محمد حامد (دبي) - لازال الوسط الكروي الإنجليزي بكافة أطيافه غارقاً في حالة من الجدل تفاعلاً مع التصريحات الجريئة والصادمة التي أطلقها النجم الفرنسي المعتزل باتريك فييرا الذي يملك تجربة كبيرة في الملاعب الأوروبية، وخاصة الإنجليزية، والذي أكد أن اللاعب الإنجليزي لا يحرص على تلبية نداء المنتخب الإنجليزي، ولا يتحمس كثيراً لتمثيل بلاده دولياً، على العكس من حرصه على التألق مع النادي الذي يمثله، وشدد فييرا في تصريحاته التي أثارت حفيظة الإنجليز قبل فترة على أن هذه الظاهرة السلبية تنطبق على الجيل الجديد من اللاعبين بصورة لا يمكن تجاهلها.
بدورها أعادت صحيفة “الصن” اللندنية فتح ملف الولاء للمنتخبات الوطنية، وخاصة المنتخب الإنجليزي، واستشهدت برؤيتين مختلفتين لنجمين شهيرين، أحدهما تيري فينابلز المدير الفني السابق لـ”الأسود الثلاثة”، وهاري ريدناب الذي يعود إليه الفضل في الطفرة الكبيرة التي حققها توتنهام على مستوى النتائج والأداء خلال السنوات الماضية، والذي كان على رأس القائمة المرشحة لتدريب المنتخب الإنجليزي، قبل أن يتم الاستقرار على المدير الفني الحالي روي هودجسون.
وأكد فينابلز أنه لا يتفق مع ما قاله فييرا على الإطلاق، بل إنه رد عليه بهجوم مماثيل، مشيراً إلى أن عدم حماس اللاعبين للانضمام إلى المنتخب الوطني قد يحدث في فرنسا وليس في إنجلترا، وقال: “ما قاله فييرا من أن اللاعب الإنجليزي لا يهتم بالانضمام إلى منتخب بلاده أثار حالة من الجدل والارتباك في آن واحد، من ناحيتي أؤكد أن هذه الرؤية ليست صحيحة بالمرة، قد يحدث هذا في فرنسا ولكنه لا ينطبق على الحالة الإنجليزية، فالجميع هنا يشعرون بأنه لا شيء يعادل شرف الدفاع عن ألوان المنتخب الوطني، ويمكنكم توجيه هذا السؤال إلى أي شخص إنجليزي”.
وأضاف فينابلز: “صحيح أن المنتخب الإنجليزي لم يحقق الكثير من النجاحات خلال السنوات الأخيرة، وهو الأمر الذي قد يبعث على الشعور بالملل وعدم الرغبة في خوض المباريات الدولية، ولكن هذا لا يحدث بالنسبة للاعبين الإنجليز، والدليل على صحة هذا الأمر أن كافة العناصر التي تملك الخبرة مثل وين روني، وستيفين جيرارد، وجيرمين ديفوي، وفرانك لامبارد وغيرهم من اللاعبين يملكون أعلى درجات الشغف والدافعية للدفاع عن اسم المنتخب الإنجليزي، وجميعهم يخوضون مباريات دولية مع الأسود الثلاثة منذ فترة طويلة، ولكنهم لازالوا بنفس الدرجة من الشغف وحب الوطن”.
وتابع المدير الفني السابق للمنتخب الانجليزي: “يمكن أيضاً ملاحظة حالة السعادة التي يبدو عليها تشامبرلين، وكليفيرلي، وويلبيك وغيرهم من اللاعبين الصغار حينما يرتدون قميص الأسود الثلاثة، ويكفي أن ويلبيك مثلاً رفض تمثيل منتخب غانا حباً في المنتخب الإنجليزي”.
على الجانب الآخر، بدا هاري ريدناب واقعياً إلى حد “الصدمة” حينما قال إن بعض اللاعبين يتهربون من الانضمام للمنتخب الإنجليزي، ويقدمون مبررات واهية لا تتفق مطلقاً مع ما يجب أن تكون عليه درجة الحرص على تمثيل الوطن كروياً، وأضاف ريدناب: “لدي خبرة في الأندية، وأعلم جيداً أن بعض اللاعبين لا يحرصون على تمثيل المنتخب، وهذا الأمر ليس مغرياً على الإطلاق بالنسبة لهم، وكنت أشعر بالصدمة حينما يبرر أحد اللاعبين اعتذاره عن الانضمام للمنتخب بأن زوجته سوف تنجب بعد 8 أسابيع مثلاً، إنه أمر محبط ويدعو للشعور بالخجل”.
وتابع رديدناب: “حالياً تتمتع مباريات الأندية بجاذبية خاصة، فلا شيء يعادل دوري الأبطال، ويوربا ليج، وحتى بطولات الدوري المحلية، كما أن البطولات الدولية الكبرى التي تشارك بها المنتخبات تأت دائماً عقب نهاية الموسم، مما يجعل اللاعب الذي يتم اختياره للمنتخب يفضل الحصول على إجازة والخلود للراحة بعد عناء موسم طويل، أتمنى أن ينجح روي هودجسون في إعادة الروح للمنتخب الإنجليزي، وجعله حلماً لأي لاعب مثلما كان طوال تاريخه”.
وعلى صعيد متصل بالمنتخب الإنجليزي، الذي يستعد لملاقاة بولندا غداً في تصفيات التأهل لمونديال البرازيل 2014، تعهد روبرت ليفاندوفسكي “ليفا” مهاجم بروسيا دورتموند وبولندا، بعدم السماح لجو هارت حامي عرين المنتخب الانجليزي بتكرار السيناريو الذي حدث خلال مباراة مان سيتي والفريق الألماني في دوري الأبطال، مضيفاً: “هارت ليس بالحارس الذي لا يقهر، وخلال مباراة سيتي معنا في دوري الأبطال كان هارت مدعوماً بالقائمين وكذلك العارضة التي أنقذته من عدة أهداف، وفي النهاية نجحنا في هز شباكه، ومن ناحيتي أتمنى أن أسجل في مرمى هارت الثلاثاء المقبل، وقد يكون هذا الهدف هو الوحيد في المباراة ونتمكن بواسطته من إهداء منتخب بولندا فوزاً هاماً على نظيره الإنجليزي”.
عدد اليوم
