الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«واتس آب» قنبلة موقوتة في أيدينا وبأجهزة أبنائنا وبناتنا

«واتس آب» قنبلة موقوتة في أيدينا وبأجهزة أبنائنا وبناتنا
25 أكتوبر 2013 21:07
في الماضي وقبل ظهور طفرة الهواتف المتحركة الذكية وانتشار تطبيقاتها ومتاجرها الإلكترونية المختلفة، لم نكن نسمع عما نسمع عنه اليوم من الأعداد المهولة لمستخدمي الهواتف المتحركة وتطبيقاتها، خصوصاً الذين يستخدمون تطبيقات التراسل الفوري الشهيرة، وعلى رأسها تطبيق واتس آب، والذي بدأ بآلاف الرسائل المرسلة في اليوم الواحد، لينتهي به الحال اليوم ليصل إلى أكثر من 27 مليار رسالة في اليوم الواحد، وذلك في آخر إحصائية قامت بها «الفاينانشال تايمز» في 13 يونيو الماضي. تطبيق واتس آب وعلى عكس الكثير من تطبيقات التراسل الفوري المخصصة للهواتف والأجهزة الذكية، لاقى من الهجوم والانتقادات ما لم يلاقه غيره من هذا النوع من التطبيقات، فالتطبيق الذي ظهر في مطلع 2009، على يدي الأمريكي برين آكتون والأوكراني جان كيوم، الموظفين السابقين في شركة ياهوو، لم يجد الشهرة التي هو عليها اليوم، ولم يثق به الكثير من المستخدمين قبل سنة تقريباً، عند إعلان شركة واتس آب تشفيرها وبشكل كامل ولأكثر من مرحلة لجميع الرسائل الواردة والمرسلة عبر التطبيق. تفكير جدي اليوم يكاد لا يخلو أي هاتف متحرك ذكي في العالم من تطبيق واتس آب، لدرجة أن بعض الشركات المنتجة للهواتف الذكية باتت تفكر بجدية بأن يكون التطبيق من التطبيقات الأساسية في هواتفها المنتجة، والتي ليس بحاجة إلى تحميل أو شراء من المستخدم، واليوم أيضاً قد يصعب أن تكون نتيجة سؤال أغلب مستخدمي الهواتف الذكية عن هذا التطبيق بالنفي أو عدم معرفته، فالتطبيق اليوم تمكن من تجاوز أكثر من 300 مليون مستخدم يرسلون أكثر من 325 مليون صورة في اليوم الواحد. إحدى أهم المشاكل التي كان يواجهها تطبيق واتس آب ومنذ انطلاقه هي حماية الرسائل المرسلة والمستقبلة، بمعنى تقني «تشفير» هذه الرسائل، بمجرد خروجها من هاتف المستخدم وهي في الفضاء تتناقل من هاتف إلا آخر، فلا تستطيع شركات الإنترنت المتخصصة أو شركات الاتصالات أو أي شخص مهما برع في عمليات الاختراق الإلكترونية، من اختراق هذه الرسائل والإطلاع على ما تحتويه من مواد شخصية وخاصة، وحتى وإن تمكن من الحصول عليها فلن يتمكن من معرفة ماهيتها والمواد التي تحتويها لأنها وببساطة «مشفرة». مشاكل التشفير والحماية والأمن والخصوصية لم تثنِ الكثير من المستخدمين حول العالم، ولم تقف رادعاً بينهم وبين استخدام هذا التطبيق، والإقبال على تثبيته على هواتفهم الذكية بمجرد شرائها. إلا أن الكثير من الخبراء والمختصين الأمنين، أكدوا أن على شركة واتس آب إعادة النظر بشكل كبير في عمليات التشفير الخاصة بالرسائل المتبادلة بين المستخدمين، وأشار بعضهم إلى ضرورة اعتماد الشركة الأمريكية على تقنيات حديثة وغاية في الدقة لتجنب انتهاك خصوصية المستخدمين جراء استخدام تطبيقها، والذين باتوا يعتمدون عليه اعتماداً كلياً كوسيلة للتراسل الفوري، وكبديل عن الرسائل التقليدية، رغم ما توفره هذه الأخيرة من حماية وخصوصية لا تضاهي. احتياطات واجبة رغم تحذيرات الخبراء الأمنيين بضرورة توخي أقصى درجات الحيطة والحذر عن استخدام تطبيق واتس آب، ومحاولة عدم إرسال المواد الشخصية جداً والحساسة، إلا أن الكثير من المستخدمين حول العالم يقفلون آذانهم عن هذه النصائح، ولا يعبرونها أو يكترثون لها، ويرى أغلبهم أنها مجرد محاولات من شركات منافسة للحد من هيمنة وسيطرة وانتشار تطبيق واتس آب. إلا أن الواقع والتاريخ يفرض على المستخدمين ضرورة الانتباه