الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شواهد الفجيرة القديمة تروي حكايات من زمن الفخر

شواهد الفجيرة القديمة تروي حكايات من زمن الفخر
27 يناير 2011 19:53
تستضيف قرية الفجيرة القديمة هذه الأيام عروضاً فنية للعزف على الربابة ضمن ملتقى الفجيرة الدولي الثاني للربابة. وأقيم فيها مسرح كبير يستوعب أكثر من عشرة آلاف متفرج ومتابع، بحيث تكون قلعة الفجيرة القديمة في واجهة المسرح وكخلفية للعازفين. ومن المقرر إقامة العديد من الندوات وورش العمل الفنية الخاصة بالربابة على هامش الملتقى، يشارك فيها نخبة من الأكاديميين ونقاد الفن الشعبي من أكثر من 10 دول، بينها الإمارات والأردن ومصر وسوريا ولبنان والمغرب وتونس والجزائر وموريتانيا والكويت والسعودية (الفجيرة) - قصص وروايات وحكايات تنبعث من شواهد الفجيرة القديمة، تحكي أطلالها وبقايا بيوتها أمجاد زمن لا ينسى من عمر التاريخ. ذاك المكان القصي قليلاً عن الفجيرة الحديثة بعصريتها، صار يسمى اليوم “الفجيرة القديمة”، وهي منطقة أثرية مهمة، تضم مسجداً وحوالي أربعة عشر بيتاً للأسرة الحاكمة وأربعة عشر بيتاً للمواطنين من سكان الفجيرة القدماء، وسوقاً قديمة، وسوراً يحيط بالمنطقة. أقيمت قلعة الفجيرة من دون أسس على ربوة صخرة صلبة ترتفع 20 متراً عن سطح البحر، وتتميز بتخطيطها، الذي يختلف تماماً عن سائر التخطيط الهندسي، الذي عرفت به القلاع في المنطقة، لأنها غير منتظمة الشكل، وليست وفق أبعاد تضاريسية معينة، بل أخذت شكل الربوة، التي بنيت عليها. تبعد قرية الفجيرة القديمة مسافة كيلومترين عن شاطئ البحر، وفيها مزارع النخيل، التي تضم أيضاً أشجار الحمضيات والمانجو وغيرها من الفواكه والحمضيات المحلية. يقول جمعة محمد بن راشد، (خبير بالتراث)، كانت القلاع قبل مائتي عام من أهم معالم إمارة الفجيرة، واستمرت على الأهمية نفسها إلى ما قبل أربعين عاماً تقريباً، وهي في الوقت ذاته مقر للحكم وللأسرة الحاكمة وكل من يعمل تحت إمرتهم. ويذكر جمعة بعضاً من معالم الحياة في الفجيرة القديمة، ويقول: كان غالب الرجال يعمل على زراعة الذرة والدخن والشعير والبطاطا الحلوة “الفندال”، وأيضاً القمح والغليون والخضراوات الموسمية، التي تستخدم بشكل يومي، مثل البصل والكراث والكزبرة والفجل، والبعض كان يسافر إلى مناطق أخرى في الخليج طلباً للرزق، بينما امتهن معظم الرجال صيد السمك. يتابع جمعة: أهم ما يميز الفجيرة القديمة إلى اليوم، قلعتها الصامدة فوق التل أو الربوة، وهي قلعة ساهم في بنائها أهالي الفجيرة بأسلوب يجعلها قلعة دفاعية تحميهم عند الخطر، فقد دافع الأهالي - من داخل قلعة الفجيرة - عن المنطقة وتصدوا إلى العديد من هجمات البرتغاليين والإنجليز في الماضي، إضافة إلى جانب كونها كانت مركزاً إدارياً مهماً للمنطقة، باعتبارها مقر الحاكم. يتابع جمعة: بنيت القلعة من المواد الموجودة في البيئة المحلية، مثل الحجر والحصى والتبن، ومادة الصاروج. يذكر أن القلعة تتكون من ثلاثة أبراج دائرية، وآخر مستطيل الشكل، وطابقين وسطح، ويتكون الطابق الأرضي من صحن وغرفة واحدة، ومدخل رئيسي، وأدراج تؤدي إلى الطابق الأول، والذي يتكون من مجلس، وممر يؤدي إلى الأبراج، ثم سطح تحيط به شرفات. تم اليوم ترميم جزء كبير من المنطقة، لتصبح قبلة للوفود السياحية، ويزورها الكثير من أبناء الدولة، ليتوقفوا على تراثهم الغني، خاصة أن المنطقة تحظى بانتعاش في مواسم الفعاليات التراثية والاحتفالات، التي تنظمها الفجيرة بين حين وآخر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©