الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ثلاثية «الأبيض الصغير» في نهائيات كأس العالم مشـــــــاركة للنسيان

ثلاثية «الأبيض الصغير» في نهائيات كأس العالم مشـــــــاركة للنسيان
26 أكتوبر 2013 01:42
تلقى الشارع الرياضي في الإمارات صدمة مفاجئة، على عكس سير التيار، لخروج منتخبنا الوطني للناشئين، من الدور الأول لمنافسات كأس العالم التي تستضيفها الإمارات على ملاعبها حالياً خلال الفترة من 17 أكتوبر الجاري إلى 8 نوفمبر المقبل، فلم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يودع «الأبيض الصغير» البطولة بحصيلة «صفرية» من النقاط، وبثلاث خسائر موجعة، إحداهما بستة أهداف مقابل هدف، رغم أن المشهد كان يوحي في البداية أن هذا الفريق، وبموجب نتائجه في التجارب الإعدادية، قادر على تحقيق المفاجأة، وترك بصمة تسجل باسمه في سجلات الكرة الإماراتية، فقد كان نداً قوياً لكل من المكسيك، والأرجنتين وكوت ديفوار، وتعادل معها جميعاً في معسكر إسبانيا بنتيجة واحدة، وهي 1 - 1 ، ثم فاز على بنما بأربعة أهداف مقابل لا شيء، وكلها منتخبات تأهلت من المنافسات القارية لنهائيات كأس العالم للناشئين، كما أنه سبق له الفوز على منتخبي الناشئين والشباب في ماليزيا، وسلوفاكيا، وفريقي بيشكتاش، وجلطة سراي في تركيا، وفاز على نيوزيلندا في الإمارات بالتجربة الأخيرة. وبعيداً عن هذه المعطيات والدعم الكبير الذي ناله هذا الفريق من اتحاد الكرة بتوفير كل متطلبات النجاح، كانت تعيش الكرة الإماراتية أجواء انتصارية رائعة، فالمنتخب الأول هو بطل الخليج في البحرين أول العام الحالي، وأول مجموعته في التصفيات الآسيوية لنهائيات «أستراليا 2015»، ومنتخبها مواليد 98 هو بطل الخليج في قطر منتصف العام، والساحة مهيأة لتحقيق اختراق آخر على المستوى العالمي، بعد الإنجاز الذي حققه منتخب الشباب في مصر عام 2009 عندما تألق في النهائيات، من ربع النهائي، وهو على بعد خطوة من المربع الذهبي، إلا أن الرياح جاءت على عكس ما تشتهيه السفن، ورغم التصريحات القوية التي أدلى بها راشد عامر المدير الفني، والتي تمنى فيها قبل انطلاق البطولة بساعات أن يكون منتخبه هو حديث البطولة، جاءت المشاركة مخيبة لآماله قبل آمال الآخرين، ونحن حينما نكتب هذه السطور لا نستهدف منها جلد الذات، أو الضغط على الجروح، لكننا نستهدف وضع النقاط فوق الحروف، حتى نستلهم منها الدروس والعبر للمرات القادمة، خاصة أن الكرة الإماراتية في المجمل تسير بخطى ثابتة على المسارين الخليجي والآسيوي، ومعها أصبحت الطموحات متصاعدة إلى آفاق أرحب على ضوء إنجازات المنتخبات في مختلف المراحل السنية، وبمختلف المسابقات، خاصة أن مشاركتنا الأخيرة في كأس العالم للناشئين كانت عام 2009 في نيجيريا، وشهدت تأهل «أبيض الناشئين» بقيادة على إبراهيم إلى دور الـ 16، ثم خروجه بشكل مشرف عند الخسارة أمام تركيا. جرح عميق ومن الأسباب التي عمقت الجرح أيضاً أن البلد المضيف، والذي وفر كل عوامل النجاح للبطولة، كان من أوائل المودعين، وأن اللاعبين أنفسهم والجهاز الفني بذلوا جهداً كبيراً على مدار 18 شهراً، ولم يقضوا معظم شهر رمضان بين أسرهم، ولا العيدين تقريباً، ولم يهنأوا بالراحة الكافية طوال تلك الفترة، بل ضحوا بالكثير من أجل تحقيق الفرحة، وكان الشارع الرياضي يتابعهم بكثير من الإعجاب، وبمزيد من التفاؤل، لكن