الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

9 سينمائيات من أصل 14 مخرجاً في مسابقة «أفلام الإمارات»

9 سينمائيات من أصل 14 مخرجاً في مسابقة «أفلام الإمارات»
25 أكتوبر 2013 00:28
جهاد هديب (أبوظبي) ـ تمثل نسبة مشاركة المخرجات السينمائيات الإماراتيات في مسابقة “أفلام الإمارات”، ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان أبوظبي السينمائي الدولي، رقماً لافتاً، إذ يبلغ عددهن تسع مخرجات سينمائيات من بين أربعة عشر مخرجاً إماراتياً من المشاركين في المسابقة. والحال أن هذا الأمر إذ يتكرر على غير صعيد مرتبط بالابداع وليس السينما وحدها، كالتصوير الفوتوغرافي والفن التشكيلي مثلاً لا حصرا، فإنه يُبرز إلى أي حدّ تسهم المرأة الإماراتية في تكريس الحالة الإبداعية الإماراتية على المستوى المحلي والخليجي، ومن ثم العربي. وهناك العديد من المخرجات اللواتي تكرسن بوصفهن مخرجات معروفات خليجياً وعربياً بفضل ما حققنه من جوائز في مسابقات سينمائية خليجياً وعربياً، من طراز الشاعرة والمخرجة نجوم غانم التي قدمت العديد من الأفلام الوثائقية المميزة، وحازت مؤخراً جائزة أفضل فيلم خليجي وثائقي في مهرجان السينما الخليجية، الذي يعقد على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي، والذي انعقدت دورته لهذا العام في الكويت. غير أن لهذا الجانب المضيء، والذي تمتاز به السينما في الإمارات عن قريناتها في الخليج وجه آخر، إذ كما هي الحال في سياقات إبداعية أخرى، فما أن تبرز المرأة الاماراتية كمخرجة سينمائية أثناء فترة دراستها الأكاديمية، وقد بشرت بموهبة لافتة حتى تختفي وقد تركت خلفها علامة ما وانطباعاً إيجابياً لدى الآخرين عن أن هذه المرأة قالت شيئاً ما سينمائياً قد حمل توقيعها ثم مضت. في سياق متصل بهذه الظاهرة، وأثناء حديثها عن بعض كاتبات السرد الإماراتيات في ملتقى القصة القصيرة الذي عقدته دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة شتاء العام 2011، رأت الكاتبة الدكتورة سعاد العريمي أستاذة علم الاجتماع في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة الإمارات أن هذا الاختفاء للمبدعات الإماراتيات يعود إلى أن قرار ظهور المرأة الإماراتية في المجال العام كمبدعة وعاملة، وبوصفها شخصية عامة هو قرار اتخذته الدولة، ولم يصدر عن المجتمع الإماراتي حتى الآن. وهو ما أيده المخرج السينمائي والكاتب المسرحي صالح كرامة مدير مسابقة “أفلام الامارات” في حديث خاص لـ”الاتحاد” في صدد هذا الإقبال النسوي تجاه السينما رداً على سؤال تعلق بارتفاع نسبة مشاركة المخرجات الإماراتيات على المخرجين الإماراتيين المشاركين في المسابقة، حيث أكدّ وجود هذه الظاهرة، مضيفاً: “لكنهن سرعان ما سوف يختفين نتيجة تجارب اجتماعية مثلما كنتيجة طبيعية لسطوة حضور “الذكوري” في المجتمع”. وقال: “لطالما كانت الجامعة في الإمارات هي الحاضنة الأساسية ومازالت لإبداعات النساء، بل إنها تثير لديهن روحاً من التنافس الخلاق فقدم العديد من المخرجات أفلاماً متميزة تركت أثراً، ولا أجمل وبشر العديد منهن بمواهب تحمل الكثير منها أعمالاً سوف ينجزنها في المستقبل، لكن للأسف ما حدث ويحدث أنهن يختفين، وهو أمر لا أتمناه أبداً للمخرجات المشاركات في دورة مهرجان أبوظبي السينمائي الدولي لهذا العام، إذ سوف تخسر السينما الإماراتية مشاريعهن الإبداعية ولسن هن وحدهن فقط سيخسرن أفلاماً قد حكم عليها اجتماعياً أن تبقى في المخيلة أو الذاكرة ثم تنسى بحكم ضغط الحياة الاجتماعية وبحكم طبيعة المجتمع الاستهلاكي”. ودلل على ذلك: “ما زلت أذكر المخرجة الشابة ليلى سرّي، التي قدمت ثلاثة أفلام جميلة ومبشرة من بينها الفيلم “موعد على العشاء” أو ما هو أقرب إلى هذا العنوان، ثم اختفت تماما، ولم نعد نسمع عن أي مشروع لها بعد ذلك، وكذلك مريم عاشور التي اختفت وبيقيت شقيقتها، وهذا الاختفاء كان حال البقية من المخرجات الإماراتيات الواعدات”. وأضاف: “من الصحيح أن على المرء أن يبني أسرة، لكنه أمر لا ينبغي أن يبرر الاختفاء هذا الذي يحدث في أوساط الكاتبات والتشكيليات بل والناشطات الاجتماعيات أيضا وليس المخرجات السينمائيات وحدهن، يحتاج الإبداع إجمالاً إلى التواصل، وإلى البحث الدؤوب للوصول إلى لغة فنية خاصة به دون أن يعني ذلك تراجعه عن الجانب الاجتماعي في حياته أو إخفاقه فيه”. ورأى المخرج صالح كرامة أن الحاجة إلى المرأة في السينما الإماراتية تنبع من أن “النساء المخرجات أكثر مقدرة على ملامسة خصوصيات اجتماعية بعينها من المخرج الرجل، ويمكن لهن الدخول إلى مناطق وعرة في السياق الاجتماعي والمجال العام أكثر من ما يمكن للرجل بسبب ذلك الحس الذي هو مزيج من الإبداعي والموهوب مع الأنثوي ذي اللمسة الخاصة”. وتشارك في مسابقة “أفلام الإمارات” لهذا العام: هالة مطر ومريم فروحي في برنامج الأفلام الروائية القصيرة، ومنى شحادة وأمينة العفيفي ونورة المزروعي وأميرة ماضي في برنامج الأفلام الروائية القصيرة للطلاب، وسارة السعدي وماريا أسامي ولطيفة الدرويش وروضة المغيصب في برنامج الأفلام الوثائقية القصيرة، ومريم خانجي وميرة المطوع وفاطمة سلطان وهدى الماجدي وبشائر المحمود وسارة الحمادي وعائشة عبدالله، وهنا مير وريم المقبالي في برنامج الأفلام الوثائقية القصيرة للطلاب.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©