الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المتشددون يرفضون نهج روحاني للتقارب مع أميركا

المتشددون يرفضون نهج روحاني للتقارب مع أميركا
25 أكتوبر 2013 00:35
أحمد سعيد، وكالات (طهران، نيويورك) - انتشرت في ساحات طهران البارزة وباقي مدن المحافظات الإيرانية جداريات تابعة للمتشددين في إيران، ترفض نهج حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني لإصلاح العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية المقطوعة منذ احتلال السفارة الأميركية في طهران واعتقال دبلوماسييها وموظفيها رهائن فيها عام 1980. وكتبت في أعلى الجداريات عبارة (لاصداقة مع أميركا)، فيما ظهرت جدارية أخرى وهي تشبه اليد الأميركية الممدودة نحو طهران بأنها «يد العقرب»، في إشارة إلى تصريح للمرشد الأعلى للجمهورية علي خامنئي بأن «أميركا تتظاهر بالوجه الكريم لكنها تخفي وجهاً شريراً آخر، وأن يدها الممدودة نحو طهران تخفي في داخلها قفازاً شريراً» وتأتي الحملات الدعائية للمتشددين في «الحرس الثوري» وميليشيا المتطوعين «الباسيج» والبرلمان استعداداً للاحتفال بذكرى احتلال السفارة الأميركية في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل. ولأول مرة، نظمت لجنة الاحتفالات مسابقات دولية تحت شعار (الموت لأميركا) وشجعت المصورين في الداخل والخارج والكتاب على المساهمة فيها لتخليد ذلك الشعار. وترفض الجماعات المتشددة في إيران وهي المهيمنة على السلطات التشريعية والقيادية أي محاولة لحذف الشعار، والتقارب مع الولايات المتحدة علي حساب «الثوابت الوطنية والنووية». ودعت جماعات متشددة في مراسم روحانية الدعاء إلى الله بقرب وفاة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني علي أكبر هاشمي رفسنجاني لأنه «عراب التقرب من أميركا». وقد أكد مساعد قائد «قوات خاتم الأنبياء» في «الحرس الثوري» العميد محمد جعفر أسدي خلال ملتقى لقادة الحرس والباسيج في زاهدان غربي إيران أمس، أن إيران لن تتخلى عن شعار «الموت لأميركا» أبداً. وقال «إن شعبنا لن ينسى شعار الموت لأميركا ولن يتخلى عنه مادام حياً». وانتقد الجنرال الإيراني مطالبات الإصلاحيين وبعض الشخصيات في النظام بإلغاء الشعار، قائلاً «إن هؤلاء الذين يسعون لإلغاء الشعار إنما يفتحون قلوبهم للشيطان». واتهم ممثل خامنئي في مدينة مشهد أحمد علم الهدى تيار روحاني بالتراجع أمام ما سماها الغطرسة الأميركية في نيويورك وجنيف، وانتقد دبلوماسية روحاني حيال أميركا. وقال، في تصريح صحفي، إن المحافظين المتشددين لايؤمنون بأي تراجع عن أصول الثورة الإيرانية لصالح «الشيطان الأكبر» أي الولايات المتحدة. وأضاف «تيار الرئيس روحاني، وبعد فوزه في الانتخابات، لم يعالج أي أزمة سواء كانت صغيرة أم كبيرة، ولم يتمكن من تشكيل مجلس في محافظة مشهد بينما نرى الأصوليين وقد شكلوا المجالس في زمن قصير جداً»، وهاجم علم الهدى الإصلاحيين وتابع «إن آراء مرشح جبهة الأصولية سعيد جليلي تعتبر جواهر ثمينة للثورة، ورغم قلتها، إلا أن المرشد اعتبرها مهمة وجوهرية للثورة لأن 4 ملايين شخص أكثرهم من الشباب والطلبة هم الناس المخلصون للثورة، والمستقبل السياسي سيكون لهم لأنهم يشكلون الجوهرة الأساسية للثورة» واستطرد قائلاً «إن هؤلاء هم الصامدون في حالة اندلاع الحرب مع أميركا، ولن يتخلوا عن شعار الموت لأميركا». ورفض