إلى الرسائل المرسلة عبر هذا التطبيق، خصوصاً أن هذا الأخير لا يستند إلى تقنيات التشفير عالية الأداء التي تستخدمها شركة بلاك بيري كمثال في برنامج التراسل الفوري الخاص بها، والأشهر «بي بي إم»، والذي حط مؤخراً رحالة وتوفر بشكل رسمي على الهواتف الذكية التي تعمل بنظامي التشغيل أندرويد من جوجل وأي أو إس من أبل. حيث تعتمد الشركة الكندية في حماية وتشفير تطبيق التراسل الفوري الخاص بها على تقنية «TLS» الذي تستخدمها الكثير من البنوك حول العالم في تشفير وحماية حسابات ومعاملات عملائها الإلكترونية. هذه التقنية أعطت مستخدمي تطبيق بي بي إم وعلى مدى سنوات طويلة ماضية راحة لم يحصل عليها، وبشكل كامل في هذه الأوقات مستخدمو تطبيقات التراسل الفوري المختلفة بما فيها تطبيق واتس آب، وفي الوقت الذي كانت بعض الحكومات والدول في الماضي تنادي بضرورة الاطلاع على رسائل المستخدمين عبر تطبيق بي بي إم، كان ذلك بشرط موافقة الشركة الكندية وبتخويل مباشر منها فقط، مما دل على قوة حماية هذا التطبيق وتشفير مواده بطريقة لا يمكن لأي جهة الحصول عليها أو اختراقها بسهولة، كما هو حاصل مع تطبيقات التراسل الأخرى، وكما هي الاتهامات تلف تطبيق واتس أب وتتهم القائمين عليه بالتقصير باستخدام تقنيات الحماية والتشفير العالية الأداء. حماية ضعيفة قد لا يعلم الكثير من المستخدمين لتطبيق واتس آب اليوم، الخطورة الحقيقية التي يخفيها التطبيق من وراء استخدامه، ورغم ضرورة الإشارة إلى ضآلة هذه الخطورة بحسب الشركة المنتجة للتطبيق وبحسب الكثير من الخبراء والمختصين التقنيين، فإنه من الضروري معرفة أن التشفير والحماية في تطبيق واتس آب وكبعض تطبيقات التراسل الفورية الأخرى، وبحسب الباحث والدارس لعلوم الرياضيات في جامعة أوتراخت الهولندية «تاجيس ألكيميد»، ليس كافياً للحد الذي يتمكن منه من ردع المخترقين والمتتبعين لرسائل المستخدمين، وفك تشفيرها بسهولة إذا ما تواجدوا على نفس الشبكة، التي يقوم المستخدم باستخدامها للتراسل الفوري عبر تطبيق واتس آب. أداة مراقبة قبل سنوات قليلة تم اتهام موقع فيس بوك بأنه وسيلة تكنولوجية حديثة تخترق خصوصية المستخدمين، خصوصاً عند اجتماعه مع كاميرا رقمية، قادرة على التقاط كل صغيرة وكبيرة وببعض الخطوات يتمكن المستخدم من نشر هذه المواد التي تلتقطها كاميراته عبر كمبيوتره الشخصية إلى موقع فيس بوك، لتنتشر هذه المواد بثوانٍ في فضاء الإنترنت كانتشار الوباء، بدون رادع أو وسيلة لإيقافها أو السيطرة عليها. واليوم ومع انتشار الهواتف الذكية بكاميراتها الذكية والقوية عالية الجودة والوضوح والدقة، ومع طفرة تطبيقات التراسل الفوري الذكية أيضاً وخصوصاً تطبيق واتس آب، بات من الضروري أن تعلم كل عائلة لديها أطفال صغار أو كبار يستخدمون مثل هذه البرامج والهواتف الذكية، أن حياتهم باتت مراقبة، وأن تصرفاتهم وحركاتهم أصبحت أسفل المجهر، الذي بأيدهم أو بأيدي أبنائهم من هواتف ذكية وتطبيقات أذكى. كاميرات الهواتف إذا كان استخدام الكاميرا الرقمية لتصوير ما تقع أمامها عدستها، وعملية نقل هذه المواد على أجهزة الكمبيوتر الشخصية لنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وبشكل خاص موقع فيس بوك، فاليوم كاميرات الهواتف الذكية لا تتطلب مثل هذه التعقيدات، يدعمها في ذلك التطبيقات، التي توفر لنا ولأبنائها أرضاً خصبة ووسيلة سهلة لتصوير كل ما تقع عليه عدسة الكاميرا الذكية ونشره وبضغطة زر واحدة على تطبيقات التراسل الفورية ومواقع التواصل الاجتماعي، دون أو قبل التأكد من أن هذه المواد الشخصية، مخصصة للنشر أم لا.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©