الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«مليحة» تحكي رحلة الإنسان عبر التاريخ

«مليحة» تحكي رحلة الإنسان عبر التاريخ
9 نوفمبر 2014 02:04
أبوظبي (وام) يجسد الموقع الأثري لمنطقة مليحة رحلة الإنسان عبر التاريخ على مر العصور، وقد أولى المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» مؤسس وباني دولة الإمارات، رعاية كبيرة للآثار والتراث ودعمه المستمر لأعمال التنقيب والمسح الأثري، حيث أمر منذ أوائل السبعينيات من القرن الماضي بوضع خطط محلية واتحادية للمسح الأثري الشامل لأراضي الدولة. وبإشراف مباشر من الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، وبموجب اتفاقية للتعاون بين العراق ودولة الإمارات بدأت في يناير عام 1973 بعثة عراقية بالتنقيب في موقع مليحة لموسم دام ثلاثة أشهر، ومن شدة شغفه بالآثار وحبه للمواقع الأثرية زار الموقع بتاريخ 6 مارس عام 1973، وجال به لمدة ساعتين كاملتين بعد أن وصل لمسامعه العثور على بيوت ذات غرف متعددة، وأوان فخارية يرجع تاريخها إلى عصر ما قبل الميلاد. وشاهد الشيخ زايد «رحمه الله»، خلال زيارته، الآثار التي عثر عليها بالموقع، وأخذ يتفحصها بنفسه، ودار حوار بينه وبين أعضاء بعثة التنقيب التي تعمل في المنطقة حول أهمية الآثار التي عثر عليها، التي يعود تاريخها إلى 250 عام قبل الميلاد. وأوضح رئيس البعثة للشيخ زايد، خلال تلك الزيارة، أن موقع مليحة يرتبط ارتباطاً جغرافياً بمنطقة أثرية مهمة قريبة، وهي «المدام»، التي تبعد حوالي 12 كيلومتراً إلى الجنوب من مليحة، لكن هناك مواقع بين هذين الموقعين تنتشر وسط أرض سهلية صالحة للزراعة تكثر بها الأشجار التي تنمو بصورة طبيعية نتيجة لقرب منسوب المياه الجوفية، وقد كان ذلك عاملاً مهماً من العوامل التي شجعت الإنسان على السكنى في هذا السهل منذ أقدم العصور. وقال رئيس البعثة العراقية للشيخ زايد حينئذٍ: إن الاكتشافات الأثرية في المكان لها أهميتها من الناحية التاريخية والعلمية، فقد تم فيها اكتشاف مقابض لجرار فخارية عليها طبعات لأختام يونانية، وبعض الحروف اليونانية، والرموز الواضحة التي عرفت في القرن الثالث قبل الميلاد، كما تم العثور في الموقع أيضاً على مجموعة كبيرة من بقايا السيوف والسهام الحديدية وكتل حديدية بأحجام مختلفة. وسأل المغفور له، بإذن الله، في تلك الزيارة عن مصدر تلك الكتل الحديدية، وأجابه رئيس بعثة التنقيب: إن الحديد موجود في الجبال القريبة، وقد أسفرت عمليات التحري في أماكن مختلفة من الموقع عن وجود الأفران، والكور التي كانت تستخدم في صهر الحديد وصنع الأسلحة والأواني، وتم استخراج كميات من الحديد المنصهر. وأكد رئيس البعثة أمام الشيخ زايد أيضاً أن توافر الحديد في المنطقة، الذي يمكن رؤيته بوضوح في الجبال الموجودة بالمنطقة، يعد أحد الأسباب المهمة علاوة على الماء جعل تلك المنطقة قابلة للسكنى منذ الأزمنة القديمة، كما أن الصناعة وجدت في المنطقة في ذلك الوقت. وتفقد الشيخ زايد أعمال الحفريات التي أسفرت عن وجود تراكمات من فتات الكلس بأحجام مختلفة وموضوعة فوق أرضية مصنوعة من الطين، واستفسر عن تلك التراكمات التي يبلغ محيطها حوالي 14 متراً وارتفاعها 3 أمتار تقريباً، وأوضح له رئيس البعثة أن التعليل الأولى لوجودها هو أنها كانت تستخدم لأغراض دفاعية نتيجة لانعدام الموانع الدفاعية الطبيعية في سهل المليـحة والمـدام. ويقول عيسى يوسف مراقب المسح والتنقيبات الأثرية بدائرة الثقافة والإعلام: «إن الدلائل الأثرية المكتشفة في موقع مليحة ترجح استخدام الموقع منذ الألف الخامس قبل الميلاد، إذ تم العثور على مجموعة من الأدوات الصوانية ورؤوس السهام الصوانية، وذلك من خلال المسوحات التي تمت في الموقع». ويضيف: «على الحدود الغربية لموقع مليحة تم العثور على دلائل تعود بفترتها إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهي عبارة عن وجود مدفن دائري الشكل من طراز مدافن فترة أم النار التي تعود بفترتها إلى العصر البرونزي ومن خلال الملتقطات السطحية التي تعود إلى فترة الألف الأول قبل الميلاد التي اعتبرت الفترة المبكرة من مليحة إذ يبدو أن سكان مليحة لا يمتون بصلة إلى سكان العصر الحديدي ومن الجائز أنهم مجموعة عربية بدوية الأصل تنتمي إلى المجموعات البشرية التي عاشت في القسمين الأوسط والشمالي من شبه الجزيرة العربية». كادر /// مليحة الزراعة والصناعة والصيد في مليحة استنادا إلى التنقيبات والمكتشفات الأثرية التي تمت في موقع مليحة فهو يعد مسرحا لنشاط الإنسان في هذه المنطقة عندما كان الإنسان يمارس الزراعة والصناعة والصيد، ويجمع القوت باستخدام أدوات حجرية بسيطة ساعدته على جمع قوته والدفاع عن نفسه إلى جانب استخدام الأدوات المصنوعة من الفخار على شكل جرار فخارية وكانت من أقدر المواد على البقاء إذ تمكن العلماء بواسطة فحصها بالنظائر المشعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©