الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء: دبي نموذج عالمي لمدن المستقبل الذكية

خبراء: دبي نموذج عالمي لمدن المستقبل الذكية
9 نوفمبر 2014 23:20
دبي (الاتحاد) أكد خبراء عالميون أن دبي نجحت خلال فترة وجيزة في حجز مركز الصدارة في قائمة المدن الذكية على مستوى العالم، وأن تصبح نموذجاً يحتذي لما يمكن أن تكون عليه مدن المستقبل الذكية. وأكد الخبراء أن دبي سخرت التقنيات الحديثة لتسهيل النفاذ للخدمات وإسعاد الناس، دون أن تطغى هذه التكنولوجيا على روح المدينة، وتطويعها كأداة ممكنة للمحافظة على الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وأشاروا، خلال ندوة مدن المستقبل، التي عقدت على هامش أعمال قمة مجالس الأجندة العالمية، إلى أن تجربة دولة الإمارات على وجه العموم ودبي على وجه الخصوص، في تطوير مدن المستقبل، تعد تجربة متفردة يصعب استنساخها أو تكرارها، لكن هناك الكثير من الذي يمكن لمدن العالم الاستفادة منه، مؤكدين أن دبي سبقت جميع مدن المنطقة في التخطيط المدروس بعيد المدى القائم على رؤية شاملة للمستقبل. ولفت الخبراء إلى أن دبي توفر اليوم مفهوماً جديداً لمدن المستقبل ونموذجاً قادراً على توظيف الموارد بالشكل الأمثل بطريقة مبتكرة، تركز على تقديم أفضل الخدمات وتسهيل حياة السكان بشكل يواكب أفضل الممارسات حول العالم. وتحدث في الندوة كل من البروفيسور عماد الحاج بكلية الهندسة والعمارة بالجامعة الأميركية في بيروت، وأنيل مينون رئيس قسم المجتمعات الذكية في شركة سيسكو سيستمز، بالإضافة إلى أوليفر كان رئيس الاتصالات في المنتدى الاقتصادي العالمي الذي أداء الجلسة. وشدد المتحدثون على أهمية الدور الذي تلعبه التكنولوجيا في بناء مدن المستقبل، مؤكدين أهمية اتاحة التكنولوجيا للجميع دون تميز وألا تكون متاحة فقط لم يستطيعون الدفع وتحمل كلفتها. وقال هؤلاء إن المدن الذكية يجب ألا تفقد المكان روحه وثراءه، مؤكدين أن هذه التكنولوجيا لن يكتب لها النجاح ما لم تمكن المدن من المحافظة على استدامتها، مؤكدين أن التحوّل إلى مدينة ذكية يتم إدارتها وقيادتها وفق أعلى المعايير الذكية والمتطوّرة، من شأنه أن يعود بالنفع الكبير على مستوى دفع الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة وزيادة الإنتاجية وتحفيز روح الابتكار والإبداع في مختلف المجالات الحيويّة، فضلاً عن المساهمة الفاعلة في ترشيد استهلاك الطاقة وإدارة المناطق الحضرية والموارد الطبيعيّة بشكل أكثر فعالية». وأشاروا إلى أن بناء مدينة ذكيّة تتسّم بالمرونة والكفاءة العالية يتطلّب الالتزام والتنسيق والمواءمة بين جميع الأطراف من الجهات الحكوميّة والشركات العامّة والخاصّة والمجتمع المدني، لافتين إلى أن ذلك لا يتحقّق إلّا بتضافر الجهود وتفعيل أواصر العلاقات المشتركة في سبيل إرساء معايير ونظم جديدة عمادها الاستدامة وتوفير الحياة الرغيدة للسكّان. وقال عماد الحاج، الأستاذ المشارك في الجامعة الأميركية في بيروت، إنه بالرغم من السعي المستمر لتطوير مفاهيم مدن المستقبل فإنها علينا الحفاظ على العامل البشري بالدرجة الأولى والتنمية المستدامة»، لافتاً إلى أن «التكنولوجيا تركت آثاراً بخصوص مسألة التواصل بين الناس، وأضاف «المشكلة الأكبر التي تواجه بعض الدول هي عدم توافر خدمات أصلاً قبل الحديث عن قدرة السكان على الدفع مقابل الخدمة، لافتاً إلى أن توظيف التكنولوجيا في سبيل تحسين الخدمات ورفع مستوى جودتها أمر