبار المسؤولين الإيرانيين. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية “إرنا” أن زيارة الإبراهيمي لإيران تأتي في إطار الجهود السياسية التي تبذلها طهران للمساعدة لحل أزمة سوريا. وهذه هي الزيارة الأولي للإبراهيمي إلى طهران بصفته مبعوثاً مشتركاً إلى سوريا. ومن المقرر أن يلتقي الدبلوماسي الجزائري المخضرم، وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي وأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي، كما تحدثت مصادر أخرى عن لقاء له مع الرئيس محمود نجاد قبل انتقاله اليوم إلى بغداد في ذات الخصوص.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©