الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حقل «ليبرا» في البرازيل يجتذب كبريات شركات النفط

حقل «ليبرا» في البرازيل يجتذب كبريات شركات النفط
25 أكتوبر 2013 22:18
فاز تحالف شركات «كونسرتيوم» دولي يضم شركات رويال داتش شل البريطانية الهولندية، وتوتال الفرنسية، و«سي.إن.بي.سي» و«سي.إن.أو.أو.سي» الصينيتين مؤخرا بحقوق التنقيب عن النفط في حقل كامبو دي ليبرا البحري في البرازيل. كانت الحكومة البرازيلية قد طالبت بالحصول على 41,65% من إنتاج الحقل من الكونسرتيوم الفائز. وقد قدم اتحاد الشركات الدولي أقل نسبة له من إنتاج الحقل. وشاركت 11 شركة في المزاد على حقوق التنقيب في حقل كمبو دي ليبرا الواقع في المحيط الأطلسي، الذي يعد الأول فيما يعرف باستكشافات البرازيل تحت الملحية العملاقة التي كانت شركة بتروبراس قد أعلنت عنها في عام 2007 في عهد رئيس البرازيل السابق لويز ايناسيو لولا داسيلفا. وتسمى هذه الاستكشافات تحت ملحية لأنها تقع أسفل طبقة ملحية سمكها كيلو متران تحت قاع المحيط الأطلسي. يتراوح إجمالي ما يحتويه حقل ليبرا بين ثمانية مليارات و12 مليار برميل مكافئ نفط أو ما يعادل إنتاج الولايات المتحدة من النفط لأربع سنوات بالمتوسطات الراهنة، أو ما يعادل الناتج الإجمالي المحلي لدولة مثل النمسا. ورغم ذلك لم يحظ المزاد بالإقبال والتنافس المتوقعين. إذ لم تتقدم سوى 11 شركة من إجمالي 40 شركة متوقعة كان من المتوقع أن تتقدم للمزاد في أواخر شهر سبتمبر الماضي. وفي الوقت الذي سارعت فيه شركات نفط وطنية من شتى الدول إلى الدخول في هذا المزاد، إلا أن بعض كبريات شركات القطاع الخاص عزفت عن الخوض في هذه الفرصة مثل شيفرون وإكسون موبل وبي بي. وقد ترتب على ذلك أن أصبح مشروع البرازيل للنفط تحت الملحي مشروعاً مشتركاً مع دول أجنبية. وقال إيفان سيما المحلل في مؤسسة وود ماكنزي لاستشارات النفط: «كنا نتوقع إقبالاً أكبر كثيراً من كبريات شركات النفط الدولية». ولا تقتصر أهمية نجاح مزاد ليبرا على كونه حقلاً نفطياً واعداً، بل لأنه يعتبر اختباراً لمدى نجاح النمط الجديد لصناعة النفط البرازيلية الذي صاغته حكومة حزب العمال الذي يمثل يسار الوسط في عهد رئيسة البرازيل الحالية ديلما روسف. هذا النمط يجعل بتروبراس المشغل الحصري مع حصولها على حصة 30% في جميع حقول المنطقة التحت ملحية التي تقع على مسافة مئات الكيلومترات قبالة الساحل البرازيلي. ونظراً لأنه سبق بالفعل تنقيب حقل ليبرا فإنه يعتبر أقل مجازفة من الحقول البكر الأخرى. ولذلك تفرض الحكومة البرازيلية إتاوة توقيع تبلغ 15 مليار ريال برازيلي (6.8 مليار دولار) على مجموعة الشركات الفائزة وهو مبلغ يعتبر بالغ الضخامة، حسب المعايير القياسية الدولية. كما يعتبر النمط الجديد للحقول التحت ملحية عقد تقاسم الإنتاج بدلاً عن النمط المرتكز على حقوق الامتياز الذي لا يزال سارياً على حقول أخرى في البرازيل. وبموجب عقد تقاسم الإنتاج تحتفظ الحكومة البرازيلية بملكية المورد مع السماح للمشغل بالربح من بيع حصة من النفط، بينما يقضي نموذج حق الامتياز بامتلاك الشركة للمورد مع دفع حصة للدولة على هيئة ضرائب وإتاوات. جذب المزاد اهتماماً دولياً كبيراً من شركات نفط الصين الكبرى الثلاث: شركة الصين الوطنية للبترول الشركة الأم لبتروتشاينا وشركة ساينوبك التي دخلت من خلال مشروع مشترك مع شركة ريبسول الإسبانية وشركة كنوك. وهناك شركات وطنية أخرى شاركت في المزاد، من ضمنها شركة أو إن جي سي فايدش الهندية وبتروناس الماليزية وايكوبترول الكولومبية. كما تشارك أيضاً رويال دتش شل الأنجلوهولندية وتوتال الفرنسية ومتسيوي اليابانية. وغاب عن المزاد إضافة إلى الشركات الأميركية وبي بي، شركة بي جي البريطانية التي لها حضور كبير في البرازيل. ويتردد في بعض الأوساط أن غياب شيفرون وإكسون يعود سببه إلى الجدل حول قيام الولايات المتحدة بالتجسس على البرازيل وبالتالي على شركة بتروباس. غير أن محللين قالوا إن حقل ليبرا ينطوي على تحديات تشغيلية صعبة أمام المشاركين من القطاع الخاص، أولاً لأنه بالنظر إلى أنه لم يتم التنقيب سوى عن حقل واحد فإن الأمر محفوف بمخاطر كبيرة مع ضخامة إتاوة التوقيع الضخمة، ثانياً هناك مسألة الشراكة مع بتروبراس. إذ أن سجل الشركة يضم أكبر برنامج إنفاق مؤسساتي في العالم يبلغ حجمه 237 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة حتى عام 2017، يشمل كافة البنود ابتداءً بالاستكشاف والإنتاج وانتهاءً ببناء المصافي. وفي ظل دعم وقود حكومي يستنزف موارد الشركة النقدية، تضطر بتروبراس إلى استيراد البنزين بأسعار دولية وبيعه بأسعار خاسرة في السوق المحلية، الأمر الذي يشكل قيوداً صعبة على ماليات الشركة. ومن المنتظر أن يكون المستثمرون الخارجيون في حقل ليبرا مجرد مشاركين صامتين لبتروبراس التي تتولى تشغيل الحقول. وما يزيد الأمر تعقيداً أن الحكومة البرازيلية بصدد تشكيل شركة وطنية تسمى بريسال بتروليو من المقرر أن تمثل المصالح الاتحادية بشكل مباشر في الحقول التحت الملحية. ولكن لا أحد يعرف من الذي سيرأس تلك الشركة أو الدور الذي ستقوم به على أرض الواقع. وقال سيما المحلل في وود ماكنزي إن تلك التعقيدات جعلت بعض كبريات شركات النفط الدولية تعزف عن الخوض في مزاد حقل ليبرا. عن - فاينانشيال تايمز ترجمة - عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©