الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

احذروا.. السرطان في عبوات البلاستيك

24 فبراير 2007 02:28
تحقيق- موزة خميس: يجهل الكثير من الناس في مختلف أنحاء العالم خطر المنتجات البلاستيكية التي يتم تعبئة السوائل أو الأطعمة فيها، لدرجة أن بعض الدول وضعت صحة مواطنيها فوق المصلحة المتعلقة بالجانب الإقتصادي فسارعت إلى فرض عقوبات على منتجي المستلزمات البلاستيكية التي لها ضرر مباشر على صحة الإنسان' ولكن ربما تكون هناك جهات لديها سلطة القرار ولكن تبقى للمصالح الاقتصادية بينها وبين أصحاب المصانع القوة المسيطرة والمهيمنة لدرجة عدم المسارعة والبحث والتدقيق للوقوف على نوعية المواد المنتجة ولن نأتي بجديد إن أوردنا ما تناقلته وسائل الإعلام المصرية عن قضية تلوث''قرب'' أكياس الدم التي بدل أن تساهم في المعافاة أدت إلى إصابة عدد لا يستهان به من المرضى بأمراض خطيرة، ولا تزال القضية مطروحة أمام القضاء المصري والسؤال الذي يدور هناك هو'' هل الأكياس ملوثة أم أن المادة المصنوع منها الأكياس تفككت واختلطت بالدم''؟ العودة الى الطبيعة الدكتور علي محمد الشوري- دكتوراة في التصنيع العضوي للبتروكيماويات، ويعمل في مجال المنتجات الغذائية الصحية، قال : إن البلاستيك هو عبارة عن البوليمرات المتضاعفة، حيث اجتهد الإنسان بصنع أشباه المنتجات كالسكر والدهون والنشاء، فأنتج أول وحدة صغيرة تسمى المونومير، وعندما تتضاعف هذه المادة يتحول المونومير إلى مادة البوليميرا، والبوليميرات تشمل الأصباغ والمواد البلاستيكية، واللدائن الأسفنجية وزيوت المحركات، ومن تلك المنتجات البلاستيكية، وبلاستيك الخاص بالاستعمال اليومي، وهذا أيضا ينقسم إلى عدة أنواع حسب التركيب الكيميائي، ومنه مادة '' بي في سي'' وهي المركب الأرخص والأسهل في الاستخدام، وعلى أساسه قامت منتجات عديدة، ومنها منتجات للاستهلاك الآدمي كعبوات الطعام، وعبوات الاستخدام المرة الواحده، لافتا إلى ان ''بي في سي'' أكثر المواد ضررا على الصحة· أخطر الأنواع المادة المستخدمة ضمن تصنيع المنتجات التي يستخدمها الإنسان هي أخطر الأنواع كحافظة للمواد الغذائية، ومنها كانت تصنع عبوات المياه التي كنا نستطيع كسرها، ولكنها الآن لو وضعت تحت عجلة السيارة فإنها لا تنكسر رغم أنها من البلاستيك، ولكن إن كان ضمن المكون للعبوات الخاصة بالأغذية الـ '' بي في سي'' فإن تلك العبوات تعد خطرة حتى بوجودها تحت الضوء أو الظل في حال دخول الأشعة فوق البنفسجية، فإنها تتفكك وتطلق مادة كلور التي هي عامل أساسي للإصابة بالسرطان، ولذلك فإن جهات كثيرة منعت جميع العبوات التي تم استخدامها للاستهلاك الآدمي، وتقوم الجهات المعنية بالتفتيش الصحي بأخذ عينات عشوائية من منتجات المصانع المطروحة في الأسواق، بشكل فجائي وتحليلها للإطمئنان على أن كل عبوة لا تشكل خطرا على الصحة· على الجميع التأكد من أن المواد المكونة للعبوات لا تتفكك مع الحرارة ولا البرودة الشديدة ، ولا تتفكك بالأشعة فوق البنفسجية، حتى لو كانت في الظل، وعدم تأثرها بالميكروبات فإن تفككت في الهواء أصبحت مضرة، ولذلك أنصح بالعودة إلى الطبيعة، خصوصا وإن المواد البلاستيكية ضارة بالبيئة لأنها قد يتم جمعها من البيوت والمحال ولكن إن تم رميها في الصحراء أو البحار والبحيرات والخيران فإنها لا تتحلل وتشكل خطرا على الثروة الحيوانية والسمكية· ضوابط وشروط ''عادل محمد السعيد غزاله كيميائي بكالوريوس كيمياء