عابد فهد هنيبعل في الصيف

لبس عابد فهد ''كاريزما'' الشخصيات التاريخية في عدد من الأعمال التاريخية المهمة، لكن هذه الحلة ذات المهابة، لم تقطع صلاته وتفاعله مع الحياة المعاصرة، فهو يلعب أدواراً في مسلسل ''أهل الغرام''، كما شارك في مسلسل ''اسأل روحك'' الذي يعرض على قناة أبوظبي· ويمتاز عابد بأنه مغامر فنياً من العيار الثقيل، فهو يسعى لمشاريع فنية ضخمة، أكثرها حداثة ''العرب في لندن'' وصولاً إلى عمل ملحمي من ثلاثة أجزاء يتناول سيرة القائد التاريخي الفينيقي ''هنيبعل''· التحولات الكبرى يتشارك فناننا في مشروعه الجديد ''العرب في لندن'' مع الفنان أنور قوادري ـ مؤلفاً ومخرجاً ـ حيث يتناول حياة العرب المهاجرين إلى بريطانيا منذ أواخر القرن الماضي وحتى العام ،2007 ليرصد حياتهم، وصراعهم مع البيئة الجديدة، وتقاليدهم الاجتماعية، ومصير أولادهم وتحولاتهم في عالم غربي قديم، لكنه شديد الحداثة والتعقيد، حيث يشكل هاجس البحث عن الهوية أو التمسك بها هماً يومياً للآباء والأمهات· ويرصد مسلسل ''العرب في لندن'' التحولات الكبرى التي تطرأ على الأجيال العربية الجديدة من أبناء المهاجرين، كيف يعيشون، وكيف ينخرطون في المجتمع الجديد، كما يسلط الضوء على التزاوج بين الجنسيات المختلفة البريطانية والآسيوية، ضمن قصة شائقة محمولها الأساسي ''البطل'' سامي الذي يحب فتاة فلسطينية، ويسعى لتحقيق حلمه المادي، وفي موازاة هذه القصة نشاهد نماذج عديدة للشباب العربي من أبناء المهاجرين، لنواكبهم في حياتهم الناجحة حيناً والمتعثرة أحياناً!· يمتاز هذا المسلسل عدا موضوعه الجديد، بأنه يضم فنانين من غالبية الدول العربية، إذ يشارك فيه ستة ممثلين مصريين، وأربعة من سوريا، واثنان من لبنان، وآخرون من العراق والمغرب والجزائر وبلدان عربية أخرى، بحيث يمكن القول: إنه عمل عربي مشترك وجماعي بامتياز· تحت جدار روما لكن المغامر ''عابد فهد'' ما إن يفرغ من ''العرب في لندن'' حتى يلتفت إلى مشروع ضخم هو مسلسل ''هنيبعل'' الذي يعتبره مشروعه الكبير، والذي عكف على التحضير له منذ أكثر من سنة· ويتألف هذا المسلسل من ثلاثة أجزاء مثيرة تتحدث عن ملحمة ''قرطاج''، ويتناول الجزء الأول منه حياة الجد ''أدونيبعل'' والأب ''همليقار''· وهذا الجزء يحمل اسم ''أسد الرمال''· أما الجزء الثاني فيتناول حياة ''هنيبعل''، ويحمل اسم ''تحت جدار روما''، يليه الجزء الثالث ليتناول مسيرة حفيد ''هنيبعل''، وهو ''حزدروبال'' ليختتم هذه الملحمة التاريخية العربية الكبرى التي هزت العالم القديم· ويؤكد عابد أن هذا المسلسل بأجزائه الثلاثة سوف يكون إنتاجاً عربياً ضخماً، وبإمكانيات كبيرة جداً، وسيبدأ تصويره في يوليو من العام الحالي 2008 في كل من قرطاج التونسية وليبيا وسوريا· وبعيداً عن التلفزيون وقريباً منه في آن، يحلم عابد فهد أن يكون له رصيد كبير في السينما التي يعتبرها الذاكرة الحقيقية لأن التلفزيون برأيه محرقة· ويفسر عدم قيام صناعة سينمائية في سوريا بأنه ناجم عن فقدان صالات العرض السورية التي يجب أن تشكل مكان العرض، لأي مشروع سينمائي سوري· ويرفض عابد التخصص في نوع معين من الدراما التلفزيونية، ويقول إنه فنان، وملك لكل الشخصيات الفنية، وعندما يتخصص في نوع واحد من الدراما، فإنه يفقد حريته ويفقد نفسه كممثل· وإذا كان عابد مغامراً فنياً، فإنه طموح أيضاً، وإلى أبعد الحدود، فهو رغم كل أعماله، يعتقد أنه لم يحقق كل ما يطمح إليه، ويسعى بدأب إلى أن يقدم مشاريع كبرى تترك أثراً أعمق في الحياة· ويرى عابد في التعاون الفني بين الممثلين السوريين والمصريين حالة إيجابية وصحية، وقد عرض عليه عمل مصري، لكنه لا يزال ينتظر العرض الذي يناسبه· ولا ينسى أن ينصح بعض المنتجين السوريين الذين يشعرون بأن أعمالهم ليست على درجة من الأهمية أن يقلعوا عنها، كي لا تؤثر على نجاحات الدراما السورية محلياً وعربياً· عابد فهد سجل حافل من الشخصيات والأدوار والمسلسلات، وهو لا يزال ينطلق من مشروع إلى آخر بحيوية واندفاع يغبط عليهما· وإذا قابلته شخصياً، فستدرك كم هو لطيف، وحساس وجدي في آن· لم تغره النجومية، ولم تسرقه من إنسانيته وتواضعه، فهو مهذب ومفعم بالحيوية، بحيث تسحرك روحه الفكهة وبديهته الحاضرة·