علم الهدى انتماء الرئيس حسن روحاني للأصولية، وقال «إن هذا الرئيس ليس من تيار الأصوليين وان نشاطاته هي إصلاحية». وأضاف «ليس من الصحيح الادعاء بخسارة الأصوليين في الانتخابات، وذلك لأن الحاكمية الحالية في إيران هي بيدهم ولن نترك الثورة مهما كان الثمن». وصرح مساعد رئيس هيئة الأركان الحربية العميد مسعود جزائري بأن بلاده تمتلك منطقاً واضحاً وأثبتت أنها لن ترضخ لأي ابتزاز أميركي وتعيش في مستوى دفاعي يقظ. وقال «إننا خلال تظاهرات 4 نوفمبر ذكرى الاستيلاء على وكر التجسس الأميركي (السفارة الأميركية سابقا في طهران) سنحضر بقوة، وإن المجتمع الإيراني سيثبت للعالم من خلال إطلاق شعار الموت لأميركا أن له معرفة كاملة بالعدو». وأضاف «أعداء الثورة وأولئك الذين لهم ملف أسود في ارتكاب الجرائم ضد إيران، عليهم ألا يتصوروا أن إيران الإسلامية تقع في موقف ضعف وأن بإمكانهم أن يفرضوا آراءهم الباطلة على شعبنا». في سياق آخر، رفضت ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة اتهام مقرر مجلس حقوق الإنسان التابع الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران أحمد شهيد السلطات الإيرانية بمواصلة انتهاك تلك الحقوق، واصفة تقريره الدوري في هذا الشأن بأنه مخالف للحقائق الراهنة في إيران وغير منصف ومغرض وكتب بدوافع سياسية. وقالت، في بيان أصدرته في نيويورك، «إن إيران تدعو إلي إعداد تقرير متوازن ومحايد وبعيد عن تأثير التوجهات السياسية ومنطبق علي التطورات السياسية والاجتماعية فيها». واتهمت شهيد بعدم الإحاطة بالظروف الاقتصادية والسياسية الإيرانية، وقالت إنه «لم يول اهتماماً كافيا للنظام القضائي الإيراني والثقافة الإسلامية، ويعتبر ما يراه في الغرب معياراً دولياً للعالم كله».? وقد دعا شهيد، في تقريره، أمس الأول، إلى عدم تجاهل سجل إيران في مجال حقوق الإنسان وسط مفاتحات روحاني مع الغرب. وقال شهيد «إن أي حوار متجدد أو أعيد تنشيطه بين إيران والمجتمع الدولي يجب أن يتضمن مسألة حقوق الإنسان وألا يتجاهلها. إن اعتبارات حقوق الإنسان يجب أن تكون محورية في الأجندة التشريعية والسياسية للحكومة (الإيرانية) الجديدة وفي الحوار والتعاون الدوليين». وانتقد السلطات الإيرانية لإعدامها 724 شخصا في 18 شهراً، موضحاً أن 44 منهم على الأقل أعدموا بعد وقت قصير من انتخاب روحاني في منتصف شهر يونيو الماضي، وان أغلب الإعدامات كانت بسبب قضايا الاتجار في المخدرات. وأثار شهيد أيضا القلق بشأن حقوق النساء ولاسيما القوانين والسياسات التي ما زالت تحد من إمكانية تولي المرأة مناصب عليا لصنع القرار وتقلص مكاسب المرأة في مجال التعليم. واستشهد بأن كل الثلاثين امرأة اللاتي سجلن كمرشحات في انتخابات الرئاسة تم استبعادهن بسبب «عدم الأهلية». وأعلن شهيد انه لا يرى في الوقت الراهن أي إشارة تحسن» لأوضاع حقوق الإنسان في إيران على الرغم من وعود روحاني بتحسينها. وجدد مطالبته السلطات الإيرانية بأن «تعيد النظر في القوانين التي تعتبر قضايا المخدرات جرائم تستوجب عقوبة الإعدام»، كما جدد مناشدتها «تجميد تنفيذ كل أحكام الإعدام في إيران وحظر عمليات الإعدام في الساحات العامة بما في ذلك الرجم”. ودعاها كذلك إلى أن تكون عقوبة الإعدام محصورة بالجرائم الأكثر خطورة في نظر القوانين الدولية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©