ويعمل في أحد المصانع في عجمان، قال بالرغم من خطورة ماجاء في الدراسات العلمية التي تحذر من المنتجات البلاستيكية المستخدمة للمواد الغذائية، إلا أنه إلى الآن لم يثبت بالدليل القاطع وجود مخاطر صحية، وإن كانت هناك مخاطر بيئية من استخدام أكياس البلاستيك الشفافة المصنوعة من خامي البولي بروبلين والبولي إيثلين، إلا أن وضع بعض الضوابط والشروط شرط أساسي يجب أن يلتزم به المصنعون والمنتجون، ومن هذه الضوابط أن يحظر على الشركات المصنعة للأكياس البلاستيكية التي تستخدم في تعبئة وتغليف الأطعمة، استخدام أي مواد معاد تدويرها بخلطها مع الخام الجديد، بهدف خفض كلفة الإنتاج· لأن الشركات التي تعمل على إعادة تدوير البلاستيك تقوم بجمع النفايات والمخلفات والعوادم وإعادة تدويرها، وتكون غالبا مجهولة المصدر، ولا يعرف ما إذا كان معبأ فيها من قبل، ثم تقوم ببيعها لأصحاب المصانع، وعلى المصنعين عدم استخدام أي تلوين للحافظات البلاستيك الخاصة بالغذاء، وكذلك على الأفراد عدم استخدام أكياس التسوق الملونة لحفظ الأطعمة، وعدم القيام بحرق أي كيس أو منتجات بلاستيك لأنها سوف تصدر غازات سامة مضرة· الخبز الساخن وقال إن وجدنا خبزا ساخنا معبأ في أكياس أو أي مواد غذائية ساخنة معبأة في أكياس بلاستيك فعلينا عدم شرائها حتى وإن كانت الأكياس شفافة وغير ملونة، وأيضا عندما تذهب لشراء''ساندويتش'' شطيرة من محطات البترول أو المطاعم، وكان مغلفا بالبلاستيك المصنوع من بوليمر ''بي في سي'' والعامل يقوم بتسخينة في مايكروويف، فلا تشتريه لأن ذلك شيء خطير لوجود احتمال كبير لتفاعل مابين المادة والمادة الغذائية التي تضر الصحة وبتكرار هذه العادة أو ذوبان جزء من البلاستيك والتصاقه بالطعام· الكندي: منع منتجات البلاستيك لن يحل المشكلة قال معالي محمد سعيد الكندي وزير البيئة والمياه خلال لقاء '' الاتحاد'' مع معاليه عن قضية البلاستيك وخطره على الصحة والبيئة: إن حكومة دولة الإمارات تولي البيئة والحياة البرية حماية خاصة ومشكلة تلوث البيئة بالبلاستيك لا تهدد البيئة المحلية فقط وإنما تؤثر على سمعتنا كوجهة سياحية ولها تأثيرها السلبي على حياتنا اليومية، ومن المعروف أن مادة البلاستيك يمكن أن تلوث الأرض وتطفو على المياه لعقود طويلة من الزمن·لافتا إلى أن هناك مئات الأطنان تغطي مياه الخليج وتلوث الشوطئ، ولكن يمكن إيجاد بدائل مثل الأكياس الورقية والزجاج، لكن منع منتجات البلاستيك لن يحل المشكلة وقد تم التوصل إلى بلاستيك قابل للتحلل في البيئة الطبيعية دون الحاجة إلى جمعه وإعادة تدويره· حماية البيئة إلى أي مدى تقوم الجهات المعنية بحماية البيئة'' وجمع المخلفات والنفايات وإعادة تدويرها'' بمراقبة ما يدخل ضمن المواد التي تنتج منها الأوعية المستخدمة في الغذاء؟ هل هناك آلية للتأكد الدائم والمستمر من العبوات والأكياس وأخذ عينات بشكل عشوائي وفجائي لضمان عدم الغش؟، وفيما يتعلق بالبلاستيك الذي يتحلل والذي أشار إليه معالي وزير المياه والبيئة، كان السؤال الذي لم نجد له إجابة ، هل يستخدم هذا النوع من المنتجات البلاستيكية التي تتحلل في دولة المنشأ ، أم سنكون نحن مصدر تجاربهم؟ وإلى أي مدى يصل ضمان عدم ضرره على صحتنا في حال استخدامه؟ وعندما يتحلل في الأرض، أين تذهب بقايا البلاستيك وهل هي مأمونة على تربتنا الزراعية؟ أم ستشكل خطرا على الزراعة؟ ومتى يتم إلزام أصحاب المصانع وشركائهم من الجهات التي تبيع لهم المخلفات بإنتاج مواد بلاستيكية آمنة على الصحة على المدى البعيد؟