المحصلة في النهاية جاءت مخيبة للآمال من الأوجه كافة، فلا أداء، ولا قتال، ولا حماس، ولا تنظيم، ولا انضباط، ولا تمركز، ولا خطورة، ولا رغبة في الانتصار، وكلها صبت في النهاية في خانة واحدة وهي «لا نتائج إيجابية»، بل خسائر متتالية، وإصابات متكررة، ومعاناة دائمة، وإحباط مستمر من بداية اللقاء الأول أمام هندوراس، وحتى نهاية المباراة في اللقاء الثالث والأخير بالدور التمهيدي أمام سلوفاكيا، وكان الفريق للأسف في كل مباراة كأنه يعيش وتعيش معه الجماهير فصلاً من فصول كابوس طويل، أعلى طموحات كل أطرافه أن ينتهي مهما كانت النهاية مؤسفة. بداية متعثرة وفي مباراة هندوراس الافتتاحية تفوق الفريق الضيف في كل شيء، وتسديداته على المرمى كانت 14 تسديدة على مدار الشوطين مقابل 5 فقط لمنتخبنا الوطني، ونسبة استحواذه على الكرة كانت 59 % مقابل 41 % لـ الأبيض الصغير»، وكان الأكثر انضباطاً، والأوفر حظا في اللعب الجماعي والتحرك السريع من الخلف للأمام، والعكس في مجموعات، وقد استفاد بشكل جيد من طرد لاعبنا سلطان الشامسي، وتمكن من انتزاع الفوز الأول بنتيجة 2 - 1 وسط 8650 مشجعاً جاؤوا لمؤازرة «الأبيض» على ستاد محمد بن زايد، وفي المقابل واجه منتخبنا سوء حظ كبير، فقد بدأ مرتبكاً، مندهشاً، مفككاً، حتى تلقى الهدف الأول، وعندما حاول توحيد صفوفه، واستعادة زمام المبادرة تلقى أحد لاعبيه المهمين وهو سلطان الشامسي البطاقة الصفراء في الدقيقة 25 من اللقاء، وبعد أن أدرك التعادل، لم يكتف به، بل كان طامحاً في الفوز، فتلقى صدمة أخرى بإصابة مدافعه خالد درويش بالغضروف، ثم تلقيه الهدف الثاني قبل نهاية المباراة. 25 تسديدة لـ «السامبا» وفي مباراة البرازيل في الجولة الثانية من الدور التمهيدي نفسه كان الفوارق هائلة، فلم يصدق أبناؤنا الصغار أنهم في حضرة السامبا، وكانت لغة الأرقام هي من تجسد تلك الفوارق، وفي الوقت الذي سدد فيه لاعبونا على مرمى البرازيل 5 تسديدات على مدار الشوطين، عوقب حارسنا الصغير محمد حسن بـ 35 تسديدة، وفي الوقت الذي حصلنا فيه على ركنيتين، حصل منتخب البرازيل على 5 ركنيات، وفي الوقت الذي كان فيه السامبا متقدماً بثلاثة أهداف وأربعة أهداف مقابل لا شيء، كان منتخبنا مازال متراجعاً لا يهاجم، وبناء عليه جاءت النتيجة كبيرة «6 - 1»، ومعبرة عن فارق المستوى بين الطرفين، وجاءت أيضاً نسب الاستحواذ ليس بينهما مقارنة فالبرازيل 72 % ، ومنتخبنا 28 % فقط، وكانت تلك المباراة بمثابة الصدمة العصبية للفريق في البطولة، لأنه وضع أمام اللاعبين حلقة ضيقة للغاية لا يزيد قطرها على 5 سنتيمترات، والمطلوب أن يمر منها شخص ضخم، حتى يصل إلى الدور التالي، والأكثر من ذلك أنه تلقى صدمتين بإصابتين إضافيتين في الغضروف والركبة، أحداهما لفراس فيروز، والثانية لعبدالله الحمادي، وكلاهما انضم لقائمة الغيابات عن المباراة الثالثة. عبء ثقيل وفي مواجهة سلوفاكيا كان العبء ثقيلاً على اللاعبين، وكان الضغط شديداً، وهم صغار السن، ورغم أنهم تعاهدوا على تحسين الصورة، إلا أن المشهد لم يختلف كثيراً، ولم تستمر البداية القوية لأكثر من 10 دقائق، بعدها استعاد الفريق السلوفاكي زمام المبادرة، ورغم أن الفريق المنافس عانى من النقص العددي طوال الشوط الثاني، وهو الذي دفع فيه راشد عامر بكل أوراقه الهجومية لتعويض التأخر بهدف، إلا أن الخطورة والمحاولات ظلت أكثر