الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

استمرار حصار الجيش الليبي لبلدة بني وليد

14 أكتوبر 2012
بني وليد (ا ف ب) - قال قائد عسكري في بني وليد ، أحد آخر معاقل أنصار معمر القذافي التي يحاصرها منذ 10 أيام الجيش ومجموعات مسلحة تتحرك بأوامر السلطات الليبية، “لن يدخلوا إلى بني وليد إلا على جثثنا”. وقال سالم الواعر الذي يقود العمليات في المدينة التي كانت من بين آخر معاقل النظام السابق ولم تتم السيطرة عليها تماماً خلال الثورة التي أطاحت به في 2011 “سنعيش بكرامة أو نموت بكرامة. كلنا مقاتلون وقادرون على الدفاع عن أنفسنا في وجه الغزاة”. وعلى الطريق بين طرابلس وبني وليد، أقيم حاجز من تفتيش على بعد 30 كلم من المدخل الغربي للمدينة. وسمحت عملية إعادة فتح الطريق قبل يومين بدخول المواد الأولية والوقود إلى المدينة معقل قبيلة ورفلة النافذة التي تؤكد أنها تتعرض للحصار. وبقرار من السلطات الليبية، تحاصر المدينة قوات من الجيش والميليشيات التي تضم ثواراً سابقين منذ مطلع أكتوبر المدينة، مؤكدة أنها تريد “تطهيرها” من فلول النظام السابق. وبدا النشاط طبيعياً في وسط المدينة، لكن معارك يومية تدور بين هذه القوات والمقاتلين في بني وليد في وادي مردوم على الجبهة الشرقية للمدينة، حيث تتمركز معظم الكتائب المسلحة القادمة من مصراتة. وأججت وفاة عمران بن شعبان أحد الثوار السابقين في مصراتة بعد اعتقاله لأسابيع في بني وليد، التوتر بين المدينتين الجارتين اللتين اختلفتا في ولائهما للثورة والنظام العام الماضي. وكان المؤتمر الوطني العام، أعلى سلطة سياسية في البلاد، قد طلب في 25 سبتمبر من وزيري الدفاع والداخلية العثور على الخاطفين “بالقوة إذا اقتضى الأمر”. وأوقعت المعارك في سهل مردوم أربعة قتلى وحوالى ستين جريحاً في بني وليد خلال 10 أيام، بحسب مدير مستشفى المدينة صلاح المبروك. وقال صلاح عبد الجبار أحد أعيان بني وليد وعضو المجلس الاجتماعي الذي يتولى تسيير شؤونها في غياب الدولة “إننا في حالة دفاع عن النفس”، معتبراً قرار المؤتمر الوطني العام “غير شرعي”. وأضاف “اتخذ هذا القرار بأغلبية 50 عضواً (من أصل 200). كما أن القضاء وحده قادر على اتخاذ مثل هذا القرار. إنه قرار خطير وغير مسبوق في العالم. كيف يمكن اتخاذ قرار بمعاقبة أو تدمير مدينة لاعتقال بعض الأفراد”. وصرح عضو آخر في المجلس لفرانس برس بأن “وفاة عمران بن شعبان ليست سوى ذريعة. هناك أجندة لاجتياح” المدينة. وأضاف “ما نشهده هو بداية حرب أهلية”. ويتهم السكان “ميليشيات مصراتة الخارجة على القانون” بقصف المدنيين عشوائياً واستخدام “الغاز السام”. وزار مراسل فرانس برس ثلاثة منازل في المدينة استهدفتها الصواريخ. وأكد طبيب في المستشفى، أنه استقبل 26 شخصاً ظهرت عليهم أعراض تسمم “غريبة”، منها التقيؤ والارتعاش. وقال الطبيب الذي طلب عدم كشف اسمه “هي المرة الأولى التي أرى فيها مثل هذه الأعراض. لا يمكنني الجزم في هذه المرحلة إن كان الأمر يتعلق بأسلحة سامة. لا نملك المعدات اللازمة لإجراء تحاليل”، مؤكداً أن الصليب الأحمر أخذ علماً بهذه الحالات. وقال أحد أعيان المدينة، يريدون القضاء علينا باتهامنا بأننا موالون للقذافي. إذا كانت الثورة شرفاً، فنحن السباقون إليها”، مشيراً إلى محاولة الانقلاب التي قادتها قبيلة ورفلة ضد القذافي في 1993، واعتقل جميع منظمي المحاولة حينها أو أعدموا. ولتذكير خصومهم بهذه الواقعة، كتب سكان بني وليد بالأحرف الكبرى عند مدخل المدينة “1993، التاريخ لنا”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©