، وتفرض عليهم أحكاما مشددة في حال ثبوت خطر منتجاتهم على صحتنا؟! دوخة لابد منها و استهلال ضروري '' الاتحاد'' أجرت عدة اتصالات للقاء مع بعض الشخصيات ومع جهات لها علاقة بالبيئة وقضية خطورة البلاستيك ، وكانت النتيجة أن قسم حماية البيئة في بلدية الشارقة متمثلة في عاطف الزرعوني طلب إرسال رسالة فيها الأسئلة فتم إرسال رسالة مرفق ضمنها المعلومات المذكورة في الموضوع مع الأسئلة، وبعد انتهاء إجازة نهاية الأسبوع أخبرنا أن الرسالة تم تحويلها للشيخة رشا القاسمي بحيث يتم إرسال الأسئلة للجهة المختصة وهي المختبر، ولكن الشيخة رشا خرجت في إجازة والمختبر لم يحصل على تصريح أو إذن بالتحدث ثم أوضح عاطف الزرعوني فيما بعد أن الجهة المسؤولة عن حماية المستهلك من خطر البلاستيك هي هيئة البيئة والمحميات الطبيعية· تم الإتصال بالدكتور شبر الوداعي- رئيس قسم التثقيف البيئي في هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة حيث قال إن هذا النوع من الرقابة مسؤولية قسم رقابة الأغذية والمختبر الصحي في البلدية، وإن هيئة البيئة تضع الخطط والدراسات والبرامج التي ترمي إلى تنظيف البيئة والمحافظة عليها· كما اتصلت ''الاتحاد '' مع حبيبة المرعشي رئيس مجلس إدارةمجموعة الامارات للبيئة عضو المساحة العالمي للأمم المتحدة والدكتورة مشكان العور الأمين العام المساعد لمؤسسة زايد للبيئة ولكن لم نستطع إيجاد إجابة منهما بسبب ازدحام برنامجهما وتضارب مواعيد اتصالنا بهما مع أوقات الفراغ، وكان السؤال هو إلى أي مدى تقوم الجهات المعنية بحماية البيئة- وجمع المخلفات والنفايات وإعادة تدويرها- بمراقبة ما يدخل ضمن المواد التي تنتج منها الأوعية المستخدمة في الغذاء؟ هل هناك آلية للتأكد الدائم والمستمر من العبوات والأكياس وأخذ عينات بشكل عشوائي وفجائي لضمان عدم الغش؟ السؤال يبقى مطروحا وينتظر الإجابة· سرطان البلاستيك في الفريزر والميكرويف أصدرت جامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة شروطا للوقاية من خطر الحاويات والأواني البلاستيكية، ومنها منع وضعها في الميكروويف''عدم وضع أي قنينة بلاستيك في الفريزر'' عدم وضع أي مأكولات ملفوفة بالبلاستيك في الميكروويف· تحتوي مادة البلاستيك على مادة الديكوسين الكيميائية التي تسبب مرض السرطان خاصة سرطان الثدي· تقوم عملية تجميد بعض القناني البلاستيكية على تحرير مادة الديكوسين السامة من البلاستيك، وبالتالي تختلط مع الماء أو سوائل أخرى· الدكتور أدوارد فوجيموتو من مستشفى كاسل نصح باستخدام البايركس والأواني السيراميك لتسخين الطعام، والتحذير من الميلامين· وجود الدهون تحت درجة حرارة عالية يحرر الديكوسين من البلاستيك ليختلط مع الطعام ويتجه في النهاية إلى خلايا الجسم· ذكر الدكتور إدوارد أن مطاعم الوجبات السريعة'' في أمريكا'' قامت بالتخلي عن الأوعية الرغوية أو المصنوعة من الفلين واستبدلوها بالورق والسبب'' الديكوسين'' عدم تغليف الفواكة والخضار باللفائف النايلون وعدم تغطية الأواني بتلك المادة، وخصوصا في حال التبريد العالي أو التسخين· على المختبرات الصحية فحص المنتجات البلاستيكية المستخدمة للأغراض الغذائية بأخذ عينات من السوق، كي لا يقع المستهلك ضحية غش بعض المصانع بإضافة المواد المعاد تدويرها ضمن الخام الجديد لتحقيق ربح أعلى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©