للفريق السلوفاكي، وجاءت إحصاءات تلك المباراة معبرة تماماً عن أفضلية الضيف، وفي الوقت لم يسدد فيه منتخبنا إلا 3 مرات على مرمى الفريق السلوفاكي، تمكن المنافس من توجيه 13 تسديدة في اتجاه مرمى حارسنا محمد حسن الذي كان بالمناسبة أفضل لاعبي الفريق في هذه المباراة. وفي الوقت الذي حصل فيه الفريق السلوفاكي على 3 ركنيات لم يحصل «الأبيض الصغير» إلا على ركنية واحدة، وتمكن الفريق الضيف من ترجمة محاولاته وأفضليته إلى هدفين مقابل لا شيء لـ «الابيض»، وجاءت نسبة استحواذ 52 % للسلوفاك، مقابل 48 % لحميد سالمينا ورفاقه حتى ودع «الأبيض الصغير» البطولة من الدور الأول تاركاً الساحة لـ 16 فريقاً آخراً في مباريات خروج المغلوب بالأدوار النهائية. صفر «حرة» وبالحساب الإجمالي للأرقام يمكن أن نقول وبملء الفم إنها مشاركة للنسيان، وفي المباريات الثلاث سجل فريقنا هدفين فقط، واستقبل 10 أهداف، وسدد لاعبوه 13 مرة طوال الـ 270 دقيقة، منها 8 فقط في المرمى، ووقع لاعبوه في مصيدة التسلل 5 مرات، وحصل على 8 ركنيات، وأسوأ ما في الموضوع أن البطولة كلها لم تشهد ولا ركلة حرة ناجحة من لاعبي منتخبنا، فحصل الفريق في هذا البند وفقاً للإحصاءات المعتمدة على «درجة الصفر»، كما حصل 7 لاعبين على بطاقات صفراء، وواحد على البطاقة الحمراء، وكلها أرقام ليست لها أدنى علاقة بالأرقام التي كان يحققها «الأبيض» في مبارياته التجريبية، وكأنها كانت «الخديعة الكبرى» من كل من واجهناه في تلك التجارب. الإقناع والإمتاع أقل وحول المشاركة المخيبة للآمال، يقول محمد عبدالله بن بدوه مدير البطولة، إنه حزين للغاية لخروج منتخبنا الوطني من المنافسات، لأن خروج صاحب الأرض يجعل البطولة بالنسبة للمنظمين أقل إمتاعاً، مشيراً إلى أن اللجنة المنظمة كانت تعمل طوال الفترات السابقة، بعين على التنظيم والاستضافة، وعين أخرى على الفريق، لكنها وجدت ما لم تكن تتمناه في الفريق. وعندما سألناه عن تحليله الشخصي لهذا الظهور السلبي لمنتخبنا قال: «أنا أقول إن اللاعبين ما زالوا صغاراً، وأن المستقبل أمامهم كبير، وبالتالي فلو تطرقنا إلى أسباب الخسائر يجب أن تكون من زاوية استيعاب التجربة، والاستفادة من الدروس، وبالنسبة لي أقول إنني فوجئت بالنتائج مثلي مثل الجهاز الفني والجماهير، حيث إنني كنت أتوقع أن يصل منتخبنا على الأقل إلى دور الـ 16، إن لم يكن أكثر من ذلك، ولم أتوقع أبدا أن يخرج من الدور الأول وبثلاث خسائر. وقال: من خلال متابعتي وإن كنا نبحث عن سبب للخسائر، ولعدم ظهور اللاعبين بمستواهم المعروف وللإصابات المتكررة، يمكن أن يكون ذلك ناتجاً عن الإجهاد، كما أنهم من الممكن أن يكونوا قد تأثروا بضغوط الإعلام والجماهير، ونحن لا يجب أن نقسو عليهم، لأن كأس العالم للناشئين ليست نهاية المطاف، فهم في بداية الطريق، وبهم خامات طيبة. وعما إذا كان خروج صاحب الأرض سوف يؤثر سلباً على الحضور الجماهيري، قال: الحضور الجماهيري لم يكن كبيراً في مباريات «الأبيض»، ونحن نستضيف 6 مجموعات، في 6 مدن، وفريقنا كان يلعب في مجموعة واحدة، ومن خلال متابعاتنا، فإن باقي المجموعات فيها حضور جماهيري متميز، وأتوقع أن يتزايد في الأدوار النهائية، لأن الصفوة من المنتخبات هي التي تصل إلى تلك الأدوار، وكل المؤشرات تؤكد أن المستوى الفني سوف يتزايد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©