إيهاب شعبان (الكويت)
حسم مجلس الوزراء الكويتي مصير تنظيم «خليجي 23» بإعلانه عدم استضافة البطولة، بناء على المقترح الذي تقدم به وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود خلال الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء أمس، وأصدر مجلس الوزراء الكويتي بياناً قال فيه: «بناء على اقتراح وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب، وافق مجلس الوزراء على الاعتذار عن عدم استضافة كأس الخليج الـ 23 التي كان مقرراً إقامتها على أرض الكويت في ديسمبر المقبل بسبب تعليق نشاط كرة القدم من الاتحاد الدولي».
وناقش مجلس الوزراء جميع التفاصيل المتعلقة بهذه التطورات وتداعياتها والأسباب التي أدت إلى حدوثها، وأعرب عن عميق الأسف والاستياء لما يترتب عليها من إساءة مرفوضة لسمعة الكويت ومكانتها العالمية، وما عرفت به دوماً من التزام كامل بالمواثيق الدولية كافة، بوصفها دولة قانون ومؤسسات، حريصة على ثوابتها المبدئية الراسخة، في احترام القانون والمواثيق، بما لا يقبل التشكيك، أو المزايدة من أي طرف.
وشرح الشيخ سلمان الحمود ملابسات القرار الصادر من «الفيفا» بإيقاف الاتحاد الكويتي عن المشاركة الدولية في أي من البطولات الدولية، وما اتسم به من تعسف وتسرع، وتبع ذلك إيقاف المشاركات الخارجية للفرق الكويتية، وأحاط المجلس علماً بالإجراءات التي سوف يتم اتخاذها لحل أزمة تعليق النشاط الرياضي الكويتي الدولي، بما يتفق وسيادة الدولة ونظامها الدستوري والقانوني.
وكلف مجلس الوزراء الهيئة العامة للرياضة والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات المناسبة في مواجهة مظاهر الانحراف كافة التي تشوب الحركة الرياضية وتفعيل الإصلاح المنشود في مؤسساتها المختلفة.
وعبر مجلس الوزراء عن تقديره للاهتمام الكبير الذي أبداه مجلس الأمة متمثلاً في المشاركة الإيجابية لعضوي المجلس في الحفاظ على مكانة وسمعة الكويت، منوهاً بالموقف الوطني الذي وقفته الأندية الرياضية الكويتية في التعبير عن رفضها قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم، وتأكيدها على عدم تعارض القوانين الرياضية الكويتية مع المواثيق الرياضية الدولية ونظمها الأساسية، وحرصها على سمعة دولة الكويت ومكانتها المعهودة.
وتسبب ما يدور على الساحة الكروية الكويتية في ارتباك كبير، وبعد أن قدم نبيل معلول مدرب «الأزرق» طلباً إلى اتحاد الكرة لفسخ التعاقد بالتراضي، خصوصاً أنه يشعر بصعوبة الاستمرار في مهمته، بعد أن اصطدم أصلاً بمسؤولي الهيئة العامة للشباب والرياضة الذين حرموه من راتبه منذ ثلاثة أشهر لعمله مع إحدى القنوات الرياضية، تراجع عن طلبه، وقرر الاستمرار، بعد أن طلب منه الشيخ طلال الفهد التريث والبقاء لحين اتضاح الأمور في الفترة المقبلة، خاصة أنه لن يحصل بسهولة على حقوقه المالية المتأخرة.
وعن إلغاء تنظيم «خليجي 23»، قال يوسف البيدان رئيس لجنة الانضباط السابق باتحاد الكرة: القرار أراه منطقياً من وجهة نظري، لأن النشاط الكروي الدولي متوقف، والأجواء غير مهيأة تماماً لاستضافة حدث كبير مثل «خليجي 23»، ونحن بحاجة إلى مناخ أفضل لتنظيم جيد يليق بالكويت والبطولة العريقة التي يعشقها كل الكويت وأهل الخليج، وقرار مجلس الوزراء صدر لأن هناك إعادة لترتيب الأوراق، وهي من تصرف وتدعم الاتحادات والأندية، فكيف يتم ذلك في وقت والكرة الكويتية متجمدة بقرار دولي.
وقال عبد اللطيف الرشدان رئيس اللجنة الفنية السابق باتحاد الكرة: نأسف لإلغاء البطولة، ولكني متفهم لاتخاذ مثل هذا القرار، فالأجواء الكروية أصبحت غير صحية بصفة عامة، وارتبكت «روزنامة» البطولات الخليجية بسبب التسويف المستمر، لعدم تحديد موعد نهائي لتنظيم البطولة، وطالما أنه صدر قرار بإيقاف النشاط الدولي للكرة الكويتية، يجب الآن إعادة ترتيب الأوراق كاملة، ليكون الجو العام نظيفاً وبلا أخطاء، وأطالب بمزيد من الإصلاحات في الأندية والاتحادات، وحلهما إن اقتضت الأمور، لأن المنظومة الرياضية ليست منتجة بشكل جيد، وأرى أن ذلك ليس تدخلاً حكومياً، ونؤيد اقتلاع جذور الأخطاء من داخل اتحاد الكرة.
وأضاف: ما نطلبه هو استمرار أعمال الإصلاح والتجديد في الملاعب والاستادات الرياضية، وتخصيص الميزانية المقررة للبطولة الخليجية الملغاة لإنشاء استاد رياضي جديد ينفع الشباب. أما جهاد الغرابلي مسؤول الكرة السابق بنادي كاظمة فقد أبدى دهشته من قرار عدم استضافة «خليجي 23»، مشيراً إلى أنه بالتأكيد توجد أسباب لا يعرفها العامة، إلا أنه يؤيد التدخل الحكومي بالتعامل الحالي مع الموقف الشائك للرياضة الكويتية مع الأولمبية الدولية و«الفيفا»، وقال يبدو أن هناك تغييراً في التعامل مع الأخطاء القديمة والسلبيات التي ظهرت في الرياضة الكويتية في السنوات الأخيرة، وأن الدولة تسعى لتصحيح أمور كثيرة، وتفضل غلق الباب لحل المشاكل الداخلية برمتها.
وقال إن سبب الأزمات هو اتحاد الكرة الذي شكا الكويت في الأولمبية الدولية، وأدى ذلك إلى الإيقاف واختلاط الأوراق، والمثير أنه هو من يبحث عن حل ويدرس الاستعانة بمحامٍ دولي لرفع الإيقاف!.
عدد اليوم