هام ويشكل مصدراً للإيرادات». وأكد أهمية أن لا تكون الخدمات متاحة للشرائح القادرة على الدفع فقط بل عليها أن تحسن مستوى العيش في المدينة بشكل عام ما يدعم بيئة الأعمال والقدرة على استقطاب الاستثمارات. وأوضح أن التدفق السكاني سيحد من فعالية المدن إذ يجب التركيز على كيفية استهلاك الموارد والتأثيرات الناجمة عنها والعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للتعامل مع النمو السكاني بشكل لا يؤثر على فعالية وجودة الخدمات، مشدداً على أهمية تنمية الأرياف والتجمعات السكانية الصغيرة والمتوسطة بشكل يخفف الضغط على المدن الكبيرة. وأكد أن دبي تمتلك تجربة مذهلة من الصعب أن تتكرر في معظم مدن المنطقة»، لافتاً إلى أن «مفهوم المدينة الحديثة ساعدت دبي على تطبيق أفضل التجارب في مجال الخدمات في ظل جودة بنيتها التحتية وقدرتها على مواكبة التطورات باستمرار في طريق الوصول إلى المدينة الذكية. ولفت إلى أن تطبيق الإمارات لأفضل الممارسات في المدن والدعم المتواصل لتقديم أكثر الخدمات جودة سيعزز من موقعها في مؤشر التنافسية العالمي خلال السنوات المقبلة، مشيراً إلى أن دبي تقدم اليوم نموذجاً هاماً لطبيعة المدن الذكية مستقبلاً. وبين أنه بالنسبة لمعظم مدن المنطقة فإنها ستواجه تحديات كبيرة في طريقها للتحول الذكي المستدام لأن بناها التحتية لا تواكب أسس المدن العصرية وهناك تكلفة اقتصادية مرتفعة للغاية فيما لو حاولت تطبيق نماذج المدن الحديثة. وقال رئيس المجتمعات الذكية المتصلة ونائب المدير التنفيذي للعولمة في شركة سيسكو سيستمز، أنيل مينون إن «ظاهرة التمدن أصبحت مشكلة تواجه مختلف أقاليم العالم مع التدفق المستمر للسكان إلى المدن الكبيرة وظهور مجمعات سكانية جديدة باستمرار، ما يبزر تحديات كبيرة تتصل بمدى توافر الخدمات وسهولة الوصول إليها وغيرها من المشكلات الصحية التي تظهر فيها». وأضاف «سنحتاج إلى المزيد من المدن مستقبلاً لكن علينا القيام بذلك بطريقة مختلفة واستخدام وتوظيف التكنولوجيا لتحسين مستوى العيش وتسهيل حركة التنقل، فضلاً عن توفير المرافق الصحية والاجتماعية اللازمة للسكان»، مشيراً إلى أهمية أن «تكون المدن الجديدة قادرة على مواكبة التغيرات التي تحصل سريعاً من خلال توفير بنية تحتية يمكن تطويرها باستمرار». وشدد على أهمية نظم الرعاية الصحية وتقديم الخدمات للسكان بطرق مبتكرة وجديدة تمكنهم من الحصول على الخدمات في الوقت الحقيقي، لافتاً إلى أهمية «وجود تعاون بين القطاع الخاص والعام لتحسين مستوى الخدمات عموماً». ولفت إلى أهمية التركيز على التطوير والابتكار في تقديم الخدمات، مشيراً إلى أن دبي استثمرت خلال السنوات الماضية بشكل نشط في البنية التحتية الأمر الذي انعكس على جودة الخدمات التي توفرها لسكان الإمارة. وأضاف أن علينا النظر إلى الممارسات المختلفة في المدن حول العالم وبحثها وتطويرها وتعميم هذه التجارب حول العالم مع مراعاة التركيبة الاجتماعية والموارد المتاحة بشكل يناسب البنية التحتية المتاحة. وقال إن توظيف التكنولوجيا في إدارة وتوفير الخدمات في المدن يعتمد على السكان بالدرجة الأولى إذ عليها الحفاظ على الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية وغيرها، مشيراً إلى أن «تقديم الخدمات عبر التطبيقات الذكية يسهل حياة الناس وأسلوب معيشتهم، مؤكدا على أهمية التفكير في التكنولوجيا عبر أفق أوسع مستقبلاً”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©