الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«التّبة» كرة بحجم قبضة اليد يتقاذفها صغار «شجعان»

«التّبة» كرة بحجم قبضة اليد يتقاذفها صغار «شجعان»
27 يناير 2011 19:51
لا تقتصر فوائد ممارسة الألعاب الشعبية الرياضية على تنشيط الجسم وتنمية المواهب والقدرات فقط. بل تمتد فوائدها إلى بلوغ تنمية العلاقات الاجتماعية بين الفتيان اليافعين وممارستها في ظل المنافسة الشريفة، عبر مناخ أخوي يعكس قوة المجتمع وتماسك أفراده. فضلاً عن إيجادها التوازن النفسي وتجسيد الهدف الواحد والآمال المشتركة بين اللاعبين. يهدف برنامج الألعاب الشعبية الذي يقيمه “نادي تراث الإمارات” بين وقت وآخر لأبناء الدولة من طلبة المدارس إلى إحياء تراث الأجداد والمحافظة عليه، وإلى غايات أخرى يشير إليها سعيد المناعي “مدير إدارة الأنشطة والسباقات في النادي” قائلا: “تعتبر الألعاب الشعبية نشاطاً رئيساً في الفعاليات للتعريف بألعاب الأجداد التي كانوا يمارسونها في حياتهم اليومية، خاصة أن الألعاب الشعبية لا تركز على الانطواء والعزلة والفردية كما في الألعاب الحديثة الإلكترونية، بل هي ألعاب جماعية وتشجيعية وتنافسية تعتمد على الجماعة، وتنمي إلى جانب الطاقات والقدرات الذاتية، روح التعاون والاحتكاك والاندماج مع الآخر، بمثل ما تعوّد الطفل على المنافسة وتعزز قوته وشخصيته بشكل إيجابي، ينعكس على حياته المستقبلية”. تشكل الألعاب الشعبية أهمية كبرى لنمو الطفل واتزانه النفسي والجسدي، كونها تعمل على تنمية كافة قدراته خلال اللعب وتعزيز نشاطه الذهني ومنحه فرصة اكتساب الكثير من المهارات والمعرفة. وكل لعبة تقدم فائدة تختلف عن غيرها، إذ تراعي بعض الألعاب في تقسيماتها عدة اعتبارات يشير إليها د.ماهر القيسي “مستشار تربوي في النادي”، قائلاً: “يتم تقسيم الألعاب الشعبية وفق عدة تصنيفات، فبحسب الفئة العمرية (ألعاب الأطفال دون العاشرة) وهناك (ألعاب الصبيان والبنات بين 10-17 سنة). وبحسب البيئة (ألعاب ساحلية أو ريفية أو جبلية أو صحراوية). وبحسب التوقيت (ألعاب طوال العام، ألعاب صيفية، ألعاب شتوية)، كما تقيم الألعاب بحسب طبيعتها (ألعاب جسدية، وألعاب ذهنية، وألعاب التسلية). وحسب عدد اللاعبين وجنسهم (الألعاب الفردية أو الجماعية. وألعاب الفتيان أو الفتيات أو الألعاب المشتركة). وأخرى تستلزم توفر أدوات، مثل: سعف النخل والدّلاء والحصى والكرات والحبال والعلب المعدنية وغيرها من المواد المتوافرة في المحيط المحلي”. تعتبر لعبة “التّبة” إحدى أشهر وأجمل ألعاب الفتيان، وهي لعبة قديمة جداً في المنطقة. تتم ممارستها فوق ملاعب العشب الأخضر وفي الصالات الرياضية الحديثة. يصفها خليفة المحيربي “15 عاماً”، يقول: “يمارس لعبة التبة فريقان لا يقل عدد كل فريق عن خمسة لاعبين يتقاذفون فيما بينهم كرة وتكون بحجم قبضة اليد، وقديماً كانت عبارة عن لفافة قماشية يتناقلونها ضرباً بعصا في يد كل منهم لتسجيل أهداف في المرمى، ويفوز الفريق الذي يتفوق بتسجيل الأهداف في مرمى الخصم. لكنها اليوم هي عبارة عن كرة “التنس” الصفراء”. أما هزاع الفلاحي “13 عاماً”، فيقول: “استفدت كثيراً من المدربين راشد وجمعة الرميثي، فقد تعلمت منهما الكثير من الألعاب التي كنت أجهلها، وقد اكتسبت بفضلهما خبرة في ممارسة عدد ألعاب”. بعد شوط مباراة في لعبة “التبة” التف الفتيان حول مدربهم وتصافح الفريقان بود تأكيداً على أن الألعاب الشعبية تعزز روح الجماعة لديهم وتشجعهم على المنافسة التي تعلم الارتقاء نحو الفوز.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©